سنان أحمد حقّي
الحوار المتمدن-العدد: 2528 - 2009 / 1 / 16 - 11:14
المحور:
الادب والفن
) كتبها شاعرٌ مَثلُهُ ـ من زاويةٍ أو
أخرى ـ كمثل رجلٍ كان يرتادحانةً
على ضفةِ النهرِ ويجلسُ وحيداً إلى
مائدةٍ بسيطةٍ يتناولُ منها كلَّ يومٍ
بضعة كؤوسٍ من الخمرةِ وكان لا
يسمع إلاّبواسطة آلةٍ سمعٍ صناعيّةٍ،بيد
أنه عندما يجلس إلى أكؤسهِ يضع جانباً
آلة السمعِ ويُصبحُ كلُّ شيءٍعندهُ ساكناً
صامتاً هادئاً تماماً إلاّ من ذاكرتهِ
ووجدانهِ وجوارحهِ الأخرى..
وبين الحين والآخر يجرّب إعادة وضع
الآلة السمعيّة ثم يتأفّف منزعجاً كثيراً
ويقول بصوتٍ خافتٍ: أوف..أوف ..ما
هذا الصخب؟ماهذا الضجيج!
ثم يضع آلتهُ جانباً ويعود إلى هدوءهِ وصمتهِ
بارتياحٍ وعرفانٍ بالجميل!)
هل نجزّيءُ آلامنا؟
تلكَ التي تنحدر معنا من قمم الجبال
حتّى مياه البحر..
آلامنا
هي بكاؤنا ونحيبنا
وصراخنا المدوّي من عمق التاريخ
آه..
ما أثقلَ مانحملُ على ظهورنا
وما أوجع مسعانا نحو الأمل!
أيّها الهاتفُ البعيد..
أيّها الصوتُ الخافتُ الذي يُنادي من أعماق الأعماق..
أيها الجرح الغائر في القلب..
لماذا؟
..............
الموسيقى
يا ألقاً منبعثا عن مرايا نقيّه!
يا صفاء سماءٍ بعد مطر
إمنحيني قوةَالشعاع البهيج
والبكاء والنشيج..وقوّة الحيرة
والوجوه الواجمه
التي تعوي في الوجدان والضمائر
..............
أأبحرتِ يا سفينتي؟
بأشرعتكِ الملونةِ بصمتٍ
وبهدوءٍ حاني!
سريتِ إلى المجهول
محمّلةً بالآلامِ والنحيب..
... جراحُ اللوعةِ لا تلتئم!
ولا الأفواه تكفّ عن العويل!
ولا المياه المقدّسةِ تكفّ عن التجمّد في الجداول!
...............
الزنبق
والأقاح
وثمار الليمون!
وأوراقُ النعناعِ
يتدثّرُ بها حبيبي..
ونغمات القيثارةِ الوئيده
والوحيده
تردّدُ نحيبه وأغانيه
في عالمه الأبيض !
............
الجمال
الجمال يتجسّد على شكل قطط زرقاء وخضراء العيون
واللآليء السوداء تتدحرج حول أعناقها
وشعاع الشمس يتكسّر على حمرة شفاهها
والجمال والحسن الخالد لا يكفّ عن الحركه!
وسط الألوان الحمراء والبرتقاليّة والصفراء واللازورديّه
يلقحها الشعاع الزاهي
والنور الباهي
من خلل حطام الزجاج الملون!
فتتولّد في كل لحظه
قطط أخرى
وأخرى!
وأخرى!!
وأخرى!!!
...........
لا الأنهار تجري من الأسفل إلى أعلى
ولا الشموس توشك أن تنطفيء
وكلّنا أضعنا الإبتسامة
وفقدنا الحلم!
إلاّ انا!
............
العذاب والشقاء
والألم والبكاء في الأسحار
والفراغ الذي تسبح فيه قلوب الملايين
يعتصر النفس
المرارة هي الطعم واللون والنسمة التي تلطّف الأجواء
والأنين هو البلسم الذي يُشفينا من الحقد!
إلى متى؟
أيتها الأنوار البنفسجيّة والزرقاء والرماديّة الغامقة تعبثين بموج البحر لتروّجي لمدٍّ هائل؟
وكم سيطول هذا الشقاء ومتى ينجلي؟
كدنا ننسى تلك الصباحات الزاهيه
وتلك الأكمات المزهرة
حتّى الشمس وحتّى القمر
لم نعد نراهما كما اعتدنا
ليس فيهما تلك البهجة ولا ذلك السرور!
#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