أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - يحيى السماوي - ( الساكت عن الحق شيطان أخرس )















المزيد.....

( الساكت عن الحق شيطان أخرس )


يحيى السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 2526 - 2009 / 1 / 14 - 03:37
المحور: حقوق الانسان
    


دفعا ً للإلتباس ، ولأية محاولة للإصطياد في الماء العكر ، أعترف بأن كتابتي هذه تنطلق من منطلق أن " الساكت عن الحق شيطان أخرس " فأنا لست حمساويا ولا إسلامويا ولا قومانيا ـ ولن أكون أيا ً منها في ما تبقى في حقيبة عمري من زمن لم أعشه بعد ـ طالما أن السياسة في عصر الردّة الدولية هذا ، قد فقدت ثوابتها الأخلاقية والوطنية والإنسانية ...

ما يحدث في غزة هو هولوكوست إسرائيلي أمريكي مع سبق الإصرار بحق شعب أعزل ... إنها جريمة إبادة جماعية باعتراف يهود اسرائيليين من مناهضي الحرب ، وباعتراف أكثر من تسعين منظمة إنسانية دولية تعدّ الان طلبا إلى محكمة جرائم الحرب الدولية لمحاكمة مرتكبيها بتهمة إبادة الجنس البشري ..

مرّ الان نحو ثلاثة أسابيع على أبشع هجوم إسرائيلي اشتركت فيه القوات الجوية والبحرية والبرية ضد شعب مُحاصَر من سنتين لا لجريمة ارتكبها سوى انتخابه منظمة حماس لقيادة مسيرته بعد أن فقد الثقة بــ " قادة فتح " الذين تحولوا إلى ديناصورات وساسة متكسبين لإقامة امبراطورياتهم المالية والعقارية بعدما كانوا مناضلين ثوريين يرفضون أي شكل من أشكال الاحتلال ..

إسماعيل هنية لم يستلم السلطة بانقلاب عسكري ... فالذي جاء به إلى السلطة هو صندوق الإقتراع في أنظف انتخابات شهدتها المنطقة العربية باعتراف الأمم المتحدة والإتحاد الأوربي ـ بل وباعتراف منظمة فتح نفسها ... ومنظمة حماس لم يُعرف عنها القيام بعمل عسكري خارج أرضها المحتلة ( شأنها في نضالها المشروع شأن حزب الله الذي يطيب لبعض الكتاب توصيفه بالإرهابي لأنه رفع البندقية بوجه المحتل لتحرير أرضه المغتصبة ) ..

ثلاثة أسابيع من عدوان اسرائيلي سافر سقط خلاله حتى الساعة 920 شهيدا و 4260 جريحا الغالبية العظمى من هؤلاء الجرحى معرّضون للإعاقة الدائمة ... بينهم المئات من الأطفال والنساء والشيوخ ـ ماعدا احتطاب البنى التحية ودكّ البيوت والمدارس والجوامع والمستشفيات ـ بما في ذلك مدرسة الأونروا التي دكها الطيران الاسرائيلي على رؤوس تلامذتها ... كل هذه الجرائم الوحشية ، والبعض منا ما زال يُحمّـل حماس مسؤولية الحرب حتى بعد قيام وسائل إعلام اسرائيلية وأمريكية بنشر تقارير تؤكد أن تل أبيب كانت قد أعدت لهذه الحرب منذ عدة شهور وبموافقة أمريكية مسبقة ودعم جهات عربية ـ في مقدمتها قيادة فتح ومصر" العروبة والاسلام " التي أعلنت تسيفي من القاهرة وليس من تل أبيب تهديدها الصريح بشن الحرب على غزة !!! ألا يعني ذلك أن بعض كتابنا هم صهيونيون أكثر من صهاينة بني إسرائيل ؟

الطبيب الذي أمضى عشرة أيام في مستشفيات غزة وأعلن عن نتائج اختباراته با ستخدام إسرائيل أسلحة تحتوي نسبة من اليورانيم المنضب ، هو طبيب نرويجي وليس إيرانيا أو عراقيا أو لبنانيا ...

الكاتب الذي كتب : " لقد استخدم الجيش الاسرائيلي أسلحة جديدة تؤدي إلى حروق تصل العظام " لم يكن كاتبا إسلامويا أو قـومجيا عروبيا ... إنه " جدعون ليفي " من صحيفة ها آرتس الإسرائيلية وليس من صحيفة حزب الدعوة العراقية ..

الملايين التي خرجت في تظاهرات عارمة عبر العالم كله تنديدا بالوحشية الاسرائيلية ، لم يُسـَيّرها إرهابيو القاعدة... فالذي حملها على التظاهر هو الضمير الإنساني ومبدأ الانتصار للحق ونبذ الباطل ..

