أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد نبيل الشيمي - قراءة في فكر جان جاك روسو الفيلسوف والسياسي















المزيد.....


قراءة في فكر جان جاك روسو الفيلسوف والسياسي


محمد نبيل الشيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2529 - 2009 / 1 / 17 - 07:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في يونيو 1721 وتحديد في الثامن والعشرين منه ولد جان جاك روسو بمدينة جنيف لأسرة هاجرت من فرنسا ماتت أمه خلال ولادته ... وبدأ روسو حياته وهو يعانى قسوة اليتم ومرارته ... عاش روسو حياة متقلبة فهو طفل بدون عائل طفلا انفعاليا وأحيانا ثائرا ... عمل خادما ... وضبط وهو يسرق أنجب دون أن يكون زوجا وكان له العديد من الأطفال من علاقات غير شرعية .. تعددت كتاباته ....
خطاب حول العلوم والفنون عام ( 1749) ... خطاب حول عدم المساواة بين الناس عام ( 1758) ... والملاحظ أن روسو في هذين المؤلفين كان ضد التقدم ومعارضا للملكية ونافرا من المسرح ... كتب اميل عام 1762 وهو خطاب يتناول الثقافة ... وكانت أيضا له رؤية حول الدين سطرها في اعترافات النائب الاسقفى في سافوا ... أما عن أحوال الحياة اليومية فقد كتب هليوبيلز الجديدة عام( 1765 ) ... وفى مجال رؤيته السياسية كتب روسو رسائل إلى السيد يوناينوكو حول تشريع كورسيكا ومشروع دستور لكورسيكا _ تم تأملات حول حكومة بولونيا وإصلاحها .. لقد اختلف وتنازع المعنيون في شخصية روسو هل هو عقلانى ام طوباوى ففكرة مليء بالعديد من التناقضات مما اثأرعليه حنق الدولة خاصة فيما يتعلق بانتقاده المجتمع وما فيه من أوجه الرياء والتصنع
العقد الاجتماعي : -
يعد العقد الاجتماعي أهم ما ألف روسو لقد كان هذا المؤلف حصيلة تفكير وتأمل استمر مدة عشر سنوات والواقع أن العقد لم يكن سوى جزء من كتاب يضم موضوعات كثيرة كان يود الخوض فيها ألا أن الوقت لم يسعفه فاكتفى بإخراج العقد ... لقد استوحى روسو العقد الاجتماعي من رغبته في وحدة المجتمع وتبعيه المصلحة الخاصة للارادة العامة ... وسيادة الفضيلة فى أمه من المواطنين
بموجب العقد يرى روسو أن الفرد يتحد مع الكل – فالعقد معقود مع المجموعة وكل واحد من افراد المجتمع يضع شخصه وقدراته تحت سلطة الارادة العامة فالفرد كعضو فى الجسد وهو لا يتجزا عنه فالجزء لا يتجزا عن الكل ... والسلطان الذى هو الإرادة العامة لا يتقيد بشيء ولكن بحسب روسو لا يمكن أن تكون هناك مصلحة تتنافى مع مصالح الأفراد الذين يشكلون الكل
وضمن العقد الاجتماعي في وقت واحد المساواة لكل الشركاء كما يضمن الحرية التي تتعلق عند روسو بالمساواة – ويرى روسو أن سيادة الشعب هي خير ضمان للحقوق الفردية ... الفرد ليس حرا ألا ضمن اتحاده مع الكل .... الحرية هي الطاعة لحكم القانون والإنسان يمتلك حريته بإطاعته للقوانين والشعب الحر ليس له اسياد بل فقط طائع للقوانين وهو بقوة القوانين لا يطيع البشر فالكل متساوين أمام القانون _ اى انه كان يقرن الحرية بالمساواة .
... والسلطان في نظر روسو هو الإرادة العامة التي يعبر عنها القانون هذا السلطان يريد المصلحة العامة والارادة العامة هي الوحيدة التي لها الحق في بقاء قوة الدولة وتوجيهها نحو الغايات التي تم لأجلها إنشاء النظام السياسي .. وقد أكد روسو على أن الإرادة العامة واحدة غير مقسمة ومن ثم فان السلطان الذي تمارسه لا يمكن أن ينقسم – والإرادة العامة عند روسو تتكون في المجتمع عندما يتعلم الأفراد كيف يضحون بمصالحهم الفردية في سبيل صالح أسمى وهو الصالح العام اذ يترتب حينئذ عن تمسك الأفراد بالصالح العام دون سواه روح عامة تهدف إلى تحقيق هذا الصالح ... وهذه الروح العامة هي الإرادة العامة التي تملك السلطة المطلقة على جميع الأفراد ولابد أن تكون ناتجة عنهم مباشرة وليس عن طريق ممثليهم ومن هنا لم يكن روسو مؤمنا باي منظمات سواء نقابات أو مجالس نيابية لكونها تمثل إرادة خاصة تختلف فيما بينها فضلا عن أنها كثيرا ما تكون ضد الإرادة العامة ( كان يرى فبها عائقا للإرادة العامة في الظهور بشكل واضح ويختلف بعض المفكرين مع روسو فى هذا التصور حيث يرون أن وجود النقابات والمجالس الشعبية ضمانا لحرية الفرد وضد تسلط الطغاة ... ويرى روسو في أن السيادة المقتصرة على الارادة العامة ... لها أربع ميزات :
- لا يمكن التصرف فيها ولا تنتقل بالتوكيل ومن ثم لم يستسغ فكرة الحكومة التمثيلية والملكية على الطريقة الإنجليزية فكان يرى أن النواب البرلمانيين مجرد مفوضين وليسوا ممثلين للشعب
- لاتتجزأ ومن ثم كان ضد فصل السلطات والهيئات الوسيطة (النقابات/ البرلمان ) فهذه الهيئات تمثل فى نظره مصالح خاصة تعارض المصلحة العامة .
- معصومة طالما لا تحمل مصالح خاصة .
- مطلقة فالجسم السياسي له سلطة مطلقة على كل أجزائه
