أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - حتى لا ننتحر بأصواتنا ..














المزيد.....


حتى لا ننتحر بأصواتنا ..


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2522 - 2009 / 1 / 10 - 09:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



صديق فقـد ابنـه شهيداً في انتحار دنيء داخل بغداد ’ في زيارتي الأخيرة للعراق التقيتـه وبادرتـه المؤاسات والتعازي ــ اخذت مـن خاطره ــ ’ فأجابني بمـا ليس متوقعـاً " انـا قتلتـه بصوتي ... وبذات الأصوات قتلنـا شهدائنا ’ كانت رصاصات غبيـة اطلقناها على صدورنا بعـد ان وضعناها في غير محلها ’ دفعنا ثمـنها وسندفعـه حتى اصلاح الخطـأ الذي كان فادحاً ... كانت فـورة رعناء احترقنـا فيهـا ’ سنأتمن ثقتنـا واصواتنـا لمـن سيحترم الأمانـة ويصون الثقة نزيهـاً كفوءً يعزعليه حاضرنـا ومستقبل اجيالنـا ’ وقد لا ننجزهـا كمـا ينبغي في الأنتخابات المحليـة لكننا سنقولهـا كلمة اكثـر حسمـاً فـي الأنتخابات العامـة نهايـة هذا العام ’ اننـا دفعنـا الثمن دماءً وارواحـاً ودماراً شاملاً ’ وقبضوه من لم يخافوا اللـه سلطـة وجـاه وثروات ولم يبقوا للنـاس الا المآساة ’ اننـا في الواقع قـد انتحرنـا بأصواتنا وقـد تعلمنا الدرس بعـد عذابات لا تصدق ’ وسنعالج الخطأ في نهايـة هذا العام ولـم يبقى امامنا الكثيـر خاصـة واننـا شعب صبـور شجاع ومضحـي " .
كان الصديق قد ايقضني على حالـة عراقيـة لا يمكن رؤيتهـا حالمـاً مـن على التـل ’ كما رفع الغطـاء عـن الوجـه الآخـر الجميل لعراق المستقبل ’ وما قاله سمعتـه ايضـاً مـن معارف واقارب واصدقاء كثيرون وبصيغ مختلفـة " تورطنـه ... كـل لحيه ويجـي خـر ... جنه عميان ... اكلنه خـر ... هذا درس لازم نتعلمـه ... باعونـه وضحكـوا علينـه ومـا عدهـم رحمـه ... اللـه يعطي الأمريكان كشفوهـم على البطانــه .. " .
انهـا ثقافـة وطنيـة جديدة ووعـي آخـر يجتاح المجتمع العراقي يزيـل جليـد التضليل المتراكـم على واقعـه ’ حيث قمت وبصحبة وفـد التضامن مع الممكونات الصغيره بزيارة اكثر مـن اربعـة مـدن وقصبات ومنهـا بشكل خاص مدينـة الثورة في بغداد ’ التي ابتداء الناس فيهـا يستعيدون هويتهـم في هويـة مدينتهـم ’ ولـم يبقى مـن الصدريين وزنابير جيش المهدي واصحاب الدروع الدمويـة ’ الا لافتـة اليمـة لا زال الأيتام والأرامـل يتغرغرون بأوجـاع ذكرياتهـأ .
الكلمـة ما قبـل الأخيرة لبنات وابناء العراق سيصرخونها يوم 31 / 01 / 2009 استعداداً للعمل الحاسم وتصفية الحسابات مـع البـاطـل فـي نهايـة هذا العام حيث الأنتخابات العامــة .
لـم تعـد ميـاه الفوضى الخلاقـة الكريهة عكـرة للتصيـد فيهـا لمـن يشاء ... ولـم يعد ايضـاً ضباب الأنفلات الأمني كثيفـاً يحجب الرؤيـا عـن الوجه المعيب لتحاصـص الناس والوطن اسلابـاً ’ ولا خـراب ودمـار سنوات الأرهـاب البعثي قادراً على حرف الناس عـن طريق مستقبلهـم ’ كذلك لم تعد المظلوميات التاريخيـة لهـذه القوميـة او تلك الطائفـة او ذاك المكون سببـاً لأستحلاب حاضر العراق مكاسبـاً اسرويـة اوعشائريـة او حزبيـة او شخصيـة او التعبير عنهـا بعقليـة الظالـم نفسه ’ كذلك لـم يعد الشعب العراقي كمـا هي الأعوام الخمسـة الماضيـة ’ فاقـد الرشد سهـل الأنقياد حتى نحو حتفـه .
لا اريـد ان انصـح بنات وابنـاء العراق وهم وحدهـم عاشوا مرارة الأوضاع وعذاباتهـا ودفعوا ثروات بلادهـم وارزاقهـم وامنهـم واستقرارهـم وحرياتهـم وكرامتهـم ضريبـة لهلوسات المدعين وبهلوانيات المنتفعين وشطارة المشعوذيـن والذين اشرفوا علـى اكمال تدميـر العقـل العراقي بأحزابهـم وفضائياتهـم ومليشياتهـم ومجالسهـم والتواريخ المنتقات والمزورة احيانـاً لسلالاتهـم .
لمن نعطي اصواتنا ’ طلقـة في صدور الفاسدين والمفسدين والأرهابيين والعنصريين والطاعون البعثي المتأصـل في مفاصـل المجتمع العراقي .. يطلقهـا معنا ذاك الذي سننتخبـه على اساس تاريخـه النضالي وتضحياتـه ومبادئه السمحـة وعفتـه ونزاهتـه وكفائتـه وصدقـه مـع نفسـه والمجتمـع ...؟
ـــ لمـن نمنـح ثقتنا جسوراً لعودة ملايين المهجرين والمهاجرين وتعويضهـم ماديـاً ومعنويـاً وتخليـد الشهداء في ذاكـرة الأنسان والأرض واحيـا الثقافـة الوطنيـة للتسامح والتصالـح والأخـوة واعادة اصلاح الهويـة العراقيـة المشتركة التي مزقتها سنوات التسلط البعثي العروبي ثم اكملت خرابها سنوات الأنفلات الطائفي العرقي اصابات مؤذيـة بأوبئـة التحاصص والتوافـق وتصعيد وتيـرة الأبتزازات والمساومات ومحاولـة كعكعـــة العراق محميات وامارات واسلاب للسلالات العشائريـة والمذهبيـة المتطفلـة ....؟
ـــ مـن سننتخـب ... احقـاً سندفـن رؤسنـا ثانيـة في اوحال الأنكسارات والأحباطات وخيبات الأمـل لنعيـد جلد الذات والجلوس استغباءً على ذات الجحــر الذي لدغنـا منـه موتـاً ’ جحـر الذين اختلسوا وسرقوا واستغفلوا الناس وضللوهـم ودمروا بقايـا الوعـي فيهـم وافتعلوا الفتنـة ’ كراهيـة واحقاداً ودماراً يوميـاً ’ ام لأولائك الخيرين المخلصين النجبـاء الذين لا يعرف تاريخهـم عاهات التطرف والتعنصـر والخديعـة والغدر والفساد ’ الى جانب الذين كانوا اسبابـاً واعيـة لمـا تحقق مـن انجازات ومكاسب وطنيـة هامـة على اصعدة وأد الفتنـة وتحقيق الأمـن والأستقرار ودفـع عجلـة الأعمار الى الأمام وتعزيز سلطـة القانـون والتوعيـة الشاملـة ’ والداعين صدقـاً واسقامة لمباديء الأخوة والتسامح والتصالح الأنساني والمحبة والأندماج الطوعي على اساس الأعتراف بالآخـر واحترام خصوصيته ’ وتظافـر كل الطاقات الفكريـة والثقافيـة والأخلاقيـة لدفع العراق ـــ شعبـاً ووطنـاً ـــ نحـو الحريات الديموقراطيـة وسلطـة القانون وتحقيق المساواة بين جميع مكونات المجتمـع ... ؟
لا استطيع ان اقول لكـم ايتها الأخوات وايها الأخـوة لمـن يجب ان تمنحـو ثقتكـم ’ لأنـي خارج الوطـن ’ وحـدكم تعرفون مـن ستنتخبون لتتجنبوا والوطـن كارثـة الأنتحار بأصواتكــم . ..
08 / 01 / 2009



