خالد ديمال
الحوار المتمدن-العدد: 2525 - 2009 / 1 / 13 - 04:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سبق للراحل الحسن الثاني أن استدعى الأحزاب السياسية لأخذ رأيها حول مسألة الجهوية. واستمر نقاشه معها مدة طويلة، سواء بطريقة مباشرة، أو عبر مستشاره الملكي الراحل، إدريس السلاوي.
في تلك المرحلة عبرت الأحزاب السياسية المغربية عن مجموعة من المؤاخذات حول مشروع الجهوية الذي طرحه العاهل المغربي الراحل آنذاك.
لكن المعادلة تغيرت مع الملك محمد السادس، حيث دخلت المسألة الجهوية في صلب النقاش الدائر حول ضرورة وضع برنامج وطني للتنمية البشرية يضع في جوهر اهتماماته النظام الجهوي كعملية دينامية يتشكل من خلالها البناء الوطني ضمن السيادة المغربية بالدفع في اتجاه تطوير التجربة الجهوية. وهناك أحزاب اعتبرت أن" الجهوية تساهم في تقوية دعائم الدولة، لا إضعافها".
جاء في الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء ل2006 " إننا عازمون على توطيد الجهوية بمنظور للتنمية الجهوية المتوازنة، لا يختزلها في مجرد هياكلها وأبعادها الإدارية والمؤسساتية والثقافية. بل يعتبرها فضاء خصبا للتنمية الشاملة والمتواصلة بالجهة ومن أجلها.
وقد ارتأينا أن يكون الشروع في تفعيل هذا المنظور في جهتي جنوب المملكة وشمالها بكيفية تراعي خصوصياتها ضمن مخططات للتنمية الجهوية المندمجة".
إلا أن أغلب الفرقاء السياسيين رأوا أن التحضير للقانون الإنتخابي( المتعلق بالجهة) طغى عليه الجانب التقنوقراطي شأنه في ذلك شأن تشكيل الحكومات ولو بافتراض حصولها على الأغلبية،حيث تم جعل هذا القانون ينص على الإنتخاب وفق نمط الإقتراع غير المباشر عبر اللوائح، وهناك من يعلل ذلك ب "عدم وجود نخب محلية قادرة على اتخاذ القرارات".
بينما رأى آخرون أن الموازنة المخصصة للجهة تبقى هزيلة مقارنة ببعض الجماعات المحلية.
فيما ذهب البعض إلى القول أن" مسألة النظام الجهوي بالمغرب مازالت تعترضه مجموعة من المشاكل، من مثل عدم صدور النصوص التطبيقية الخاصة بالجهات، كما أن الهيئات السياسية المغربية لا تمتلك برامج سياسية، و لا تولي أهمية للبرامج الخاصة بالجهات".
وهناك من المهتمين من يرى في إقرار نظام جهوي قوي تمكينا لأبناء الجهات من تسيير شؤونهم ضمن مقاربة شمولية،باتجاه القطع مع السياسات القطاعية للجهات . لكن إقرار الجهوية الموسعة ومع اضمحلال الأحزاب الوطنية يتساءل مهتمون، هل بداية تشكل أحزاب جهوية ترتبط أكثر بخصوصيات المناطق التي تنتمي إليها؟، سؤال سيجيب عليه القادم من الأيام.
#خالد_ديمال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