أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - رياض حسن محرم - وسيم صلاح حسين...الطفل الكبير..وداعا














المزيد.....

وسيم صلاح حسين...الطفل الكبير..وداعا


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 2514 - 2009 / 1 / 2 - 07:56
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


نحن الذين يموت أفضلنا ليحيا الآخرون بلا دموع

1-تبدأ روايتنا الحزينة بالاختفاء الغامض لوسيم فى بلد الثلج موسكو, حيث كان يعيش مع زوجته وأبنائه, وذلك فى أوائل شهر يونيو 2008, وبعد رحلة بحث مضنية لشقيقه ناجى عنه فى المشافى وأقسام الشرطة دون جدوى,أبلغ والدته وحينما علمت أمهما المناضلة شاهندة مقلد أسرعت بالسفر الى موسكو بحثا عن إبنها, ولكنها بعد رحلة بحث شاقة عادت الى مصر بخفى حنين.
2- فى شهر نوفمبر, أى بعد 5 شهور من اختفاء وسيم يرسل 50 من المثقفين وقادة الأحزاب وممثلى القوى السياسية المصرية برقيات الى رئيس وزراء مصر ورئيس وزراء الاتحاد الروسى بنداء بسرعة الكشف عن مصير المفقود.
3- وفى 25/12/2008 يتم العثور على جثة وسيم صلاح حسين فى مكان مهجور وبها إصابة بالرأس.

النيل عطشان يا صبايا
للحب وللحنين
والشط لا ناى ولا نسمة
ولا نور ولا عود ياسمين
يا شاهندة وخبرينا
يام الصوت الحزين
يام العيون جناين
يرمح فيها الهجين
ايش لون سجن القناطر
وايش لون السجانين

البداية:
تبدأ رحلة شاهندة عبد الحميد شوقى مقلد منذ ولادتها لأب يعمل فى سلك البوليس متنقلا بين أقسام البوليس فى مصر, حاملا معه أبناؤه مدحت وعلى وكامل وشاهنده وشادية, مع إرتباطه الشديد بمسقط رأسه قرية كمشيش مركز تلا منوفية, منحازا إلى الفلاحين الفقراء, مدافعا عن حقهم فى التخلص من سيطرة وإستغلال عائلة الفقى الإقطاعية, باثا فى أبنائه روح الوطنية والثورة على الظلم.
ترتبط شاهندة روحيا فى وقت مبكر بإبن عمتها الشهيد صلاح حسين المناضل فى صفوف الحركة الوطنية فى القنال, وإن كانت شاهندة تفتح وعيها قبله على الفكر الإشتراكى من خلال معلمتها وداد مترى والتى كانت تنتمى الى تنظيم حدتو.
تقرر شاهندة الزواج من إبن عمتها, رغم معارضة الوالد والذى كان يتمنى لها زوجا أفضل, وتهرب اليه بالإسكندرية ليتم عقد قرانهما هناك, ليعيشا معا فى شقة متواضعة بحى الإبراهيمية, ويستمرا فى النضال أو المشاغبة كما ذكر الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين فى مقال له فى مجلة المصور فى هذه الأيام بعنوان(مشاغب ومشاغبة), وتنجب من الشهيد صلاح حسين أبناءهما ناجى ووسيم وبسمة, ليعيشوا جميعا فى هذه الشقة ومعهم فيما بعد الأم راقية السيدة العجوز التى كانت فى خدمة والدها, التى رعتها شاهندة حتى بعد فقدها لبصرها, وحين تموت تصمم شاهندة على دفنها فى كمشيش واقامة جنازة لها هناك.

كمشيش بتنفض من ترابها الموت
الدم ناشع، م الجدور للصوت
«الأرض أرض الفلاحين
ولا حد قد الفلاحين».

حينما إغتالت يد الغدر والإرهاب الإقطاعية صلاح حسين فى 30 ابريل 1966 بيد قاتل مأجور بعد فشلهم فى الحد من تحريضه للفلاحين وتنظيمهم دفاعا عن أرضهم فى مواجهة الإقطاع, ليكمل درب شهداء الفلاحين الذين سبقوه ومنهم أبو زيد أبو رواش وعبد الحميد عنتر وآخرين, حينها كان أكبر أطفالهما ناجى عمره 7 سنوات, والمرحوم وسيم 4 سنوات وبسمة التى لم تتجاوز الأربعين يوما, هبت شاهندة كعادتها فى المحن لتقود ثورة فى وجه الظالمين والطغاة مصممة على دفنه فى جنازة تليق بالبطل الشهيد فى كمشيش, متقدمة صفوف الفلاحين, حاملة معهم النعش.
فى تلك الأوقات كان يرن فى أذنها (كما ذكرت فى قناة الجزيرة) ذلك النشيد الذى كان يردده الشهيد مع صديق عمره المناضل اليسارى وسيم خالد, والذى سمّى وسيم على إسمه, وكانت كلمات النشيد تقول:
سلاماً نقدمه في فخار.. جنود الكفاح لأبطاله.. إلى أكتوبر والثوار.. إلى يوم مايو وعماله.. لكل شجاع إلى الانتصار.. مضى في ثبات إلى حتفه.. على قبركم في مهب الرياح.. حمراء تخفق رايتنا.. تحيي رفاقا خاضوا الكفاح وماتوا ليحيا بهم حقنا.
لم تغلق شاهندة على نفسها باب شقتها وتتفرغ لتربية أولادها, وهوعبء كبير, ولكنها إستمرت بشجاعة فى قيادة فلاحى كمشيش وتنظيمهم وتنمية وعيهم, وخصوصا فى مرحلة إبعادهم عن أرضهم وديارهم فى كمشيش فى 14/6/1971, وهم عاشور وعبد المجيد وعلى عزام وغيرهم كثيرين, إحتضنتهم فى الأسكندرية, ووفرت لهم سكنا من جيبها الخاص رغم ضيق الحال, وإستأجرت لهم معلمين ليعلموهم القراءة والكتابة, ووفرت لهم الكتب, على حساب قوت يومها وأولادها.
وسيم:
كان المرحوم وسيم دائم الإبتسام, رغم مسحة الحزن الغائرة فى عينيه, قيل أنه بعد إستشهاد والده وكان عمره 4 سنوات كان يقف طويلا فى البلكونة فى إنتظار عودة والده, كان يعيش مع والدته فى جو متوتر دائما, أذكر مرة أن رجال المباحث عندما جاؤا للقبض عليها لم ينتظروا حتى يفتح لهم الباب بل اقتلعوه عنوة بعتلة, وكانت أمهم تغيب عنهم فترات طويلة, إما فى السجن أو هربا من البوليس, كانوا أطفالا صغارا خصوصا بسمة التى كانت فى سنواتها الأولى, ولكن كانت هذه الضريبة التى يدفعها الأبناء, لأباء إختاروا النضال السياسى فى مجتمعاتنا.
كأن القدر إختار لشاهندة مقلد أن تقضى حياتها فى إحصاء القتلى والشهداء, والدها وأخوها أشرف الذى إستشهد فى حرب الإستنزاف, وزوجها الشهيد صلاح حسين وأخوه الذى استشهد فى حرب اليمن, وفى نهاية الطابور تأتى النهاية المأساوية لفلذة كبدها, الأبن البار الشهيد وسيم صلاح حسين.

وداعا أيها الشهيد الغالى, ولا أعرف ماذا أقول لك يا شاهندة.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجماعات السلفية الجهادية وفقه التكفير(6)
- الحب فى زمن الكوليرا
- قصص من السجن
- هل يحلم فلسطينى أن يصبح رئيسا لدولة إسرائيل؟
- ظاهرة الحجاب ... من منظور سياسى
- حسن ومرقص...وقبول الآخر
- الموتى يعلمون الأحياء
- فى الذكرى الثانية لرحيل نبيل الهلالى
- سلطة بلدى....والمعادلة الصعبة
- حين ميسرة...........والأحلام المجهضة.
- الجماعات السلفية الجهادية ...وفقه التكفير(5)
- الجماعات السلفية الجهادية ...وفقه التكفير(4)
- الجماعات السلفية الجهادية ...وفقه التكفير(3)
- الجماعات السلفية الجهادية ...وفقه التكفير(2)
- الجماعات السلفية الجهادية..وفقه التكفير(1)
- المتعة.....بين الفقه والسياسة
- الآيات الشيطانية..وقصة الغرانيق
- الملك فاروق....والدراما التاريخية
- الهبات العمالية الأخيرة........إلى أين؟؟
- إلتباس


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - رياض حسن محرم - وسيم صلاح حسين...الطفل الكبير..وداعا