آية الله العظمى ألتي أدانت بشدة في بيان صريح ، محارق اسرائيل في غزة ، هو السيد علي السيستاني المرجع الأعلى للطائفة الشيعية ، وليس أيمن الظواهري أو مفتي كهوف تورا بورا ..

الرئيس الذي طرد السفير الاسرائيلي من بلاده احتجاجا ضد الوحشية الاسرائيلية ، هو المناضل الشيوعي شافيز ـ رئيس دولة فنزويلا التي هي ليست عضوا في جامعة الدول العربية أو منظمة العالم الاسلامي ..

السيد نوري المالكي الذي استنكر بشدة جرائم اسرائيل في غزة هو رئيس حكومة العراق وليس حاكم ولاية نيويورك ...
عضو البرلمان الكندي الذي رمى بحذائه سفارة اسرائيل في بلاده لم يكن وهّابيا أو عضوا في الحزب الاسلامي بزعامة حكمتيار أو طارق الهاشمي .. إذن لماذا لا يحتجّ الكثير من كتابنا ضد الهولوكوست الاسرائيلي بحق شعب غزة الأعزل ، فواصلوا إدانة المقتول لا القاتل ؟

ثمة مَنْ يرى أن موقف حماس المؤيد للنظام الديكتاتوري المقبور هو ما دفعه لتأييد حكومة فياض ، وأن التشفـّي من حركة حماس كان نتيجة ذلك التأييد ... لكن هؤلاء يتناسون حقيقة أن حماس لم تؤيد نظام صدام حسين بالشكل الذي تمادت فيه منظمة فتح في تأييدها للطاغية المقبور ونظامه ... اسماعيل هنية لم يخاطب المقبور صدام حسين كما خاطبه ياسر عرفات خلال احتلال الكويت " ياجبل مايهزك ريح " ... حماس كانت ضد الاحتلال ... ثم : هل من المروءة التشمت بالقتلى الأبرياء المظلومين ؟ هل يعرف الأطفال الذين تفحّمت أجسادهم مَنْ يكون صدام حسين ؟ إن حماس لم تستفد من نظام صدام بالقدر الذي استفادت منه منظمة فتح التي جنت منه مئات ملايين الدولارات ...

نعم ، لقد " تراجع " بعض هؤلاء الكتاب عن تحميلهم منظمة حماس وحدها مسؤولية الأحداث المأساوية ، فـ " تظاهروا " بإدانة إسرائيل معها ... إدانة خجولة وليست وقحة كالتي وجهوها لحركة حماس ، متناسين حقيقة أن حماس كانت قد عرضت استعدادها للتهدئة عشر سنوات شريطة رفع الحصار عن قطاع غزة لولا أن تل أبيب رفضت ذلك سعيا ً منها لإسقاط حكومة هنية لأنها ليست مستعدة لتقديم تنازلات كالتي أبدت حكومة فياض استعدادها لتقديمها ... يدينون الصواريخ البدائية التي تطلقها حماس ردّا ً على غارات اسرائيل واغتيالاتها المتعددة التي بلغت ستا وعشرين عملية اغتيال خلال فترة التهدئة ، مضافا الى ذلك تجريف آلاف الدونمات منمزارع الزيتون وبناء عشرات المستعمرات الاستيطانية ـ ولا يدينون السياسة الاسرائيلية التي حملت حماس على اطلاق صواريخها محلية الصنع ـ ولا يدينون غارات طائرات الأباتشي والطائرات الحربية الموجهة عن بعد ، والتي لم تنقطع طيلة فترة التهدئة تلك !!

