عام 2009 .. ركود ثم كساد

ريهام اللبودي

الحوار المتمدن-العدد: 2533 - 2009 / 1 / 21 - 00:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تسونامي.. هكذا سميت الأزمة الإقتصادية العالمية التي عصفت بدول كثيرة والتي يمتد أثرها لسنوات قادمة.. ولأن أمريكا القطب الأوحد في العالم .. ورائدة الإقتصاد الرأسمالي الحر فتتركز الأبصار إليها خاصة بعد انتخاب رئيس جديد .. حول رؤية أوباما للإقتصاد ومدي تأثر المعونة الأمريكية بالأزمة ومستقبل مصر الإقتصادي والتطلعات بتكتل إقتصادي عربي لمواجهة الأزمة الإقتصادية .. وغيرها من القضايا يناقشها السفير محمد العرابي مساعد وزير الخارجية المصري للشئون الإقتصادية.

أكد السفير العرابي أن مصر تتلقي معونات وقروض ميسرة من مختلف أنحاء العالم ليست من أمريكا فقط ، والمعونة الأمريكية لها ظروف تاريخية معينة (عملية السلام) وهي عبارة عن شقين الأول عسكري والثاني اقتصادي، كما نتلقي مساعدات إنمائية من الإتحاد الأوروبي هامة جداً (الطاقة المتجددة) بمعني أن نحصل علي الطاقة من الرياح والشمس والمياة ومصر بها خريطة رياح ممتازة من البحر الأحمر والصحراء الغربية والشمس متواجدة 365 يوم بدرجة تركيز عالية ومساحات شاسعة من الأرض تستوعب أي ألواح ضوئية لإستخراج الطاقة أو توليد الكهرباء ونحن دولة محتاجة مساعدات بلا أدني شك.
كما فسر أهمية منح المعونات بقوله " مصر دولة مهمة في المنطقة ولابد أن تكون مستقرة سياسياً ومتقدمة إقتصادياً، فهي أكبر تكتل سكاني في الأقليم، ولابد أن يكون في حالة من النمو ليمارس دوره بشكل سهل وتلقائي، فالتعثر الإقتصادي المصري ليس من مصلحة الأقليم ".
وفي تعليق علي انتخابات الرئاسة الأمريكية قال: أوباما رئيس الولايات المتحدة أنتخب من الشعب الأمريكي، فأمريكا قائدة العالم ولها مصالحها، والرئيس الأمريكي المنتخب يعمل من أجل مصالح الولايات المتحدة ، وهناك أخطاء لإدارات سابقة والشعب قال رأيه نتيجة هذه الأخطاء وهو متفائل بالإدارة القادمة.
ويري أن الولايات المتحدة أكبر دولة في العالم أصيبت الي حد ما في الفترة الماضية إقتصادياً وسياسياً وهذا سيكون الهدف الأساسي للرئيس الجديد وأعتقد أنه لديه من المؤهلات ما يساعد علي نجاح ادارته.
وأضاف الإدارة الجديدة (ادارة أوباما) أعتقد أنها لم تبت في المعونة لأن ليس من المناسب تعديل المساعدات الأمريكية لمصر، و معونة العام القادم 2009 أقرت بنفس مبلغ العام الماضي، وبالطبع سيحدث نوع من احياء للمفاوضات أو الإقتراحات المصرية مع الإدارة الجديدة بإعادة هيكلة شكل المساعدات الأمريكية.
ويضيف: سيكون هناك مراجعة لقضايا كثيرة بما فيها عملية تحويل الحبوب الي وقود وأري أن الروح السائدة الآن هي العمل الجماعي لمواجهة الظاهرة وهناك نظام عالمي جديد ظهر نتيجة الـ " تسونامي " الإقتصادي وبالطبع سيفرز سياسات أكثر إيجابية مع مراعاة الجميع، والدول النامية ستتأثر من ناحية وتستفيد من ناحية أخري.
ووجه مسئولية علي المصريين، فمصر لديها موارد مهدمة وإصراف في السلوك الإنفاقي، فالمواطن يستطيع العيش بـ ثلثي ما ينفقه علي التليفون والكهرباء والبنزين، وهذه ظاهرة رصدتها بعد عودتي من الخارج فالمواطن الألماني غير مسموح له استخدام الكهرباء في ضوء النهار بعكس مؤسساتنا.
ويقول مصر بصدد أن تكون متواجدة في كل التجمعات الإقتصادية الكبري وسندعي في إيطاليا العام القادم في قمة الـ " G 8 " جانب الدول الـ " " OUTREACH المسماه بـ O Five " " وهو تجمع إقتصادي هام ومجرد أننا ندعي إليه فهذا اعتراف بقوة اقتصادنا وفي مرحلة التنامي والصعود. وفي عام 2000 الأمم المتحدة وضعت خطط علي بعض الدول يجب تحقيقها عام 2015 أي نحن في منتصف المدة، وسينعقد مؤتمر في الدوحة أواخر الشهر الحالي لمراجعة أهداف الألفية وكيفية المواجهة بعد الأزمة الحالية التي أثرت علي تقدم كل الدول في مكافحة الفقر وتمكين المرأة والتعليم بمساعدة الدول الصناعية الكبري والمتقدمة.
مصر تسعي للدخول في نادي الدول الصاعدة أو البازغة ذات الإقتصاد المتنامي (جنوب أفريقيا). في حوار مؤسسي نتج عن قمة " هنجن دام " في ألمانيا عام 2007 ونريد أن نشترك معهم ونكون " 8+6 " ورغم رفض ألمانيا لكننا نحاول أن ننجح ونصل لهذا الهدف، وهذا يتطلب من مصر أداء رفيع وإدارة أزمة حالية بشكل جيد حتي ترانا الدول الكبري بأننا مؤهلين للدخول في O Five " " والأزمة الحالية وحسن إدارتها ستكون رصيدنا في المرحلة القادمة.
كما أن التوقعات الإقتصادية العالمية تشير الي كساد إقتصادي عام 2009 وبالطبع سيؤثر علي معدلات البطالة ولو تعافي الإقتصاد الأمريكي خلال العام القادم فسوف تمر علينا تداعيات الأزمة بسلام ألا وهي الركود ثم الكساد. وهناك اجراءات تتخذها مصر الآن لمواجهة هذه الآفة.
وأشار العرابي: العالم الآن أصبح يفكر في علاقات إقتصادية متطورة بغض النظر عن الخلافات السياسية والدول العربية ليس بها خلافات بحجم كبير، ففي ظل الظروف الحالية لابد أن يكون هناك نوع من الحلول العملية وأتوقع ذلك في القمة الحالية. فالجامعة العربية قادرة علي التنسيق بين الدول والسيدة ميرفت التلاوي تقوم بهذا الدور منذ عام وهناك أوراق تتداول بين الدول العربية ومشاريع تناقش في هذا الشأن، وأعتقد أن الإعداد كان جيداً والجامعة العربية قامت بدور رائع في القمة الحالية وأتوقع حضور كبير من الدول المشاركة.
وأضاف السياسة الخارجية المصرية لها مصداقية ونابعة من جذور راسخة وقوية وثقلنا موجود في المنطقة حتي لو أفتعلت أدوار من دولة أو أخري، فالمصريين تخيم عليهم أحياناً جلد وقهر الذات فلا يروا قيمتنا الخارجية فيكفي أن نقول أنا سفير مصري أو صحفي مصري أو فاروق حسني المرشح لمنظمة اليونسكو مصري.

ريهام اللبودي

#ريهام_اللبودي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات