أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناهد نصر - كل غزة وأنتم طيبون














المزيد.....

كل غزة وأنتم طيبون


ناهد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 2531 - 2009 / 1 / 19 - 07:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد آنت لحظة قطاف ثمار المعركة، وأبت ثلة الأفاقين إلا أن تنال نصيبها من الكعكة الفلسطينية، فهنيئاً لهم أنخاب دماء الأطفال التى يتقارعونها أمام الكاميرات بكل فخار وعنجهية، وهنيئاً لهم لحظات تتويج المهزلة.

فما الذى يفعله مشعل وأحمدى نجاد فى قطر؟ وما الذى تفعله قطر فى المنطقة؟ ما الذى يفعله مشعل قائد حرب العصابات، المتعطش للسلطة حتى ولو كانت فى مشهد كوميدى، كالذى يجلس خلفه فى الدوحة. وما الذى يريده أمير قطر مغتصب السلطة من أبيه؟ ومن هؤلاء المتحلقين خلف مائدة السفه العربى يرقصون على جثث الفلسطينيين فى غزة وفى غير غزة. وما كان ينقص مجلسهم سوى سماحة السيد نصر الله ليكتمل المشهد، وعزاؤه الوحيد أن رأس الأفعى وولى نعمة حسن نصر الله وخالد مشعل وبشار الأسد إلى آخر القائمة حاضر خلف المائدة.

فما كان مشروع حماس المخضب بدماء أهل غزة ليخفى على العقلاء، لكن قادتها أبوا إلا أن يعلنوا عن وجههم السافر أمام الجميع متكئين على تراث عربى من الجعجعة، فالعرب يأكلون جعجعة ويشربون جعجعة ويلوكونها صباح مساء.

إن هؤلاء الذين يجتمعون فى الدوحة لهم فى دماء الفلسطينيين نصيب لا تجاريهم فيه سوى إسرائيل، ولهم من المشاريع الاستعمارية والاستعبادية ما لا يقارعهم فيه سوى المشروع الاستيطانى الصهيونى لقادة إسرائيل.

وعلى الغوغائيين الذين لا يفرقون بين العقلاء والعملاء أن يعيدوا ترتيب أوراقهم ويعيدوا قراءة ما يجرى أمام أعينهم علهم يفقهون.

فما أشبه الليلة بالبارحة حين آثر الغوغائيون ألا يمنحوا نصر الله ما لم يكن يحلم به من آيات التمجيد حتى تحقق ما كان يحلم به كاسباً أرضاً جديدة فى السلطة اللبنانية، تنازل فى سبيلها عن حرية منصات ألعابه النارية، وها هو خالد مشعل يعيد المشهد بحذافيره كاشفاً عن سوأته أمام الجميع متذلفاً لأولياء نعمته فى طهران وفى الدوحة بلا حياء ولا خجل، بينما يقول ادفعوا لنا فنريكم من آياتنا عجباً فى غزة. ولم يرنا سماحته شيئاً لما يقرب من الشهر بينما تدك غزة جواً وبحراً وبراً.

فأين يا سماحتك تلك المعارك الساحقة الماحقة التى توعدت بها جنود إسرائيل حين يطأون أرض غزة، وأين يا سماحتك جنودك الأشاوس فى منازل "تل الهوى" التى حل فيها الجنود الإسرائيليون محل أخواتك وأمهاتك وبناتك، وأين يا سماحتك ما تيسر من ألعابك النارية التى تلوح بها فى وجوهنا صباح مساء، وتقول إنها مقاومة، وأين يا سماحتك انتحاريوك الذين يتسابقون إلى جنة الخلد آخذين معهم جنود الاحتلال؟.

وما أشبه الليلة بالبارحة، حين كان نصر الله يلوح للأحياء من أهل بيروت بخزائن أولياء نعمته الذين وعدوه بإعادة الإعمار فى الجنوب، وها هو سماحة السيد مشعل يلوح لمن بقى حياً من أهل غزة بخزائن أولياء النعم فى إيران وقطر والسودان والعراق والجزائر؛ فهل ما زالت مسرحيات الأفاقين والراقصين على أجساد الأبرياء تنطلى على أحد، هل ما زالت مشاريعهم تخفى على أحد؟.

إن العقلاء لا يفرقون بين مشروع استيطانى واستعمارى تتبناه دولة عظمى، ومشروع آخر رجعى استعبادى تتبناه دولة تعيش على أنقاض إمبراطوريتها القديمة، وتروج له من خلال أعوانها داخل المنطقة. العقلاء لا ينظرون إلى جانب واحد من الصورة حيث مشاهد القتلى والجرحى والمشردين التى يحب أن يضعها فى الصدارة من يسمون أنفسهم بزعماء المقاومة، بل تتسع حدقاتهم لترى على جوانب المشهد ألاعيب وأكاذيب هؤلاء الزعماء ومشاريعهم.

وقد شارفت حرب غزة على الانتهاء، مضيفة إلى أرشيف وسائل الإعلام العربية والعالمية المزيد من صور البؤس الإنسانى للذين لم ولن يجنون شيئاً منها، والذين لا يحسب حسابهم فى لحظات قطف الثمار. إن ختام جولة جديدة من جولات المشاريع كبيرها وصغيرها قد شارف على الانتهاء، وقد جرب كلا الطرفين معداته وأسلحته واستراتيجياته على الأرض، وتمكن من قياس موقعه ومكاسبه على سلم النفوذ والسيطرة. وأن الستار قد قارب على النزول وليس على الغوغائيين سوى العودة من حيث أتوا ريثما تبدأ الجولة القادمة، وكل جولة ونحن وغزة وبيروت وبغداد ودارفور إلى آخر القائمة طيبون.




#ناهد_نصر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إخوان غزة وإخوان مصر
- درس نهى رشدى
- -إسلام قنديل- قضية أمن قومى
- المتحولون دينياً .. داخل عيادة الطبيب النفسى
- مصر بلا قلب
- اسطنبول.. مدينة تحب أبنائها
- الوساطة الغائبة
- من أين نبدأ ؟
- حزب الله والقوى الوطنية العربية
- البيت الكبير تسكنه القطط
- من دم ولحم أزرق


المزيد.....




- المصانع الصينية تنقل الحرب التجارية مع أمريكا إلى مكان جديد ...
- الصين تحتفظ بورقة استراتيجية في صراعها التجاري مع ترامب
- هذه الصور الزاهية هي رسالة حب لنساء المغرب القويات
- ماذا نعرف عن الكلية العسكرية التي درّبت قوات المعارضة قبل ال ...
- أمير قطر يزور موسكو
- صراع النفوذ على النفط يعمق أزمات ليبيا
- عراقجي يميط اللثام عن رسالة خامنئي لبوتين
- غزة.. نزوح نصف مليون فلسطيني جراء استمرار العمليات العسكرية ...
- توتر تركي يوناني حول التخطيط المكاني البحري
- مصادر بوزارة الدفاع التركية: آلية خفض التصعيد مع إسرائيل لا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناهد نصر - كل غزة وأنتم طيبون