أللات والعُزّى والثامن من آذار

عايدة حوراني نصرالله

الحوار المتمدن-العدد: 773 - 2004 / 3 / 14 - 07:55
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

هنالك جوقة واذاعات صفراء، تحاول ان تفرغ الثامن من آذار من جوهره، ليصبح كلمة جوفاء لا معنى ولا طعم لها، عَبر تسويقها برامج دردشة "ترفيهية" تافهة لا مغزى لها، الا قضاء الوقت، وادخال مفاهيم هامشية مضللة الى معجم حياتنا ويشارك في هذه الحملة او الجوقة اذاعات محلية وعربية اخرى وتحاول ان تكون كاثوليكية اكثر من البابا نفسه، بحيث أنها روّجت لعيد "الفلنتاين" - عيد العشاق - عَبر برامج يشارك فيها الجمهور الساذج، الذي يرى ان كل شيء من الغرب يسُرّ القلب، دون الرجوع الى حضارتنا وتراثنا. فإذا تحدث شكسبير عن روميو وجولييت والحب المميت، فإن قيس بن الملوح مات في هوى ليلى قبل قرنين منه. وكأن قيسا قد قرأ الخارطة وعاش التجربة نفسها. فإذا كان الحب هو الآخر مستوردا، فنحن خلقناه، وسجدنا لللاتِ والعُزّى، وحيث لا توجد امرأة، صنعنا لها تمثالا في قلوبنا، وجعلنا من نهدها وصدرها وطناً، يرتحل اليه الشاعر، ثم بكيناها على الاطلال وحملنا الأثافي، واحببنا اللجين والفخذين والى اين الرحيل؟!

سجدنا للقمر، واكلنا الخبز والحشيش وماذا بعد؟!

هنالك من يجعل من الثامن من آذار امراً ممجوجاً طالما شريعة حمورابي، العين بالعين لا تنطبق على المرأة والرجل. انه من السخف ان تكون هذه المعادلة نقطة الانطلاق للمرأة ولصيرورتها، إذ يبقى الثامن من آذار - يوم المرأة العالمي - يومًا خالدًا خطّته النساء بدمائهن للدفاع عن حقّهن في الحياة الكريمة، ويبقى الثامن من آذار المحرار والمجس، الذي من خلاله يمكن معرفة الى أي مدى تعيش المرأة في وجدان شعبها ووطنها عَبر مؤسساته الدستورية والقانونية، التي تعطيها الفرص المتكافئة في العلم والعمل والأجر في الاطار العام، وتحترم مصداقية خياراتها بما يتناسب وطبيعتها وقدراتها الفكرية والروحية.

اما معادلة حمورابي التي تحول المرأة عنصراً مُناكِفاً للرجل في خطين متوازيين فإنه من ضيق الافق وعدمية الثقافة، ومنهجية التهميش، واعطاء شرعية الاداة للمتعة العابرة.
فالسؤال: هل عادت الجاهلية الثالثة بحلتها الجديدة؟!

ام انها محاولة مستوردة لتعرية اللحم الابيض لتصنع لها صنماً اسمه إمرأة؟!!! حيث لا تناقض بين العشق والحب لأن الحب لا يعرف الاضطهاد..

(حيفا)

#عايدة_حوراني_نصرالله (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات