معا في مواجهة العدوان

وليد العوض

الحوار المتمدن-العدد: 2513 - 2009 / 1 / 1 - 06:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كتلٌ من اللهب والصواريخ تتساقط تحصد أرواح الأبرياء وتحرق لحم الأطفال الغض في قطاع غزة. لليوم الثالث على التوالي يتمزق اللحم الفلسطيني وتنتشر أشلاؤه في الأزقة والشوارع وعلى أغصان الأشجار ، الدم الفلسطيني من كل الأعمار والألوان بلونه الأحمر القاني يسيل بغزارة في شوارع غزة ، شهداء بالمئات وجرحى يتجاوز عددهم الألف سقطوا حتى هذه اللحظة جراء المذبحة المتواصلة على شعبنا في القطاع، الشعب الفلسطيني كل الشعب في دائرة الاستهداف ، الطائرات الإسرائيلية التي تقذف حممها و تحول صواريخها اللحم الحي إلى أشلاء لا تعرف هوية أو لون سياسي محدد فالفلسطينيون أمام حقدهم الأسود سواء ، أما الفلسطيني الطيب بنظر الصهاينة هو فقط الفلسطيني الميت . الآن في هذا الوقت العصيب حيث تنهال القذائف فوق رؤوس الجميع دون تمييز لا مجال أمامنا سوى التوحد في مواجهة العدوان ولن يفيد احد محاولة حرف المسألة باتجاهات أخرى بل ومشبوه كل من يحاول حرف الأنظار بأي اتجاه آخر، المعركة الآن والتناقض الرئيس هو فقط مع الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه الوحشي ولا وقت بأي حال من الأحوال بأن يستحضر احد صفحة الخلافات الداخلية إلا من باب الدعوة لتجاوزها والتوحد في مواجهة العدوان، كما أنها ليس بالقطع مع الشقيقة مصر أو أي من الدول العربية الشقيقة ويخطئ كل من يحاول حرف الأنظار بهذا الاتجاه. إن المهمة المباشرة أمامنا اليوم التي لا يعلو عليها مهمة أخرى تتمثل في وقف العدوان فورا والتوحد في مواجهته في غزة الباسلة وفي الضفة الأبية وفي كل مناطق تواجد شعبنا. المهمة المباشرة تتطلب التعالي على الجراح ونبذ الفرقة وحشد الطاقات كلها لوقف المذبحة. السيد الرئيس أبو مازن رئيس الشعب كل الشعب مدعو اليوم لبذل كل جهد ممكن لحماية شعبه المذبوح على يد العدو الإسرائيلي في غزة ، هذه هي المهمة الرئيسية بالضبط أمام كل وطني فلسطيني شريف إنها بكل وضوح المعيار الأساسي التي يحكم من خلالها شعبنا على كل تصرف .
أمام العدوان والمذابح المتواصلة ورائحة اللحم البشري المحترق بقذائف العدوان ولهيب صواريخه، أمام نهر الدماء الذي يسيل بغزارة في شوارع غزة لا بد لنا من تنحية خلافاتنا الداخلية وأن أن نرفع صوتنا بأعلى صوت بأننا معا في خندق واحد في مواجهة العدوان.
29-12-2008
*عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

#وليد_العوض (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات