27/1/2009 اليوم العالمي لمناهضة الهيمنة الامريكية والصهيونية، يوم غزة المقاومة ، يوم الثقة بقدرات البشرية ومستقبلها

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2530 - 2009 / 1 / 18 - 08:05
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

تمر البشرية اليوم باخطر مراحل تاريخها وهي تواجه الد اعدائها عبر التاريخ وهم مدججون باخطر اسلحة الفتك الشامل والهيمنة على جميع ميادين صنع القرار ووسائل وادوات فرض ارادتها و توجيه الرأي العام. ولكن البشرية اليوم ايضا مدججة بتجارب قرون في مقارعة الذل والاستعباد، اجترحت خلالها اشكالا واساليبا من الكفاح واشكالا واساليبا من التنظيم. وقدمت الملايين من التضحيات من اجل تحررها وهي مجزأة على اسس طبقية وفئوية وبالتالي سياسيا وفكريا، وفقا لمستوى تطور الانظمةالاقتصادية الاجتماعية التي مرت بها. واليوم وقد بلغت البشرية مرحلة سيادة علاقات الانتاج الراسمالية على العالم واحتدام تناقضاتها الاساسية ولاسيما بين العمل والراسمال، فقد تحولت هذه التناقضات الى تناقضات عالمية تشمل جميع البشر . فالى جانب تمركز حاد في قيادة العولمة الراسمالية الممثل بالهيمنة الامريكية واداتها اسرائيل توسع النقيض الرئيس، العمل ليشمل البشرية عموما . واذ تمكن اقطاب العولمة الراسمالية من اقتحام قلاع التنظيم الطبقي السياسي والمهني للعمل وترويضه فانهم لا ولن تستطيعوا اقتحام وترويض كرامة البشر وطموحاته للتحرر من جميع اشكال الاستغلال والاستعباد وبنا ء المجتمع الانساني الحقيقي. فنشأت وتطورت حركات عالمية جبارة عبر النضال، الذي بدأ موسميا وكرد فعل لجرائم اعداء البشرية، لا يلبث ان يهدأ تلقائيا او بفعل اقتحام منظماته واشغال نشطائها بمهام ثانوية او صراعات فئوية او شخصية . ولكن ومع تفاقم ازمات النظام الراسمالي وفشله في حل مشاكل البشرية لجأ الى اخطر وافضع اساليب تركيع الشعوب: الاحتلال عن طريق الحرب. فالهبت حرب الابادة الامريكية لاحتلال العراق مشاعر البشرية واطلقت طاقاتها بتظاهرات عارمة شملت العالم . وكان لاستمرار مقاومة الشعب العراقي المتنوعة للاحتلال وجرئمه دور في استمرار النشاطات الجماهيرية على الصعيد العالمي وتطورها وتكوين مراكز لتنظيمها وادارتها . كما كان لتفاقم جرائم الاحتلال الاسرائيلي وصمود المقاومة الفلسطينية فضلا عن حروبها العدوانية التوسعية في لبنان دور كبير في تكوين وتطوير الحركة العالمية المناهضة للعولمة الراسمالية والهيمنة الامريكية والصهيونية.
واليوم اذ تطبق العولمة الراسمالية وقطبها الاكبر الهيمنة الامريكية واداتها اسرائيل قانون حتمية زوالهما من خلال حرب الابادة التي فرضتها على غزة فانها عملت على انضاج حفاري قبرها: الحركة العالمية المناهضة للهيمنة الامريكية والصهيونية وشمولها العالم وتوسع مجالات وفعالية نشاطاتها،التي تغذيها وتطورها المبادرات الشعبية في جميع انحاء العالم وبدورها تعلم وتطور الحركات الشعبية . فقد حققت البشرية خلال ثلاث اسابيع من جرائم الحرب الاسرائيلية من ناحية والصمود الباهر لشعب غزة انجازات لم تحلم بها البشرية وهدمت انجازات نصف قرن حققتها اسرائيل بدعم كل اعداء البشرية من الدول الراسمالية وفي مقدمتهم امريكا ومن الانظمة العربية التابعة ومن المحافل الدولية . وفي مقدمة خسائر اسرائيل فقدها للاعتراف الدولي من قبل دولتي فنزويلا وبوليفيا فضلا عن تجميد العلاقات الدبلوماسية من قبل قطر وموريتانية . وتركيا تطرد الفريق الرياضي الاسرائيلي من بلادها . وعمال اليونان يرفضون دخول السفن المحملة بالاسلحة الامريكية الى اسرائيل . ومنابر ومحافل 67 دولة بما فيها امريكا تطرد المنظمات الصهيونية و 34 منتدى اجتماعي عالمي يقطع علاقاته مع المنظمات الاسرائيلية . وتبدأ في 19 دولة اجراءات التقاضي وتشكيل محاكم شعبية لمحاكمة مجرمي الحرب الاسرائيليين . ومع استمرار حرب الابادة الامريكية الاسرائلية على غزة واستمرار وتصاعد المقاومة الاسطورية لجماهير غزة ستجترح الحركات الجماهيرية الوطنية والعالمية اشكال ووسائل اكثر فاعلية وتاثير في لجم العدوان . ولاشك بان لتحرك عمال العالم دور فعال بل وقاصم للاسس الاقتصادية التي تقوم عليها اسس الهيمنة الامريكية والصهيونية
ان لصمود مقاومة الشعب الفلسطيني في غزة الفضل في تعاظم حركة مناهضة العولمة والهيمنة الامريكية والصهيونية وتوسع مجالات نشاطها فقد تمكنت من التوسع في فتح مكاتب لها في 67 دولة، للمساهمة في الجسر البحري والجوي لاغاثة غزة اليوم وغدا لاغاثة أي شعب من شعوب العالم تجرأ العولمة والهيمنة الامريكية والصهيونية وادواتها لشن عدوانها او فرض هيمنتها عليه. واعلنت الحركة النفير العام في صفوفها للتوجه الى غزة اليوم ، لتشكيل دروع بشرية لحماية نساء واطفال غزة وغدا الى أي بلد يتعرض للعدوان والهيمنة الامريكية والصهيونية . وبمشاركة 100 الف منظمة عالمية دعت لجعل يوم 27/1/2009 يوما للمقاومة والصمود وبداية للاسبوع العالمي لمناهضة الهيمنة الامريكية والصهيونية ونصرة لغزة .
فليكن يوم 27/1/2009 يوم غزة للمقاومة والصمود ويوم الثقة بقدرات البشرية ومستقبلها الزاهر
سعاد خيري في 18/1/2009

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات