أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - ما وراء النقد














المزيد.....

ما وراء النقد


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2513 - 2009 / 1 / 1 - 06:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول عبد الله القصيمي في مؤلفه الأخير "العرب ظاهرة صوتية" "أما النقد عندنا أي لو وجد فلا يعني إرادة التخطي أو القدرة عليه أي على التخطي أو دفع تكاليفه و إنما يعني التلذذ بالجهر به" , هكذا هي المظاهرات اليوم في العالم العربي , إنها عمل "تطهري" يقوم على الصراخ , على اجترار و تكرار ما نعرفه جيدا , ما نخشاه و نشعر بعجزنا عن تغييره , بمجرد أن تتحول شحنة الغضب الطارئ إلى صراخ في الهواء , ينتهي كل شيء و يعود الجميع إلى سيرتهم الأولى , تطأطئ الرؤوس من جديد و تصمت الشفاه و تعود الرتابة الآلية لقهر كل يوم , لقد انتهى الحفل , يتحدى الليبراليون العرب الجماهير التي تقع أكثر فأكثر تحت سطوة الشعاراتية الأصولية الإسلامية و ينتقمون من رفضها السلبي الضمني لراياتهم البيضاء بقذائف طائرات و دبابات باراك , يشتمون ابن تيمية و يمجدون إلهه – الجنرال , الزعيم , شيخ القبيلة , جنكيز خان أو قائد الغزاة , فتحديدا جنكيز خان هو بديلهم المقترح عن خالد بن الوليد أو صلاح الدين الذي أصبح لا يتقن إلا الهزيمة , هذا ما يقومون به بالتحديد , إنهم يواجهون مشروع الأصوليين عن صلاح الدين أو عن ابن وليد جديد و لكن ليس الموقف الأصولي من الحقيقة أبدا , فبوش و باراك لا يقلون أصولية عن ابن لادن , لكن أصولية جنكيز خان , كعنفه القاتل , لا يراه هؤلاء , إنهم يشتمون الأصوليين و يمجدون , في نفس الوقت , استهتارهم بالبشر , بل و يتلذذون بالتبشير بعدمية وجود هذه الملايين , أنتم لا شيء , لولا جورج بوش لبقيتم عبيدا طوال حياتكم , أي باختصار كونوا عبيدا جيدين لسادتكم القدامى الجدد , بوش و من ثم أولمرت و باراك , و لأنهم بالكاد يقنعون أنفسهم فإن الناس اليوم و هي ترى المشهد المضمخ بالدم المكرر للمرة المليون تصبح أكثر أصولية في أيام معدودات مما تمكنت فتاوى القوى الأصولية من إنجازه في سنين بل في عقود طويلة , إنهم يضيقون , أكثر من الأصوليين , بأي خروج على السائد , سائد جنكيز خان و عماله على الأمصار , و يشجعون عملية رجمه الجماعي , هذه العملية التي تجري أساسا لصالح المنطق السائد من الأخلاق و السلطة , لكنها عملية خبيثة تشرك ضحايا السائد في رجم الضحية الذي تجرأ على التمرد ليقتلوا هم بأيديهم هذه الضحية , ليقتلوا هم بأيديهم بذور الحنق على السائد و أي أجنة للثورة داخلهم , في كلا الموقفين , هناك إصرار على السائد إما السلطوي أو الشعبوي الساذج , إصرار على مرجعية فوق البشر , فوق الناس , هكذا يجري تأليه السذاجة و التخلف و الخنوع , "ألسنا نرى و نعلن أن كل شيء قوي و ذكي و ماكر يقع في العالم بل في هذا الكون إنما هو تدبير و تخطيط و إخراج و مكر يهودي ؟ ألسنا نرى أن الله لم يتخلق بالغضب و لم يخلق الجحيم إلا لأن اليهود قد خلقوا ؟ "( العرب ظاهرة صوتية , ص 14 ) , انظر إلى ذات الكلام المكرر في كل مرة تمارس فيها قوة غاشمة كإسرائيل أخيرا و قبلها أمريكا بوش ما تشاء من الموت و القتل و التجويع , ذات الكلام عن القمم العربية العاجزة التي تجمع مجموعة من الطغاة المصابين بالباركنسون أو برهاب إسرائيل و أمريكا , أو عن الجيوش العربية المعدة أساسا لقمعنا و لتنظيم عملية رجم لأي خارج على السائد , هذا التماهي بالمعتدي بالطاغية العاجز أمام إسرائيل و أمريكا , بالجنرال الذي يمارس القتل و القمع تجاهنا , يمثل ظاهرة عقلية غريبة تصر على التمسك بمصدر القهر الأساسي بل و الوحيد و تستطيع خلق أوهام لا تنتهي رغم أنف الواقع عن هؤلاء الطغاة , هذه الأوهام التي يريد الليبراليون الجدد إيقاظنا منها لنعلن استسلامنا لذات الطغاة من جديد , ذات الغباء الذي يعاد اجتراره مرة تلو أخرى , من هنا نستمر في التفرج على الهزائم , بل إن واقعنا , الذي نحاول تغطيته بصراخنا الساذج , ليس إلا هزيمة في كل شيء , "و قد تحولنا بذلك إلى شماتة و نشوة لئيمة لكل الشامتين و المعادين و الساخرين و المتلذذين بعار و هوان و افتضاح الآخرين" ( العرب ظاهرة صوتية , ص 27 ) , يبقى للغضب دور آخر , كامن أو محتمل , مغيب أو منسي , لكنه ممكن , "إن النقد القاسي الصحيح لعيوب الذات و ضعفها ليست قيمته في أنه نقد و لكن في أنه رؤية شجاعة و صدق و رغبة في الانتقال إلى الأفضل و تطلع إلى ذلك و شوق إليه" ( القصيمي – العرب ظاهرة صوتية ص 23 ) .

مازن كم الماز





#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يسقط يسقط حسني مبارك
- من الصحافة الإسرائيلية , عن حرب غزة
- مجزرة غزة
- لا نحتاج إلى شهيد آخر , بيان أناركي أممي عن أحداث اليونان
- الخبز الثوري لأميل بوجيه
- الغايات و الوسائل لإيريكو ماتاليستا
- الكنيسة و المدرسة
- عن جذاء منتظر الزيدي
- عن أحداث الشغب في اليونان
- مرة أخرى عن ابن تيمية
- عن كتب الشيخ البوطي
- حدث يومي جدا
- تحية بمناسبة الذكرى السابعة لانطلاق الحوار المتمدن
- باول ماتيك الشيوعية المجلسية 1939
- الملك هو الملك من يزيد إلى ستالين : منطق السلطة .
- بدلا من كل عام و أنتم بخير
- الثورة الأناركية لنستور ماخنو
- التغيير الحقيقي يعتمد على إيقاف المستفيدين من خطة الإنقاذ لن ...
- لقاء مع أناركي إسرائيلي
- عن حصار غزة


المزيد.....




- بكلفة مئات الملايين من الدولارات..ما أبرز اللحظات بحفل زفاف ...
- أردى بعضهم قتلى.. غموض بعد جريمة صادمة لأب أطلق النار على وا ...
- باكستان تعلن عن حصيلة القتلى والجرحى في الهجوم على مسجد بسلط ...
- Politico: نموذج السويد للتجنيد العسكري يجذب الدول الغربية وس ...
- يوم عاشوراء في مصر.. من المياتم والأحزان إلى البهجة وأطباق ا ...
- بايدن وترامب -مدمنان- على السلطة - صحيفة التايمز
- بيربوك تروج من السنغال للشراكة الأوروبية الأفريقية
- إعادة انتخاب المحافظة المالطية ميتسولا رئيسة للبرلمان الأورو ...
- لقطات من داخل سيارة -لادا أورا- يقودها بوتين أثناء تفقده طري ...
- حريق الغابات المميت يلتهم منطقة سياحية في إزمير غرب تركيا


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - ما وراء النقد