أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح سليمان عبدالعظيم - البلطجي والضحية والمتآمرون!














المزيد.....

البلطجي والضحية والمتآمرون!


صالح سليمان عبدالعظيم

الحوار المتمدن-العدد: 2520 - 2009 / 1 / 8 - 09:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



غالبا ما يوجد بلطجي في الأحياء الشعبية المصرية يفرض سطوته وجبروته على المحيطين به. ويكتسب هذا البلطجي سطوته برعاية أمنية توفر له الحماية عند اللزوم. ولم يكن هذا البلطجي يعدم من يقاوم أعماله ويلحق به بعض الخسائر والأضرار. وفي داخل الحي غالبا ما يتوق الجميع للتخلص من ذلك البلطجي لكن أغلبهم يؤثر السلامة ويلتزم المشاهدة والصمت. وبجانب هذا البلطجي يوجد آخرون يمتلكون قدرا ما من التأثير في الحي مثل شيخ الحارة أو كبار السن أو حتى أقدم القاطنين في الحي. هؤلاء يمارسون قدرا ما من التعامل مع هذا البلطجي، ويقفون دائما في صفه والتبرير لظلمه وعدوانه. ففي أحيان كثيرة يجبرون من تعرض للاعتداء أو السلب أو النهب أو حتى من تعرضت بناته للتحرش إلى الاعتذار لهذا البلطجي.
ذكرتني هذه الممارسات بما يحدث في غزة الآن. فنحن أمام بلطجي يمارس هيمنته على المنطقة منذ عقود طويلة من الزمن، يقتل ويشرد ويسلب وينهب، وفي أفضل الأحوال يتحرش بمن حوله. يستند هذا البلطجي اليهودي إلى البلطجي الأميركي الذي يمده بالسلاح ويؤيد أفعاله.
لا يستطيع هذا البلطجي أن يقوم بما يقوم به بدون هذا التواطؤ الهائل من جانب بعض القادة العرب. يأخذ هذا التواطؤ أشكالا عديدة في الحالة الراهنة؛ فمن جهة يبدو أن هناك اتفاقا مسبقا على النيل من حماس أو غزة، الاثنان سواء. فكيف تأتي ليفني إلى القاهرة في خلال ثماني وأربعين ساعة، ويبدأ بعدها القصف مباشرة؟ وكيف لا يستطيع هؤلاء القادة الترتيب لاجتماع سريع لاتخاذ قرارات مصيرية من أجل وقف العدوان؟ علينا هنا أن نلاحظ أن هناك تصور واتفاق مسبق لفترة زمنية قد تكون كافية لإبادة غزة والنيل من حماس وتسوية المناخ لاتفاقية شاملة بتوقيع أبومازن يمكن من خلالها أن يفرض حكمه على كامل المساحات التي سوف تتخلى عنها إسرائيل، إذا كان ثمة مساحات باقية.
لقد كان موقف أهل الحي غريبا من حماس التي ليس لها من حول أو قوة سوى أن تدافع عن كرامتها، وعلى ما يبدو أن أهل الحي لم يعودوا يدرون عن تلك الكلمة شيئا "الكرامة"!! وصارت المسألة كلها بالنسبة لهم مجرد حسابات وتكافؤ قوى. فمن يستطيع التصدي للبلطجة العبرية في المنطقة، وإذا كان لا يوجد من يستطيع ذلك في أعرافهم، فلماذا إذا تنغص حماس أو غيرها مضاجعهم، وتتحدث عن المقاومة، وتألب عليهم الشارع العربي، فليجب إذا تصفيتها والتخلص منها نهائيا. فلدى هؤلاء مشاريع أخرى أكثر أهمية وأكثر حيوية. كما أن هؤلاء مطاردين ليل نهار بالبلطجي الأميركي الذي يحدد طبيعة التصرفات والسلوكيات المطلوبة منهم. لذلك ففي عز القتل والتدمير يظهر هؤلاء الحكماء، مثلما فعلوا مع حزب الله سابقا، ليذكرونا بتحذيراتهم من أجل التروي والمهادنة ومراعاة فروق القوة بين البلطجي ومن حاول التصدي له.
الغريب في الأمر هنا أن الغطاء العربي للقتل الهمجي الصهيوني قد بلغ مستويات مفضوحة لأقصي درجة، ذكرتني بما يحدث في الأحياء الشعبية في مصر. فالغطاء العربي مطلوب منه إدانة حماس، وعدم الحديث عن القتلى اليوميين منهم ومن غيرهم من الفلسطينيين. كما أنه مطلوب منه عدم التحرك الجدي، إذا كان من تحرك جدي، إلا بعد إتاحة فترة زمنية من أجل تأديب حماس والنيل منها. والغريب في الأمر أن الجميع يعلم فشله، فلا إسرائيل استطاعت أن تقضي على حزب الله، ولا استطاعت تحرير جنودها المأسورين. ورغم كل ذلك لا يعلم المرء على ماذا يقامر أهل الحي المأسورين خوفا من البلطجي الكبير في البيت الأبيض وتابعه البلطجي العبري في المنطقة. وإذا كان هؤلاء الوجهاء العرب قد تعاملوا مع شهداء غزة على أنهم قتلة ومأجورون فمن غير المستغرب أن تتعامل معهم النازية العبرية بمثل هذا الشكل من القتل والتدمير.
الحمد لله أن المتآمرين كالعادة ينتمون إلى وجهاء الحي والمستفيدين من علاقاتهم مع إسرائيل وأميركا، فمازال عموم أهله الرافضين لممارسات القمع الدموي ضد الفلسطينيين هم الأغلبية. ورغم أنهم كالعادة لا يمتلكون شيئا ينددون به سوي أصواتهم وحناجرهم وأضعف الإيمان، فإن الأمل مازال معقودا عليهم بعيدا عن وجهاء الحي المتآمرين، شريطة ألا يتم جرهم إلى صراعات جانبية ومنازعات ثانوية يغلب عليها الانتماءات الوطنية الضيقة، فجميع الشعوب العربية في الهم سواء!!



#صالح_سليمان_عبدالعظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استهجان المقاومة في غزة!!
- لماذا لن يحدث سلام مع إسرائيل؟
- تجسير الفجوة بين المثقفين!!
- هل لدينا أجيال جديدة؟!
- ثقافة -الإيمو-
- -عايزة أتجوز-
- عبء التاريخ
- صورة الذات
- المعنى العميق للثقافة
- المعارك الصحفية في عالمنا العربي
- حالة القوات العسكرية الأمريكية اليوم
- آليات العزل وحكايات الكلب الأجرب!!
- سيناريو انهيار الأقصى
- التمييز العنصري ضد المسلمين في أمريكا
- بنية التواطؤ
- الاتساق الفكري
- أحوال مصرية
- عالم بدون إسلام
- مُعضلة التدين في العالم العربي
- تقرير حالة السكان العالمي 2007 الصادر عن صندوق الأمم المتحدة ...


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح سليمان عبدالعظيم - البلطجي والضحية والمتآمرون!