أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - مـــن الســماوة الى ..البـوزار














المزيد.....

مـــن الســماوة الى ..البـوزار


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 773 - 2004 / 3 / 14 - 07:57
المحور: الادب والفن
    


رائحة التراب وبقايا صورة ألأفق الشحيح لصحراء السماوة
السماوة المدينة الأنطوائية على شجنها ..الكتومة حد البكاء..
السماوة لكنتها البدوية ومضايفها وحمايلها.. والبيوت العتيقة..وألأبواب المحافظة
من خلفها الستائر ترسم صورة المدينة المحافظة..
في كل مرة أزورها يوقفني صديق ..شاعر محب يختار البقاء والجنون ولا يسافر
وفي كل مرة يأخذني الطريق الى الديوانية ..وأبو صخير مرابع الطفولة.. ألقى سلاما خاصا
على البيوت والناس والحكايافي مدينة السماوة..ومن هناك خرج شاكر حسن آل سعيد
الرسام الصوفي المتأمل صاحب الحداثة والبعد الواحد في الرسم..كيف تسنّى لهذه البيئة المحافظة أن تخرّج أسماء في المسرح والشعر والرسم والموسيقى..في طليعة الحداثة ..أليست ألأشياء هي التي تخلق أضدادها وجدليتها في بلاد مابين النهرين وإلاّ كيف عمرت الحضارات العاتية في بلاد القدرية والقسوة والدم والحروب والعمران والكتابة على مر العصور..
وسط كل ذلك ألأرث يكمل شاكر حسن آل سعيد السنة العشرين في أول الشباب ليغادر الى
بغداد عام 1940 حيث يعمل ويدرس السوسيولوجيا في دار المعلمين العالية..
وفي أوائل الخمسينات يؤسس مع جواد سليم جماعة بغداد للفن الحديث..
وتتحوّل الجماعة الى بؤرة تبشير للأفكار الحديثة في الفن والثقافة,,وكان هناك جبرا ابراهيم جبرا ورسول علوان ولورنا سليم وبوغوص بابلونيان وخالد الرحال وخليل الورد وعلي الشعلان وفرج عبو وفاضل عباس وقحطان عوني وآخرون..أسماء وصفات ,انتماءات متعددة كتعبير عن أنفتاح المدينة وتطلعها الذي أقتنصه شاكر حسن آل سعيد ليحوله الى حركة حداثة وكدّ ..ومواجهة مع بيئة تخاف التجديد ..وتستحرم الرسم..و..تحرّمه..
وبكل إرث البداوة والتطلع يرحل الى باريس ..حيث تضج السوريالية ببياناتها المفرطة في التمرّد والدادائية بغرائبيتها والتجريدية الكاسحة لكل ماهو أنطباعي أو واقعي..أو فوتوغرافي..
سنوات من التفاعل الغريب بين الرافديني المؤمن الذي يحمل سجادة الصلاة..وفكر الحداثة
وباريس التمرد والجنون ..وهويدرس فن الزخرف في البوزار الذي تخرج فيه أهم فناني العالم ..
يالغربة الفنان وجموحه وإصراره ..ليعود ويشتغل على مشروع البعد الواحد مازجا بين صوفيّته في الفكر والعبادة وافكار العالم الحديث..فينقل معارضه من بغداد الى سان باولو ومن القاهرة الى مدريد ومن تونس الى كاركاس والى عواصم عربية وعالمية وسط أحتدام الجدل ..وسرعة العمل والتنظير والكتابة ..لتخرج مجموعة كتب تكرّس فكر الفنان وتؤسس لنهجه وأسلوبه وأعماله..
كما تنتشر معارضه وأعماله لتنال أهميتها الفنية والدراسية والجمالية في نفس الوقت ..
نصف قرن من الزمان والتواريخ وألأحداث ..وشاكر حسن آل سعيد لايتوقف عن دأبه الكبير..
نقل في لوحاته الشروخ والتصدّعات على حيطان المدينه المطلة على واجهة الصحراء وسجل السطوح والفطور التي يصنعها تفاعل الشمس والطين..كأشارات وعلامات ذات معنى بعد أن هجر التشخيص والتخطيط..وأنشغل بعزلته وعزلة شخصياته ..وهي عزلة مؤثثة بوعي وطاقة خلق خاصة..فكانت الكتابة الفريدة التي تقترب من المنهجية الفلسفية ..والمعارض الشخصية والجماعية التي تعبر عن دأب أكيد.. وكنا ننظر إليه مثل تمثال أملس لفرط مايوحي بألفردية والتقديس الطهراني..وفي كل مرة ..السماوة وبغداد وجدلية البداوة والمدينيّة..هما علامات هذه التجربة الرافدينية ..آخر معارضه ألأستعادية أقامتها قاعة ( أثر ) وأجتمعنا معه ومع أولاده وأحفاده ..مع بناته وأولاده في حميمية خاصة مثل عائلة.. وهو أستاذنا الخلاّق الصعب ..كان ذلك في تشرين أول / أوكتوبر 2001..يوم عرضت أكثر من مائة لوحة لمختلف المراحل الفنية ..وكان فرحا وهو يقف وسط مجموعاتنا لنلتقط آخر الصور ..حيث عاد شاكر حسن آل سعيد الى عزلته ألأثيرة وأعتزاله ..وصوفيته المتأملة في أطراف الكون وطبائع ألأنسان ..ويردد مثلما كان من قبل ( قتل ألأنسان ما أكفره )..ويهمس بقية ألآية وحيدا..حتى غادرنا قبل أسبوع تاركا جدل القدامة والحداثة ..في بيئة يجرها البعض الى نكوص ظلاميّ غريب..فيما يستقتل البعض لأنقاذ ماتبقّى من ملامح التجديد والحداثة في مدن سجل شاكر حسن آل سعيد آثار الزمن القديم على حيطانها ليجترح ..مثل معجزات أقتراحات الحداثة ليقول : لن يعود الزمن الى الخلف ..وكل دعوة الى غــيرذاك هي دعوة ..باطلة..



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مــوفـق مـحـمـد : الشعر يسقط المراوغـة
- كريمة هاشم.. الخزف خارج العاطفة
- نـزار عـباس :العــــمل الـمـفرد..والذات المفردة
- أضــداد
- مواكب النهار
- فـــوّ هـا ت
- لوحـة سـتار كاووش
- عـن المكاشفة ..والتقية ..والحوار الغاصـب
- وجهـة نظر
- خاطرة..محمد خضير يتسلّم جائزة عويس
- الأعتراف والمكاشفة ....
- كتاب الصابئة المندائيون كنـزا ربا :قراءة في الكنـز العظيم..
- حول عشائر المثقفين.. مـراثـي..الياقات البيضاء
- جوقة الجنرال


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - مـــن الســماوة الى ..البـوزار