أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - عن مخازي النظام الرسمي العربي...وسلطة الصليب الأحمر ...وصمود غزة...















المزيد.....

عن مخازي النظام الرسمي العربي...وسلطة الصليب الأحمر ...وصمود غزة...


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2514 - 2009 / 1 / 2 - 07:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مع أن الأمور ليست بحاجة إلى هذا الوضوح،فهي اتضحت بشكل جلي في حرب تموز/ 2006،تلك الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل على حزب الله والمقاومة اللبنانية،حيث أن النظام الرسمي العرب وخصوصاً ما يسمى بالمعتدل منه وفر الغطاء وأعطى الضوء الأخضر لإسرائيل لضرب حزب الله،ولكن في الحرب على غزة الأمور جاءت كاشفة وفاضحة لكل أطراف هذا النظام الرسمي العربي،بحيث لم يعد لا ورق توت أو أي شيء آخر يستر عورة هذا النظام،بل وصل الأمر حد التباهي والمفاخرة بالتواطؤ والخيانة والتأمر ليس على حماس،بل وعلى الشعب الفلسطيني،ونحن لم نكن بحاجة إلى خطاب سماحة الشيخ حسن نصرالله لكي يوضح ويضع النقاط على الحروف بشأن حجم تآمر النظام الرسمي العربي ومشاركته في العدوان على الشعب الفلسطيني وبالتحديد النظام المصري،فوزيرة خارجية الاحتلال الصهيوني"تسفي ليفني" أعلنت من قلب القاهرة أنها ستسحق حماس والمقاومة،وبحضور وسماع أركان النظام المصري وعلى رأسهم أبو الغيظ، ولاحقاً عرت ووضحت القيادات الإسرائيلية هذه الأنظمة،عندما قالت بأنه تم إبلاغ العديد من العواصم العربية بالضربة العسكرية على غزة،بل وذهبت الأمور إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير،عندما قالت إسرائيل على لسان قادتها بأن حجم التأييد من النظام الرسمي العربي للضربة العسكرية على غزة فاق كثيراً ذلك الحجم من التأييد في الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان في تموز/ 2006 ،والوضوح الشديد لهذا التخاذل والتآمر والمشاركة تجلت في التصريحات والمؤتمرات الصحفية التي عقدها القادة الرسميون لتلك الأنظمة،والتي كانت تحاول أن تحمل الضحية مسؤولية ما جرى وتبرأ الجلاد،وهي تدرك تماماً أن التهدئة التي قبلت بها المقاومة الفلسطينية في غزة، لم تحترم ولم تفي إسرائيل بالتزاماتها وكانت تخرقها بشكل شبه يومي،وشعرت الفصائل والجماهير الفلسطينية في القطاع أن تلك التهدئة يراد لها أن تقيد البندقية والنضال والمقاومة الفلسطينية،وأن تختزل القضية الفلسطينية إلى قضية غذاء ومساعدات إنسانية وليس قضية وطن وشعب واحتلال،ناهيك عن أن التهدئة لم تحقق لا فتحاً للمعابر ولا رفعاً للحصار ومخازي النظام الرسمي العربي وتآمره واضحة من خلال تعطيل أي جهد عربي جماعي من شأنه الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ووقف الحرب الهمجية على غزة من خلال تأجيل عقد مؤتمر وزراء الخارجية العرب حتى الأربعاء 31/12/2008 ،وتعطيل عقد القمة العربية،رغم أننا لا نعول كثيراً على هذه القمم والاجتماعات،ناهيك عن عدم فتح النظام المصري لمعبر رفح لنقل المساعدات الإنسانية والأغذية والأدوية للقطاع،والعمل على فتحه لنقل الجثث.
وفي المقابل وفي الوقت الذي يجب أن تتوحد فيه كل القوى الفلسطينية من أجل وقف العدوان على غزة والترفع عن كل أشكال وأنواع المناكفات وتحميل المسؤوليات،وجدنا أن هناك البعض ومن قمة هرم السلطة الفلسطينية،أراد أن يستثمر سياسياً في دماء شعبنا،وبدأ يكيل الاتهامات لحماس بالمشاركة في هذه الجريمة من خلال "أفعالها الطائشة"،والبعض يثير مسألة المعتقلين في سجن السرايا والذين هم من المعتقلين الجنائيين على أنهم من معتقلي فتح،وهو يدرك عدم دقة هذا الكلام وأن حل هذه القضية يتأتى فقط من خلال تحريم الاعتقال السياسي وتبيض سجون الضفة وغزة من المعتقلين السياسيين،والبعض الآخر لم يتصرف لا وفق مسؤولياته ولا موقعه ،وكان يتحدث وكأن لا علاقة له بما يجري ويدور في القطاع،ويكتفي بالقول تحدثنا واتصلنا مع الأخوة في حماس في القطاع وحذرناهم من عدم تمديد التهدئة،وفي ذروة ما تقوم به إسرائيل من هجوم بربري ووحشي على القطاع يأتي رد السلطة الفلسطينية باهتاً ،وليبلغ ذروته بتعليق المفاوضات مع إسرائيل،هذه المفاوضات العبثية التي لم تنتج شيئاً لمصلحة الشعب الفلسطيني طوال خمسة عشر عاماً،سوى المزيد من الضعف والشرذمة والانقسام والتشريع لإجراءات وممارسات الاحتلال الإسرائيلي من تهويد وأسرلة واستيطان،وكان هذا الطرف بعد كل ما ارتكب من مجازر بحق شعبنا الفلسطيني،يريد العودة بنا إلى دائرة تلك المفاوضات العبثية والضارة.
وباختصار حولت السلطة دورها وموقفها إلى دور سلطة صليب أحمر وذلك لكي يجري امتصاص النقمة والغضب الشعبي عليها وعلى أنظمة الاعتدال العربي المنهارة بالتنسيق مع الإسرائيليين وأطراف النظام الرسمي العربي لإدخال شحنة غذاء أو دواء وغيرها.
ورغم كل الذي يجري من تآمر عربي رسمي وخذلان داخلي ،فإن هول وبشاعة المجزرة يجب أن توحد الدم الفلسطيني وكل ألوان الطيف السياسي،وصمود غزة وقوى المقاومة فيها،يؤسس عليه من أجل توسيع وتعميم نهج وخيار المقاومة في الوطن العربي عموماً، والهجوم الوحشي على غزة يجب أن يضع الجميع أمام مسؤولياته،وفي اللحظة الراهنة يجب أن يكون شعار الجميع وقف العدوان ورفع الحصار،والشروع في الحوار الوطني بدون أية شروط وعلى قاعدة وأساس وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني،ووقف كل أشكال التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني وتحريم الاعتقال السياسي وتبيض السجون الفلسطينية من كل المعتقلين السياسيين،وهذه اللحظات الحاسمة والتاريخية بحاجة إلى مواقف جريئة وشجاعة،وإذا كل شلال الدم النازف في القطاع،لم يوحدنا ولم يجعلنا نرتقي إلى مستوى المجزرة،فهذا معناه أن الحالة الفلسطينية تسير نحو المزيد من الضعف والتفكك والانقسام والفوضى الداخلية ،والتي سيدفع ثمنها الكل الفلسطيني،وليس فصيل دون آخر،ومن يعتقد أن كسر شوكة المقاومة في غزة،سيمهد أو يفتح الطريق نحو استعادة الوحدة الجغرافية للوطن، ويعبد الطريق نحو مفاوضات تقود الى تحقيق حقوق شعبنا في الحرية والاستقلال فهو واهم،فهذا النهج جربناه وخبرناه جيداً ولم يحقق أي شيء لا على صعيد الحقوق أو حتى القضايا المعيشية والإنسانية والحياتية،والعدو الإسرائيلي بمختلف ألوان طيفه السياسي غير جاهز أو مستعد لتقديم تنازلات تلبي حتى الحدود الدنيا لحقوق شعبنا المشروعة،ونحن تعلمنا جيداً أنه عند كل عدوان على بلد عربي تقدم أمريكا هذه الجزرة للعرب،لكي يدعموا عدوانها وأهدافها،وبعد تحقيق أهداف العدوان تتبخر وتذهب هذه الوعود أدراج الرياح،وما حصل في العدوان على العراق يجب أن ينقش عميقاً في الذاكرة العربية،وليتعظ منه من لا يريد أن يتعظ،فكسر غزة ومقاومتها كسراَ وضياعاً لحقوق شعبنا الفلسطيني،ومزيداً من الضعف والانقسام الداخلي.
راسم عبيدات
القدس – فلسطين
30/12/2008
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القادة الثوريون....سعدات نموذجاً ..
- الأسرى الفلسطينيون ....قمع واهمال طبي واستشهاد ..
- التهدئة ... والانتخابات الاسرائيلية ..
- مقارنة بين الأسير المناضل صلاح الحموري والجندي المأسور - جلع ...
- عن انتخابات الليكود .....وعن القرار الوزاري الأوروبي ......و ...
- الجبهة الشعبية بين غياب المؤسس واعتقال الأمين العام ..؟؟
- عن العيد والأسرى ... وعن غزة والحصار ......وعن سعّار المستوط ...
- سعّار المستوطنين من عكا حتى الخليل ..؟؟!!
- ما بين السجون العراقية.....وسجون الاحتلال الاسرائيلي ...؟؟
- جبهة اليسار الفلسطيني/ أولى ضحايا اجتماع المركزي الأخير ..؟؟
- وثيقة - الشاباك - السرية ....وتعذيب الأسرى الفلسطينيين ...؟؟
- العرب وتقرير العالم 2025 ..؟؟
- محاكمة الأمين العام للجبهة الشعبية / محاكمة لمشروعية النضال ...
- محاكمة الأمين العام للجبهة الشعبية / محاكمة لمشروعية النضال ...
- وأخيراً حكومة المالكي تشرعن الاحتلال ...؟؟!!
- حوارات نيويورك حوارات أديان أم ماذا ..؟؟
- هل حقاً انتصرت القدس لأهلها في الانتخابات البلدية الأخيرة .. ...
- حوارات بلا آفاق وبلا نهايات ..؟؟!!
- -رايس- وحوار الراحلين...؟؟؟
- الحكومة الاسرائيلية والمستوطنين ...؟؟؟


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - عن مخازي النظام الرسمي العربي...وسلطة الصليب الأحمر ...وصمود غزة...