أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أحمد دركوشي - غزة العشق والتلاشي














المزيد.....

غزة العشق والتلاشي


محمد أحمد دركوشي

الحوار المتمدن-العدد: 2521 - 2009 / 1 / 9 - 06:59
المحور: الادب والفن
    


حطامٌ, ركامٌ وثمّ ارتطامْ
وثمّ بقايا: وجوهٌ, جباهٌ, عظامْ
وباقة وردٍ وأمي وزوج حمامْ
بكاءٌ كثيرٌ ونوحٌ كثيرْ
وأمّ تنادي بملءِ الفمِ
تهزّ إليها بجذعِ الدمِ
تَساقطُ منهُ عليها رصاصٌ كثيرْ.
وطفلٌ بلا دمية ٍأو هديّةْ
تشظّى ولم تزلِ الرّوحُ منهُ عصيّةْ
أبو الحنّ بالعشّ معتصماً لم يزلْ
قصّ جنحَ الرّحيلِ خلافَ البقيّةْ
يهشّ لدفءِ الرّبيعِ وبردُ الشّتاءِ
أثارَ لديهِ الشّهيّة.
يخافون أمّي
عصافيرُ آذارَ تشربُ من ثدي أمّي
وتشربُ من مقلتيها الخيولْ
يكركرُ بينَ يديها المطرْ
فتندى الحقولُ وتبدا الفصولْ
وفي حضنِ أمّي يبيضُ الحجرْ
بيوتاً وعلّيةً للقمرْ
شوارعَ للصوتِ للموتِ حتى
إذا مرّ آذار يهمي
يفرّخ أحلى وطنْ
كفنْ . . . كفنْ
أعدّوا لأمّي الكفنْ
فمن مزهريّةِ أمّي, ومصحفِ أمّي, وتنّورِ أمّي
يخافُ فتى الهمجيّةْ.
على التنكِ "عوزي" و"هيرودسُ " الطّاغيةْ
يقهقهُ بالضحكةِ النابيةْ
ترجّلْ عن النّار واشربْ دمايا
صغيرٌ أنا, لا تخفْ من حصايا
تنكّبْ حصاةً
دمي بالحجارةِ يطفأ, لا بالشّظايا.
لظايَ يجمّدُ كلّ المرايا
صقيعي يحرّقُ كلّ المرايا.
فدائي
سأمضي بدائي
يدايَ
يدايَ أنا
يدايَ أنا القارعةْ
حصايَ
حصايَ أنا
حصايَ أنا الواقعةْ.
أنا والتّرابُ سنعقدُ حلفاً
إذا جنّ ليلٌ
يكونُ إليهِ رجوعي
ومنهُ يكونُ طلوعي
أنا والتّرابُ سنبني القرى
قرى طينها من رميمِ الصّغارْ
علينا لها أن يعيشَ الورى
على الجنس والتبر ِ
حتّى يريها من الدّبر ِكلّ الكبارْ
لتقبضْ ضباعُ الزّجاجِ الثمنْ
ومَنْ في دروبِ النّهارْ
يغنّي لمجدِ الوطنْ
وفي طرقاتِ الظّلام ِ
يبيعُ الحشيشَ, يبيعُ البغايا
لظاي يجمّد كلّ المرايا
صقيعي يحرّق كلّ المرايا.
يقولون :" عين ٌبعينٍِ وسنٌ بسن ٍ"
وكنّا جرحنا دخيلاً
فبادوا مدينةْ
ومن بيدر الله ِكنّا أكلنا رغيفاً
فساقوا خزينةْ.
قضى البرتقالُ وهمْ يلعبونْ ؟
على رقعةِ الموتِ همْ يلعبونْ
وهامُ العصافير نردُ
غداً أيها العاصبونَ بحبلِ الغسيلْ
عيون المدينةْ
غداً يزحفُ البردُ
ينتظمُ القطنَ بعدَ النخيلْ
وتغرقُ بالعاصبينَ السّفينةْ.
دمي شقّ جلبابَ يَعْرُبْ
وشفّافَ يَغْرُبْ
وعرّى دمي اللابسين حريرَ القضيّةْ
وقصّ شعارَ الرّجال ْ
فما أخجلوا من صبيّةْ
فأنثى وأنثى ووحدةُ حالْ.
نعمْ, طلّقوا يا كبار القضيّةْ
نتاج النّكاح معاقون حتّى الصّراخ
هبونا الثّواني الأخيرةَ كي نستقيل من المدنيّةْ
ونرحلَ عبر التّرابِ إلى القبليّةْ
إلى ما لها من مزايا
لظاي يجمّد كلّ المرايا
صقيعي يحرّق كلّ المرايا.
تعالوا معي أيّها المبعدون بلا قربةٍ
إنّهم هكذا طردوا الأنبياء
تـعالوا مـعي أيـّها الدّاخـلون بتكوين شمس السّماءْ
تعالوا معي لملموا دمكم من معابر غزّةْ
تعالوا معي لملموا أعيناً ورؤوساً وعِزّةْ
تشظّى إلى شرفة الشّمس ِحتّى التلاشي
أليس الصّلاة شعور تلاش ٍ؟
أليس الصّلاة شعوراً ؟
أليس الصّلاة ؟
أليس ؟
حريقٌ, دخانٌ, رصاصٌ, رصاصٌ
تساءل عيناه وهي تلاشى
متى "ترجف الرّاجفة" ؟
و"تتبعها الرّادفةْ "
أيحسب طاغوتُ أن لن ندكّ كيانهْ ؟
"بلى قادرين على أن نسوّي بنانهْ "
"كذلك نفعل بالمجرمين "
وما توعدون لواقعْ
وثمّ المهجّرُ راجعْ
وثمّ رأيتُ سماءً جديدةْ
وأرضاً جديدةْ
وثمّ الجراحُ حبالى
وثمّ الزّمانُ مخاضٌ
وثمّ الوليدُ الوليدُ
ربيعٌ, نهارٌ, خلاصٌ, خلاصْ
أموتُ ويحيا سوايا
لظايَ يجمّدُ كلَّ المرايا
صقيعي يحرّقُ كلَّ المرايا.



#محمد_أحمد_دركوشي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غَزّة وغانية وكافور
- آفات العقل العربي
- السيد المتنبي و(الكاوبوي)
- السيد طرزان والرأي الآخر
- أعظم الناس يضرب بالمداس


المزيد.....




- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أحمد دركوشي - غزة العشق والتلاشي