|
حزب الله يتحمل المسؤولية
سعيد علم الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2521 - 2009 / 1 / 9 - 08:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بالتأكيد أن الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل من جنوب لبنان صباح الخميس 8 كانون ثاني 09 ليست مجهولة البصمات، وليست لقيطة من مخزن أو معسكر ما، وإنما لها أب وأم! وأبوها هو أحمد جبريل وأمها هي الجبهة الشعبية القيادة العامة، وإلا لما رفض أنور رجا القيادي في هذه الجبهة أن ينفي أو يؤكد ضلوع فصيله بإطلاق الصواريخ. رده المبهم هذا يشير الى بصماته وهذا ليس بغريب على جبهته التي تأتمر بأوامر النظام السوري وملحق تابع لمخابراته. ومما يؤكد على ما نقول: هو رده الخطير بالسؤال عن قدرات الجبهة التي ينتمي إليها، فقال : "نحن يمكننا أن نشعل عود الثقاب ونترك للآخرين التداعيات". هو برده هذا أكد أن أصابع جبهته هي وراء اطلاق الصواريخ. لماذا؟ لأنه لا توجد في متناول أصابعه سوى جبهة لبنان الجنوبية ليشعل فيها عيدان الثقاب. بالتأكيد بالدعم والمساعدة من حزب الله وباقي جماعة ومخابرات النظام السوري وجواسيسه المنتشرة على الأرض اللبنانية. هو غير مسموح له ان يشعل عود ثقاب واحد من جبهة الجولان، والا فسيقطع بشار الأسد أصابعه قبل رأسه، وسيكون مصيره مصير شاكر العبسي الذي تمت تصفيته بإشراف رستم غزالي. وهو لا يستطيع وليس له الامكانيات ليشعل عيدان الثقاب من الاردن او مصر. ولقد عبر أنور رجا بقوله هذا أصدق تعبير عن فكر ودور الجبهة الشعبية القيادة العامة الحقيقي ومنذ عام 1969 في تخريب لبنان وزرع الفتنة بين طوائفه. اي اشعال عود الثقاب وترك التداعيات للآخرين. ولكن من هم الآخرون اليوم؟ هم حزب الله والجيش والشعب اللبناني. أي أن أحمد جبريل يريد استدراج إسرائيل لحرق حزب الله. ولكن أليس حزب الله هو المسؤول الأول عن عود الثقاب؟ بدعمه وحمايته ورعايته لهذه التنظيمات الإرهابية! ومن هنا فليست الجبهة الشعبية القيادة العامة التي اطلقت الصواريخ على شمال اسرائيل من يتحمل المسؤولية أمام اللبنانيين المنهكين من الحروب، وإنما حزب الله وقائده نصر الله الذي ما انفك ومنذ انسحاب الجيش السوري يعلن دعمه المطلق وتحالفه مع المنظمات السورية الفلسطينية كهذه الجبهة وامثالها، وحماية سلاحها ومعسكراتها وأنفاقها خارج المخيمات وعلى حساب السيادة اللبنانية وامن الشعب واستقراره. والعمل على تعطيل مقررات طاولة الحوار الوطني. فحزب الله وتحت يافطة مقاومة هو وليس غيره من يساعد حملة عيدان الثقاب لوجستيا للتحرك بحرية ضمن الأراضي اللبنانية بصواريخهم، واضعا الخطوط الحمراء أمام الجيش اللبناني لغض النظر وعدم التعرض لهم، خاصة بعد ان فقد الجيش هيبته في لجم حزب الله منذ احتلالهم لبيروت في السابع من ايار. هم بهذه الصواريخ اعطوا الذريعة التي تنتظرها اسرائيل. وهي اختراق قانوني واضح للقرار 1701 الذي انهى حرب تموز. أي ان اسرائيل تملك اليوم ذريعة لمتابعة الحرب ان قررت ذلك. والقرار بيدها، بالرد الثقيل على عيدان الثقاب، او الخفيف كما حصل بإطلاق بعض القذائف صباح اليوم! اطلاق الصواريخ هذا يكشف لبنان أمنيا امام اسرائيل، القادرة على شن غارات جوية بحجة هذه الصواريخ، التي اجبرتها على تعطيل الدروس في مناطقها الشمالية. وبما ان حزب الله جزء من الحكومة والدولة اللبنانية فستُحمِّلُ اسرائيل هنا المسؤولية للدولة اللبنانية ككل. وسيكون حزب الله هو المستهدف ومن خلاله لبنان وبنيته التحتية ومرافقه ككل. وعندها سيكون بشار الاسد في منتهى السعادة ليرى لبنان مدمرا ومكسرا على رؤوس اللبنانين من جديد بعيدان ثقابه. وإلا فكيف سيستطيع النوم وكوابيس المحكمة الدولية تلاحقه في يقظته أكثر من منامه! وكان نصر الله قد قال 08.12.28، "مصر ليست الهلال الاحمر او الصليب الاحمر مصر ام الدنيا". تحدث وزير خارجية نظام الأسد وليد المعلم للمنار 09.01.08 وكأن سوريا هي دولة جزر القمر أو موريتانيا أو سلطنة عمان من الصراع العربي الإسرائيلي، وليست دولة مواجهة وليس لها أرض محتلة. قائلا:" نحن نعمل على ان تكون علاقتنا مع كل الدول العربية استراتيجية، وعلى تشكيل عمق استراتيجي للمقاومة في لبنان وفلسطين وليس لحمل البندقية معها فلديها ما يكفي". وهل سوريا هلالا أحمرا يا نصر الله؟ أليس هذا الكلام قمة التخاذل بعينه، التي تتهم بها الآخرين؟ وهل أنت وحماس بحاجة لبندقية، أم لدبابة وطائرة تواجه الدبابة والطائرة الإسرائيلية؟ أليس هذا الواجب هو واجب سوريا الممانعة والمحرضة لكم بالدرجة الأولى والتي هي أصلا في حالة حرب مع إسرائيل وأرضها محتلة! كلام المعلم يعني أن سوريا ليست نهائيا في وارد مساعدة أذنابها في لبنان وفلسطين، ولا حتى في وارد الدخول في نزاع عسكري مع اسرائيل. والدليل عدم ردها على ضربات اسرائيل الموجعة لها. فكيف تعيب يا نصر الله على الدول العربية التي هرعت تساعد الفلسطينيين كالسعودية ومصر بانها ليست هلالا احمراً. وهذا حليفك المعلم يؤكد بكلامه ان سوريا هي هلال احمر. والعجيب ان ارضها محتلة. والعجيب انها صاحبة اقدم شعارات في تحرير فلسطين . والعجيب أنها دولة مواجهة وممانعة. ولكن سوريا مشغولة بأمر أهم وهو تدريب وتنظيم وإرسال مجرمي فتح الاسلام وغيرهم من جماعاتها الإرهابية الى لبنان والعراق والبحرين والكويت وغيرهم من الدول العربية. هذه هي استراتيجيتها الحقيقية: تخريب العالم العربي، وليس كما يدعي المعلم. فهل يفهم نصرالله مغزى عيدان الثقاب، التي ان اشتعلت فستحرقه قبل ان تحرق احمد جبريل؟ ولهذا فمن واجبه أن يضع يده بيد دولته وجيشه وحكومته وينزع عيدان الثقاب من أيدي العابثين بلبنان قبل أن تشتعل، وتشعل الأرض دماراً!
#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من بيته من زجاج لا يرشق ... يا نصر الله!
-
إسرائيل تعلمت الكثير من حرب تموز. ونحن؟
-
الجيش المصري لا يحتاج الى شهادة في العروبة من الفرس
-
غزة تدفع بالدم ثمن الممانعات السورية والمزايدات الإيرانية
-
هل فشل مشروع المحور الإيراني وتابعه السوري؟(1)
-
هنيئاً للبنان بحكيمِهِ
-
عذرا مصر، وكفى مزايدات أيها المنافقون!
-
الأفندي يصفعُ الجنرال
-
-الحوار المتمدن- والسبع تنعام!
-
وما زال جبران على صهوة جواده !
-
النصر لكم يا ثوارَ الأرز
-
سياسيونَ من ذهَبٍ وآخرونَ من تنكٍ
-
ما وراء هذه الحفاوة الفاقعة باستقبال عون؟
-
ردا على الشيخ نعيم قاسم!
-
لبنان بلد الصحفيين الأحرار يا أشرار!
-
الرئيس الجميل يضع الإصبع على الجرح
-
وقاحة فارسية أمام رئيس الجمهورية
-
العراق سيد وقراره حر وسيبقى حرا!
-
من يتحمل المسؤولية الأولى في مأساة نهر البارد؟
-
دحض وتفنيد لاستراتيجية عون الدفاعية (2)
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|