جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 777 - 2004 / 3 / 18 - 10:12
المحور:
الادب والفن
أنا العربي الجبار المغوار القادم من واحات التمر والصحراء، كي أدلَّ الناس في كلِّ بقاع الأرض إلى طريق الله، أنا الذي بيده المعرفة الربانية، والسلطانية، والباطنية.. أنا الفارس صاحب الإماء، مسترخص الدماء، وريث غبار الحضارة المنسِّية..أنا الشيء.. وكلّ الأشياء في مملكة السراب..أنا المجهول المعلوم اليعربي، في كلِّ الأزمان.. أتخلّى اليوم عن أحصنتي، و متاريسي، وخرافاتي ..لأعود كائناً فينيقياً أوغاريتياً سريانياً كلدانياً آشورياً و……..سورياً (( حاف )) أي، خالص مخلَّص بلا –عقال-ولا سبحة..!بيدي وردة واحدةً لتراب الأطفال الضحايا.. وبين أصابعي شمعة يتيمة لنساء عاموده والمالكية المعَّربة وعفرين الحزينة..خجولٌ من كوني وريث الفاتحين الأولين، والمتسكع على أرصفة السفارات الكافرة، لاستجداء فرصة حياة.. أو فرصة بقاء ..أنا الكبير الصغير الضائع المضيِّع، أنحني بما يكفي لتلامس جبهتي التراب، طلباً لإنسانيةٍ فقدتها..ولحقيقةٍ زورتها..أنا، هذا الإنسان البسيط الذي لم تعد تعنيه كلُّ نياشين العرب.. ولا حكايات العرب..أنا المتمرِّس الضليع في فنِّ الكلام، يداهمني الخرس..وتغادرني الحواس..!أنا الذي صار يمقت اسمه، وصمته، وجبنه..! أنا الشيء واللاشىء في دنيا العرب..أنا المسلوب المنهوب من جهاتٍ ثلاث: الشمال، والشرق، والغرب، أتخلى طواعيةً عن الجهة الباقية كي أعود إلى ضلالي راضياً مرضيا..!أنا المواطن المسؤول عن هزائم العرب، وتخلّف العرب من يوم أمعنّتُ في النسيان..والهذيان.. فهل تُنسى بعد الآن أمجاد العرب..؟
الدامي من آذار
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