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي وخلفية البديل ...
- امارة البصرة الوائلية !!!
- مثقفي التصعيد ...
- بين احضان العوائل الأيزيدية ...
- مأزق المكونات غير الرئيسية
- بين المهجر والأتفاقية
- مبادرة تضامنية...
- العراق بدون اهله : كيف .... ؟
- الأخوة العربية الكردية : واقع بائس واخلام عائمة ...
- الوحدة الوطنية : في بازار المتطرفين ...
- المشه يوصل ...
- لمن سنمنح ثقتنا واصواتنا ... ؟
- الأتفاقية الأمنية : وجهة نظر...
- اجماع حول سبي العراق ...
- ارفضوها : انها لا تليق بتاريخكم ...
- الى الكبار : رسالة مفتوحة ...
- الطريق الى الوحدة الوطنية ...
- من يصّنع الكراهية ... لا ينتج الحب .
- ليس دفاعاً عن مثال الألوسي ... ولكن ... ؟
- ديموقراطية التقليد ...


المزيد.....




- -لا مؤشرات على وجود حياة-.. مشاهد صادمة تلاحق الفلسطينيين مع ...
- كيف تضغط العقوبات النفطية الأمريكية على أساطيل الظل لروسيا و ...
- رؤساء سوريا عبر التاريخ: رئيس ليوم واحد وآخر لأكثر من عقدين ...
- السودان.. حميدتي يقر بخسائر قواته ويتعهد بطرد الجيش من الخرط ...
- الجيش الإسرائيلي: إطلاق صاروخ اعتراضي نحو هدف جوي تم رصده م ...
- برلماني مصري من أمام معبر رفح: الجمعة القادمة سنصلي في تل أب ...
- السودان.. قوات الدعم السريع تتوعد بـ-طرد- الجيش من الخرطوم
- السلطات النرويجية تبلغ السفارة الروسية بعدم احتجاز طاقم السف ...
- الخارجية الأمريكية: إدارة ترامب تعتبر قناة بنما أصولا استرات ...
- قوات كييف تهاجم مدينة إنيرغودار مجددا حيث تقع محطة زابوروجيه ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - حتى لا ننتحر بأصواتنا ..