أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - راغب الركابي - الليبرالية الكلاسيكية والليبرالية الجديدة














المزيد.....


الليبرالية الكلاسيكية والليبرالية الجديدة


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 2526 - 2009 / 1 / 14 - 03:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يحاول أنصار الفاشية والعنصرية دوماً التفريق بين منهج الليبرالية في وحدته وفي سلوكه ، في محاولة منهم للوقوف بوجه تنامي حركات التحرر التي تطلقها وتتبناها الليبرالية في الحياة وفي الكون ، تبني محتوى وتبني فكر وتبني نظام عيش في الواقع التاريخي وفي الواقع الموضوعي المادي . وهذا يعني كون التفريق يؤخذ في سياقه الموضوعي والسلوكي تجاه الليبرالية وموقفها من قضايا الإنسان المصيرية وهو تفريق ليس على ما ينبغي ، خاصة إذا ما نظرنا إليه وفق وحسب حقبة ماقبل ومابعد الحرب العالمية الأولى والثانية التي كانت فيها قضية التحرر الوطني تعتبر من الملحات الغير قابلة للتأخير ، وكانت الليبرالية هي المنهج الوحيد الداعي إلى حرية الشعوب وحرية الأوطان والأمم ، لذلك تبناها جيل من انصار القومية وهم ينضلون من اجل الخلاص من الحكم العثماني وما تلاه من المستعمرين ، فيما أعتبرت منادات الليبرالية بتحرير المرأة واحدة من العلامات الفارقة التي تشد وتجذب ، كما إن مناهضة العنصرية التي تتبناه الليبرالية وموقفها الرافض للإقطاع السياسي ومحاربة الطبقية من الأمور التي جعلت من دعاة التحرر العربي يلتزمون بالليبرالية ويعدونها المنفذ للحصول على المطالب التي يكافحون من أجلها .

أي إن نظرة الليبرالية تجاه قضايا المجتمع ، وتحرير وسائل الإنتاج ، وحرية العمل ، والموقف من الملكية الزراعية والصناعية والتجارية ، كانت حوافز لإيمان العربي بالليبرالية وإعتبارها المنقذ وسط جملة الإشكاليات التي كانت تعصف بالمجتمع العربي والمسلم لهذا تبناها وتبنتها حركات وأحزاب ورجال دين ومنظمات حقوقية وإجتماعية .




ويجب التأكيد هاهنا على إن الليبرالية في جوهرها لا تتجزء وفق حسابات الزمن التاريخي أو الزمن الموضوعي ، والإشكالية في التعاطي معها يجب ان تنطلق من الموقف الكلي أو النظرة الكلية لفلسفة ومفهوم الليبرالية للمجتمع في الأبعاد الثلاثة .




وهنا وتبعاً لذلك لا يصح التفريق من وجهة نظر معرفية وفلسفية خالصة ، ولاحتى من وجهة نظر سياسية ، فالتبدل في الموقف إزاء الليبرالية من بعض الساسة والحكام والأحزاب الشوفينية والراديكالية ، مرده أو منشأه هو الموقف من قضايا السلطة تحديداً - فالسلطة السياسية والإجتماعية هي ليست فيوضات إلهية ولا نعم مباركة بل هي صيرورة إجتماعية ومشاركة شعبية وفق نظام الإختيار والإنتخاب - ، وهذا المنهج لا يروق للدكتاتوريين ولا حتى لدعاة التحرر الوطني بعد تسلمهم للسلطة ، أو لنقل بعدما سمحت لهم قوى العمل الليبرالي بذلك ، هؤلاء الأدعياء تحولوا إلى فاشستيين جدد ودكتاتوريين جدد وقتله .




مصادرين كل موقومات المجتمع الطبيعي الصحيح فلم تعد في عهدهم حريات ، وزادت سعة المعتقلات والسجون والملاحقات الظنية والكيدية ، وتنامى الشعور بالتطرف ، وزيد من وقع الحركات الأرهابية ، مع دعوة الحكام لمناهضة التطور المعرفي والطبيعي بداعي محاربة الأستعمار !!! وكان ذلك التوجه حرب مباشرة على الليبرالية ودعاتها ومنهجها في الحياة .




