أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد ابوطالب - اليهود والمسلمون














المزيد.....


اليهود والمسلمون


سعيد ابوطالب

الحوار المتمدن-العدد: 2534 - 2009 / 1 / 22 - 09:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحزان غزة الثقيلة تداهمك بصراخ أمرؤ القيس حين قال:
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلى
بصبح ،وما الإصباح منك بأمثل
الليل ثقيل ،و مايليه أيضا ثقيل،وكأن الشاعر العربى رأى فى منامه يوميات المواطن العربى فى القرن الواحد والعشرين.
بدلا من أن تضع أحداث غزة قضية الوطن الفلسطينى –المحتل من قبل العصابات الصهيونية- فى الصدارة، تتوارى هذه القضية المصيرية خلف ركام من دعاوى فاشية وعنصرية مقيتة.
حتى رجب طيب أردوغان يذكر اليهود بمحاسن الدولة العثمانية عليهم،وشافيز يطرد السفير مخاطبا على حد قوله "ضمير الشعب اليهودى".
تغنى فضائية الأقصى "أقتل كل اليهود.... فكلهم جنود"،متناسية مظاهرات شارك فيها اليهود فى أنحاء مختلفة من العالم ضد إسرائيل، ومتغاضية عن دور "الشبكة اليهودية الدولية لمناهضة الصهيونية" فى محاولتها الهجومية الجريئة لعمل محاكمات دولية لقادة الحركة الصهيونية وهو ما يعجز العرب حتى عن التفكير فيه بشكل جدى. وتختفى من أحاديث المواطن الفلسطينى كلمة "إسرائيل" و"الصهيونية" لتبرز مكانها كلمة "اليهود".
و لا تعير "حماس" نداءات القوى الفلسطينية الأخرى المطالبة بجبهة متحدة أدنى التفات،ليتصدر المشهد حماس والجهاد فقط.
ناهيك عن القوى الإسلامية فى مصر التى تتعامل مع الصراع العربى الإسرائيلى وكأنه يخصها وحدها فقط، فالنداء المفضل هو "خيبر خيبر يا يهود ........جيش محمد سوف يعود" .
حتى أنها تدعولمؤتمر للقوى الوطنية بمقر الكتلة البرلمانية للإخوان،وليس بنقابة الصحفيين مثلا.
بل أن بعض رجال الدين المصرين على إستدعاء الفوضى وضبابية الرؤية أصدروا فتوى تنزع صفة الشهادة عن الضابط المقتول فى رفح بحجة أنه نفذ أوامر خاطئة صادرة له من القيادة المصرية.
وبديهى أننا ندرك أن تصدر القوى الإسلامية لمشهد المقاومة-رغم مساوئه- أفضل من الإستسلام ،المقاومة الفلسطينية بتاريخها الممتد هى التى أنقذت الفلسطينيين من مصير الهنود الحمر رغم العديد من اخطائها،إلا أننا يجب أن نقاوم هذا الإصرار البغيض على "تديين الصراع"،نحن مطالبون كقوى وطنية أن نخلع أردية الحيرة وأن نلح وسط هذه الفوضى ونركز على الحقائق الأساسية للصراع،لا أن ننزلق إلى مستنقع الصراع الدينى المزعوم.
لنا أن نعجب من محاولة بعضنا منع الإحتفال بمولد أبو حصيرة على اليهود بدلا من الترحيب بذلك-تخيل لو ظل يهود مصر بها ولم يهاجروا لإسرائيل وعاشوا بيننا-، نتفهم أن يكو ن مطلوبا منع الإسرائيليين من دخول مصر لهذا الإحتفال وغيره من الأنشطة،والوقوف بشدة ضد التطبيع مع الصهاينة-لا اليهود-
بكافة أشكاله‘لكننا نرحب باليهود إن رغبوا فى الإحتفال بمولد دينى.

ليس معقولا أن يساوى البعض بين الجلاد والضحية رغم صعوبة تغيير نظرة العالم الحديث لإسرائيل وفلسطين،فإسرائيل هى دولة ديمقراطية تستحق التدليل الدائم رغم عنصريتها الواضحة تجاه عرب 48 وإعتبارهم مواطنين درجة ثانية،ورغم كونها دولة لليهود فقط،وحينما ترتكب مذابحها ضد المدنيين والأطفال فهى تحمى مواطنيها من الفزع والهلع الذين تحدثهما الصواريخ، وحينما تنجح حماس ديمقراطيا تقوم القيامة و يفرض الحصار على الشعب الفلسطينى فى غزة.
صورة إسرائيل لدى العالم هى دولة حديثة تقدم ليفنى المرأة الجميلة فى أعلى المراتب التى تحتاج لحزم الرجال ،وصورة فلسطين المقاومة هى صورة القائد المتزوج من أربع سيدات وله لحية تذكر الأوربيين بأسامة بن لادن.
الإنزلاق للصراع الدينى بطرفى المعادلة اليهودى والإسلامى ، يستبعد قسرا المسيحيين الوطنيين من هذا الصراع ،فهى حرب دينية ضد اليهود وعلى المسيحيين أن يتنحوا جانبا ،ولا مانع من إعتبارهم أعداء وحلفاء لليهود ،ألا يقف الغرب المسيحى مع اليهود؟ ألم تبشر بعض الأناجيل بمعركة "هرمجدون" ضد الأشرار وبعدها يأتى المسيح !!! هذا الصراع المتخيل يدفع الطرف القبطى المسيحى فى مصرللبحث فى تراثه عن أسوأ مافيه "هل هو أقل من الآخرين"؟، وتبرز دعاوى البعض –كالأنبا توماس- بالنقاء العرقى للأقباط المصريين ،فاتحا أبواب الجحيم على مصر الموحدة.
التمترس خلف هذه المفاهيم أحد أهم أهداف الإستعمار الإمبريالى الصهيونى لتفكيك المنطقة.
والعراق مثال واضح على سيادة هذا المفهوم.
سقط القناع عن القناع،عن كامب ديفيد ومدريد وأوسلو،لا حل إلا دولة علمانية ديمقراطية فى فلسطين يعيش فيها المواطنون من مختلف الأديان سواسية.
كيف نستعيد هذه الروح مرة أخرى؟.
هذا هو السؤال



#سعيد_ابوطالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر إناء يغلى على النار
- زيارة السيدة العجوز
- الطبقة الوسطى بين التهميش والهجرة
- تمزيق سترة قديمة
- مصر بين الوحدة الوطنية والفتن الطائفية
- الاقباط بين الاندماج والجيتو
- السيد النبى


المزيد.....




- كيف يستعد الجنود من المتحولين جنسيًا لمواجهة ترامب بإعادة تش ...
- الصين تحتفل ببداية عام الأفعى وسط طقوس تقليدية وأجواء احتفال ...
- توجيه إسرائيلي لمعلمي التاريخ بشأن حرب أكتوبر مع مصر
- الجزائر تسلم الرباط 29 شابا مغربيا كانوا محتجزين لديها
- تنصيب أحمد الشرع رئيسا انتقاليا لسـوريا
- منتقدا الاحتياطي الفيدرالي ورئيسه.. ترامب يطلق العنان لمبادر ...
- أمريكا.. السجن 11 عاما للسيناتور السابق مينينديز جراء إدانته ...
- الرئيس السوري أحمد الشرع يطلب من روسيا تسليم الأسد
- إصابة 24 شخصا بغارتين إسرائيليتين على النبطية.. -لم يستطيعوا ...
- إعلام: المراحل المقبلة من وقف إطلاق النار في غزة تواجه عقبات ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد ابوطالب - اليهود والمسلمون