أعلنت إدارة البنتاغون يوم أول من أمس عن مناقصة مستعجلة لنقل كميات كبيرة من الأسلحة والأعتدة الحديثة إلى تل أبيب عبر جسر ٍ جوي على أن تصل خلال هذا الشهر ... والسؤال : هل الترسانة الإسرائيلية الجبارة لم تثبت كفاءتها رغم تحويلها غزة إلى مقبرة جماعية لساكنيها فعزمت حكومة واشنطن على تزويدها بأسلحة أكثر فتكا ؟ والسؤال الآخر : لماذا لم يستنكر عشاق أمريكا وإسرائيل هذا الصلف الامريكي ؟ أليس الواجب الأخلاقي والإنساني والثقافي يفرض عليهم إدانة هذا السلوك الوحشي ؟ أم أن أقلامهم لا تجيد الكتابة إلآ الإفتراء الرخيص والمبتذل لتضليل وتشويه الحقائق والتاريخ والأحداث ؟ قبل أيام كتب أحد الأخوة ردا على قصيدتي عن غزة في موقع المثقف جاء فيه " هل ننسى مجلس الفاتحه لعدى وقصى من المقبور احمد ياسين " ؟ لا أشكك بحسن نية كاتب الرد ـ لكن المؤكد أن المتأمركين والمتأسرلين قد نجحوا في تضليله ، فصدّق أن الشيخ أحمد ياسين قد أقام مجلس الفاتحة على المقبورين صدام وولديه ـ بينما الحقيقة هي أن الشيخ أحمد ياسين قد استشهد قبل إعدام صدام ومقتل ولديه بزمن ليس بالقصير !!! قارئ آخر كتب باسم مستعار ( أنا أعرفه شخصيا رغم تخفيه وراء نقاب وحجاب الاسم المستعار ) كتب : أنا أقسم بالسماوات والأرض أنه لا يوجد فلسطيني واحد لم يدعم صدام ضد الشعب العراقي .... وهذه مغالطة تنفيها حقيقة أن كثيرا من المنظمات الفلسطينية كانت تعارض نظام صدام ـ بل ان لبعض هذه المنظمات الفلسطينية الفضل في إنقاذ حياة مئات المناضلين الشيوعيين العراقيين الذين زوّدتهم بوثائق مزورة ليهربوا من العراق خلال هجمة النظام الشرسةعلى التقدميين عقب انفراط ما كان يسمى بالجبهة الوطنية ...

ثمة آخرون كتبوا أن إيران هي التي زوّدت حماس بالصواريخ البدائية التي تطلقها ردا على جرائم اسرائيل ـ في حين تؤكد تل أبيب أن تلك الصواريخ هي محلية الصنع وأنها بدائية لا تعدو كونها صواريخ صوتية ... فهل هؤلاء الكتبة أكثر معرفة من مخابرات تل أبيب وواشنطن ؟ أم أن لهم دورا مرسوما اضطلعوا في تنفيذه خدمة لأجندة غير معلنة ؟ إيران نفسها اعترفت بتزويد حزب الله بالأسلحة ... فهل تخشى من الاعتراف بتزويد حماس بالأسلحة البدائية تلك لو أنها فعلت ذلك ؟
قالت الأمم المتحدة إن جيش الاحتلال الاسرائيلي قام باعتقال سكان حيّ من أحياء غزة بلغ عديدهم 110 وجَمَعهم في بيت معيّن ثم قام الطيران بنسف البيت مما أدى إلى قتل عشرات المدنيين الأبرياء من بينهم أطفال ونساء ... ترى ما الذي سيكتبه هؤلاء الذين صدّعوا رؤوسنا في حديثهم عن ديمقراطية اسرائيل ، لو أن حركة حماس قامت بتجميع عـشرة جنود إسرائيليين ( وليس مدنيين عزلا ) في بيت معين وفجّرته عليهم ؟ أجزم أنهم لن يتركوا نعتا ً بشعا ً إلآ ووصفوها به ... أما أن المجرم الذي ارتكب هذه المجزرة الوحشية هو جيش الاحتلال ، فإنّ غض الطرف عنها في كتاباتهم يغدو أمرا لابد منه !



#يحيى_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَنْ تُسمعين ؟
- الإنقلاب العسكري أت ٍ طالما بقي جنرال بعثي في القوات المسلحة
- شكرا لك سيدي البطل منتظر الزيدي
- بهيّ القلب
- أكلُّ هذا التشابه .. وتقولين نحن مُختلفان ؟
- إنصب خيمتك داخل جرحك !!
- البيتُ الأبيض
- قطار التحرير الأمريكي
- ضلوعي تساقطت نخلة إثر نخلة
- لماذا يُصرون على احتلال العراق ؟
- القرضاوي تجاوز مرحلة الخطأ فدخل مرحلة الخطيئة
- حكاية قديمة عن حدث جديد
- ظاهرة الإنتحاريات العراقيات
- قرصنة أمريكية مفضوحة
- نريده برلمانا ً- عراقيا - .. وليس - عِرقيا - ..!
- ما الفرق بين - الزرقاوي - و - القرضاوي - ؟
- أقلام وعمائم تنضح حقدا طائفيا
- همسة في الأذن السليمة إن ْ كانت سليمة حقا ..
- دبلوماسيو العراق بين الأمس واليوم
- كامل ...( إلى روح الشهيد كامل شياع )


المزيد.....




- الرئيس الإسرائيلي: إصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق ...
- فلسطين تعلق على إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ...
- أول تعليق من جالانت على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار ...
- فلسطين ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقا ...
- الرئيس الكولومبي: قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو منطق ...
- الأمم المتحدة تعلق على مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة ا ...
- نشرة خاصة.. أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت من الجنائية الد ...
- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - يحيى السماوي - ( الساكت عن الحق شيطان أخرس )