ودائماً ياتي الكلام من خلال المواقف السيئة أو الأحكام القريبة ، مع إن هذه المواقف والأحكام جاءت كنتيجة لفعل التدافع السيء على السلطة أو في النظرة تجاه تقسيم الموارد المالية والإقتصادية ، وهذا ما لا دخل لليبرالية فيه من قريب أو بعيد ولكنه التدافع الطبقي التاريخي .




ونحن من أجل ذلك لا نجد حرجاً في القول أو الأدعاء بان الحتمية التاريخية والموقف الطبيعي من قضية الحرية ، وتحرير الإقتصاد ، والتراكم في عملية التنمية ، والإنفتاح الإقتصادي والأممي ، كلها عوامل ومحفزات تجعل من غير الممكن البقاء أو الإبقاء على تلك النظم الشمولية الدكتاتورية على حالها من دون موقف أممي محدد تجاهها !!!!.




فكانت حرب تحرير افغانستان حتمية وضرورة تاريخية ، وكانت حرب العراق هي الأخرى حتمية وضرورة تاريخية ووجودية ، لشعب عاش الظلم والتخلف والجهل ، وكان لابد من ذلك ان تتحرك قوى المجتمع الدولي لتحريره وهذا واجب عليها بالفعل وبالواقع وهو ما تم بالفعل ، وهنا يجب التنويه إلى عدم الربط بين نتائج حرب التحرير وقواعد التحرير .




فالنتائج صنعها أو صنعتها قوى متخلفة ونظم شمولية أخرى - أحزاب منظمات دول ورجال دين - كلها أحست بالخطر الواقع حسب مفهوم ومنطق التغيير الطبيعي لذلك بادرت بمكافحته أولاً ظهر ذلك في العراق من خلال العبث وفوضى الدم ونقصان المعرفة وغياب المشاريع البنيوية فكان لها ماأرادت من خلال من تمزيق وطني وقتال طائفي وتقسيم فئوي عصبوي مقيت .




ولو أمعنا النظر في جملة الإشكاليات التاريخية والواقعية لوجدنا إن واقع التحرير فرض نفسه من خلال ماكان بالفعل ، ثم إنه ليس في الإمكان زوال نظام متعجرف فاشل بغير هذه الطريقة التي تم بها زواله ، وهنا يجب التذكير مرة أخرى بنوايا عمل الليبرالية لتحرير هذا الشعب في هذه البقعة من الكون ، وكما إني دوماً أربط بين الليبرالية كسلوك وكمنهج للتطبيق وبين رسالات الله ، ففيها المشترك واحد في دعوتهما لتحرير المظلوم وحمايته والدفاع عنه ، وهنا تبدو الجدلية تامة بلحاظ الصيرورة الطبيعية للمجتمع إذ لا فرق بين الليبرالية الكلاسيكية والليبرالية الجديدة أو المحدثة كما أفهمها أنا



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلام بين العرب واسرائيل
- الدولة المدنية مفهوم ليبرالي
- الدستور والعبث السياسي
- المحكمة الدستورية والمسؤولية الوطنية
- تداعيات مابعد الإتفاق
- زمن التغيير
- الدين ... بين السياسة ورجاله
- الليبرالية والدين
- الأمن ومستقبل المنطقة
- الإتفاقية الأمنية والمرجعية الدينية
- صور الارهاب - القرضاوي نموذجاً
- الفرقة الناجية – إشكالية المفهوم والدلالة -
- إعادة النظر في مباني التفكير الديني
- شهر رمضان
- أوباما وخيار التغيير
- كركوك ومفهوم المبادلة
- وحدة الليبراليين في العراق
- لماذا تغيب ملك الأردن ؟
- مأزق الديمقراطية في العراق
- فرض القانون .. بشائر السلام


المزيد.....




- -غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق ...
- بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين ...
- تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف ...
- مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو ...
- تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات ...
- يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع ...
- قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
- ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
- ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - راغب الركابي - الليبرالية الكلاسيكية والليبرالية الجديدة