ويؤكد روسو على ضرورة أن يوفر التشريع في كل دولة الحرية والمساواة فالحرية لا يمكن أن تقوم وتتأكد بغير مساواة والمساواة في رأيه هي المساواة في الحقوق والالتزامات ... ويرى د. حسنين سعفان في كتابه العقد الاجتماعي لروسو عددا من الملاحظات على فكر هذا الفيلسوف :
•ان روسو كان من اول المنادين بتضيق الفوارق الطبيعية بحيث يتعين توزيع الثروة يكون هناك الفقير الذي يضطر الي بيع نفسة.
•ان الشعب الصغير يمثل مناخا أفضل لنشأة الحرية وحسن الارادة والديمقراطية
•ان القوانين مقسمة الى ثلاث فئات /
•قوانين سياسية تحدد العلاقة بين الدولة ةالشعب (تعني القانون العام والدستوري حاليا)
•قوانين تحدد العلاقة بين الأفراد بعضهم البعض او علاقاتهم بالدولة ( تسمى حاليا القانون المدني
•قوانين تحدد علاقة الفرد بالقانون والعقوبات المترتبة على مخالفة القانون ( تسمى حاليا القانون الجنائي)
والواضح ان روسو لم يكن مستريحا الي القواعد والاحكام التي مصدرها العرف ىوالتقاليد
الحكومة عند روسو:
هى عند روسو مجموعة من الأفراد الذين ينفذون القوانين ... والحكومة ليست سوى وزير السلطان والحكام هم أمناء السلطة وليس لهم بذاتهم ايه سلطة وهم إتباع الملك وباسمه يمارسون السلطة التي كلفهم بها ... والتي له أن يغيرها أو تجديدها او استردادها وقت ما يشاء والحكومة عند روسو ثلاث أنواع .
-الملكية وينتقدها بشدة -
-الا رستقراطية والتي يمكن أن تكون وراثية أو انتخابية والأرستقراطية الوراثية عنده نظام ممحوج ( مكروه )
-الديمقراطية وهى تقوم بتداخل السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية وهو نمط من الحكومات غير الممكن تحقيقه فعليا .
هذه النوعيات من الحكومات امتنع روسو عن الدعوة لاى منها تحديدا فقد يتحول أفضلها في ظروف معينة إلى الأسوأ ... وأن شكل الحكومات مرهون ومتعلق بالأوضاع المحلية وان الوسيلة الوحيدة التي تدلنا على أن نوع الحكم ملائم او غير ملائم هو الرخاء العام .
-الحرية عند روسو .
لقد ولد الإنسان حرا ولكنه مكبل بالاغلال في كل مكان .
لقد اختلف روسو مع المفكر الانجليزى جون لوك الذي كان يري بان الناس جميعا احرار لقد رأى روسو أن هناك قيودا تكبل الإنسان في كل مكان – وهذا راجع عنده للأنظمة السياسية السيئة التي تسليهم حريتهم إلى ولدوا بها وحولتهم الى قطيع من الاغنام .
ولم يكن روسو مقتنعا على الاطلاق بالمعني السلبى للحرية والذى يجعل الحرية فى أن يفعل المرء ما يشاء أو أن يتحرر من كذا من القيود ... لقد كان روسو يؤمن بالحرية الايجابية التى تعتمد على العدالة فلا حرية بغير قوانين ولا حرية عندما يكون شخص ما فوق القانون فالانسان يكتسب من المجتمع المدنى الحرية الاخلاقية وهى وحدها التى تجعل الانسان سيد نفسه فالسلوك الانسانى المحكوم بالشهوة وحدها هو ضرب من العبودية ... فى حين ان الحرية هى طاعة القانون الذى يلزم بها الانسان نفسه .
ماذا عن الدين عند روسو ؟
فى خطابه " كاهن سافوى " يمجد روسو التدين الفردى .... وفى العقد الاجتماعى يمتدح روسو الدين ويرى ان الدين الوسيلة الاكثر فعالية فى تحقيق الوحدة الاجتماعية ويميز روسو دينه المدنى الذى يتضمن عددا من المعتقدات الايجابية مثل وجود الالوهية القوية المدركة المعطاءة سعادة العادلين قصاص الاشرار – وفى سبيل ذلك فانه يرى أن الدين المدنى والاعتقاد به قيمة ايجابية .
لقد اختلف المفكرون فى شخصية روسو فمنهم من يرى انه حليف للطغيان بل ان البعض يرى انه ابا للطغيان ... واخرون رأوا فيه انه كان مؤمنا بفكرة التقدم وأخرون رأوا فى مذهبه نوع من اشتراكية الدولة يخضع فيه الفرد لسلطة الجماعة .
واخرون رأوا انه كان نصيرا لتحرير الإنسان من الرق الذي كان يرفضه والتأكيد على عدم مشروعيته ورغم كل الاختلاف سيظل روسو.المفكر... الذي ارتضى دائما أن يكون ثائرا قاد بفكره العديد من المصلحين وجعلهم يسيرون خلفه ... أو تحت رايته _ وكفى روسوفخرا أنه كان احد الذين فجروا والهبوا بأفكارهم حماس الفرنسيين ضد الظلم ... كانت مبادئه ... زادا ... وضوءا ردده الفرنسيون في مبادىء ثورتهم العظيمة( الحرية – الاخوة – المساواة )
... وان كان روسو قد غادر الحياة فى الثامن من يوليو 1787 قبل قيام الثورة بإحدى عشر عاما ... فسيظل أحد منظريها... الذين يحتلون فى عقل وقلوب الفرنسيين ما يليق به .
المصادر : -
جاك توشارو – تاريخ الفكر السياسى – ترحمة د . على مقلد بيروت :- الدار العالمية للطباعة والنشر والتوزيع – الطبعة الاولى 1981 م
د. حسن سعفان – العقد الاجتماعى لجان جاك روسو – الهيئة المصرية العمة للكتاب – تراث لرتسانية – مهرجا القراءة للجميع 1995 – مكتبة الاسرة
د. محمد طه بدوى - تنظير السياسة - دار الجامعات المصرية 1967
امام عبد الفتاح امام - مسيرة الديمقراطية - مجلة عالم الفكر – المجلد 22 العدد الثانى 1993 .



#محمد_نبيل_الشيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم الثالث والتقدم إلى الامام
- قراءة في العدوان على غزة
- الفرص التصديرية وكيف يمكن تقديرها
- امتنا بين الملهاة والمأساة
- اشكالية الدين عند مونتسكيو وفولتير
- الظلم أحد مظاهر القهر الاجتماعى
- الحرية عند ستيوارت ميل
- رؤية للمشكلة السودانية بين تحديات الابقاء علي الوحدة في مواج ...
- الاغتراب في العالم العربي
- رؤية للمشكلة السودانية تحديات الابقاء علي الوحدة في مواجهة ق ...
- التفاوض فى مجالات الاتفاقيات التجارية المفهوم والدوافع والعو ...
- أهمية خلق مشروعات صغيرة ومتوسطة فى الريف
- محنة لغتنا الجميلة
- حرية التجارة وتحرير التجارة والازمة المالية
- ميكيافللي هل مازال حيا؟
- الابداع في العالم العربي شهيد الانظمة الحاكمة
- حول مفهوم الدعم والاغراق والوقاية وكيفية الحد منها حماية للص ...
- منظمة التجارة العالمية النشأة والاهداف
- ظاهرة غسل الاموال قضية أجتماعية - جريمة اقتصادية
- القرصنه ملاحظات في حاجه الي دراسه


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد نبيل الشيمي - قراءة في فكر جان جاك روسو الفيلسوف والسياسي