أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيدي المولودي - حاشية حديثة إلى الكاهنة داهية














المزيد.....

حاشية حديثة إلى الكاهنة داهية


سعيدي المولودي

الحوار المتمدن-العدد: 2517 - 2009 / 1 / 5 - 03:58
المحور: الادب والفن
    



لصيفك الآن الحلة الممدودة، أو القفص الشاكل، تعبر الحضرة من دمه، أو تساقط من غربة الأتعاب. لا مملكة ترعانا. تتناسل الغلالات أو المحاذير، توشوش في كنف الأوبة، من بدها أسألك الوحدة. ما بال هذه الدوحة تربو عن الأفنان، تعلق بمائها الطيور، أو الأوزار اليابسة. هي الساعات الآن تدق، وأنا من ثلة القبض، أشكو إليك عز المتاهات أقول لصولتها: إني الغمد حيث تسافر الأنواء البيضاء، البيضاء، كيما أنحدر بطبعك نحو الأعماق، وأقف على مودة الأعراق..
آه. يا جدتي،
ما الفرق بين الشمس والهدنة،
بين القرب وشتات النهر.؟
كأنما أغريك، في قلبي عربات الجنان، أجلس بين كفيك كقبرات الخيل، أبايعك، أو أملكك، أضع منتهى الخرائط على ضاحية السيف، وأنام.أسالك الرغوة الميتة، والمزارع وبردة الحقول، وأستطيل على حرف الجسد، أطلق هواء الريع في سدة البحر...
هل أنا مجنون الصحو.
قلما تأتيني الفورة، أمشي في ثراها. تلك المجازر أعلاقي، يهددني طعم التاريخ، وأسرح في لسع الغربة، أشكل لغزات الأرض حانات الرسو وأروقة السؤال...
من جوع أطعمتني المشارق،
من جوع أطعمتني المغارب،
من جوع أطعمتني اللغات، أتصبب غرقا في زرقة الصحراء، وأتنفس انقراض الصلصال، من جوعها التقمتني المسافات، أتكلم المرافيء وسقوف الأحجار...
مرت الغرابات تطفح ببكاء الليل، كانت الفلوات تجرجرني، قائما مقام الدفلى، تسود المرارة في أسبابي، انتهيت أو ابتدأت، إني حائط القربان، أتوكل على انكسار الدم وفصول الذهول..
وأنت...تعرفين، كيف يتساقط الريح في وجدي. أفكر في المطافات، في الليالي القادمة، كالرماح النائمة على سرير الشرق. لو هذا المحو يقترب من كتف المودة..
آه. يا جدتي.
لو تكبر السنبلة.
في فمي جبة الخوف، أرقد كالمسمار. قرأت لك الأبواب المفتوحة للقهر، ارتحلت كالغبار المشاكس، أتفقد رائحة الثلج، حقائب الغناء المصطفق، لعلها الشبابيك تمسي، أقف على ضحوة الأقفاص، وأكتب بردك على عتبات الوشم..أستحضر دمك والأعناق..
لهضبات الأرض مدار الغفوة، تنام في طيبها الأقدام، يا ساحرها الجالس في سوق القبة، إذ يتمدد السيل، يقذفني الزيت في انفعال الهول، أنزل الأٍرصفة العذراء، وأناديك:
أيها العصر الحجري،
أعطنا الحجارات
كيما نبدأ سيرة العناق...
وأنت... تعرفين كيف تسرج الخيوط في تكة الأسفار، أحج إلى قبر الوصول، مسلوقا كبيض الله، أشرب عيون القسوة، وعشب الجند.من تاريخي أستوقف الشارات، أسال عن بضع حبات من القمح، أرسم رغيفا على سطح المهل، أتشمس على البريد، تاريخا من العي بالت عليه كلاب الطريق...
آه. يا جدتي.
إني المرة، وأنت تعرفين، أمتاح الصدر من كل الحر، أصل إلى بيت النار، أجلس كالمدامة..يامن ترزقني، أقول لك الآن:
ولت أدراجها غابات الرقص،
بعد كل هذه البداوات،
أقترح أن ننام قليلا،
أيها الرب المكلل، يامن توقظني،
إني أغني كالصدع لأصل مثواك...
أفاتحك في الجهر..
. في المساءات المتدلية كالأحراش، علي أنزع صبوتي، وأبني دواخل الذروة في باكورة الصيف، أقف على شهود الحدة، ما بعد فوات الشدة، أنحدر نحو هتافات الممرات الغريبة. إني أصل من سفر عقيم، وأتكلم سوق الأربعاء...
يامن تشيدني على الريق،
هات يديك أعبر مداك لحريق النهر، ولا تمهلني، واعتق رقبة هذا الحلم. إن الغايات تغزوني، أسترفد غابات الكتم. هي محبتي أتملى رداها، وأخطو في عيثها، أنحل في عرف الفضة، وأسير على صراط يستقيم كالسيف... فلا تهجرني، أيها الغثاء يا سيد العبوة، إني أقترب من شدق العنوة. أكاد أو أموت في شدوك. تتعثر رواتبي في غلة الأسماء، من تاريخها أصلب كأسلاك الصمت، أمشي على حرف القارات ميتا يبحث عن قاتل، أو غريب يتوسد الحفر، وينام على مسام الغروب...
أفاتحك في الجهر..
أيتها الدمعة الموغلة في الدمع.
آه. يا جدتي.
أتكيء على هوادة الروح، لا تروح اللذة، هي التي تغتدي، خرجت من باب القش، أتعشى طيور الليل، تنحرني الهضبات أمسح وجهي من عبئها.. وارتقيت الآن في بؤرة الصلوات، أمتح الحمد مما لا تحمد عقباه. أيتها العقبة القائمة في دم الفقراء، وامتداد الغرباء..واشتراني ريح البوح. دخلت من حيث تدخل الأرحام، أغلقتني الحروب في الأكتاف، جريحا مازال تاريخي يذبح كالطير يرفرف على المضض، ويجلس في برودة الحذاء.
من يملكني؟
بيع الماء، وعروة الإناء، ومن أجل أن أغتسل الآن من شجر الحرمات، أشد رقبتي لطيء أصاهر عذرهم، أما بقي في الطينة طائي يضرم يديه في قافلة البكاء، ويرفع صدره لحرات الكروم...
أفاتحك في الجهر.
آه. يا جدتي..
في الشتاء يهطل الأصدقاء، وفي عز الصيف يصطاف الأعداء.
هربت القامات من القامات،
هربت خيل التاريخ، وأنا من يفاتحك أسهر تحت سقف السيف، أفتح بابي على خوذات الخوف، وأتوسد غربة القضبان...
لاصلة تعبر بيني ويني،
هاجرت الأنواء ماءها، وأنا الخارج من برج الضياع، أرسم الحقول في مجرى الشفتين..، أناديك:
آه. يا جدتي.
اقتربي قليلا.
1985



#سعيدي_المولودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصريا بالمغرب:- شهادة الإعفاء من الشواهد الجامعية العليا-
- ترقية الأساتذة الباحثين و-الشبكة العنكبوتية-
- دلالات المكان في مجموعة - قمر أسرير- للشاعر محمد علي الرباوي
- عيون(6)
- عيون(5)
- عيون(4)
- عيون(3)
- عيون(2)
- عيون
- القيامة (تقريبا)
- الخوف
- لقاء
- ولاء
- الضاحية
- الثلاثة
- الشجرة
- النفس غير المطمئنة
- فصول المودة القديمة
- حالة شبه خاصة
- تكوين


المزيد.....




- وسط حفل موسيقي.. عضوان بفرقة غنائية يتشاجران فجأة على المسرح ...
- مجددًا.. اعتقال مغني الراب شون كومز في مانهاتن والتهم الجديد ...
- أفلام أجنبي طول اليوم .. ثبت جميع ترددات قنوات الأفلام وقضيه ...
- وعود الساسة كوميديا سوداء.. احذر سرقة أسنانك في -جورجيا البا ...
- عيون عربية تشاهد -الحسناء النائمة- في عرض مباشر من مسرح -الب ...
- موقف غير لائق في ملهى ليلي يحرج شاكيرا ويدفعها لمغادرة المسر ...
- بأغاني وبرامج كرتون.. تردد قناة طيور الجنة 2023 Toyor Al Jan ...
- الرياض.. دعم المسرح والفنون الأدائية
- فيلم -رحلة 404- يمثل مصر في أوسكار 2024
- -رحلة 404- يمثّل مصر في -أوسكار- أفضل فيلم دولي


المزيد.....

- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيدي المولودي - حاشية حديثة إلى الكاهنة داهية