أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل عودة - حلول حجرية .. في عصر الكلمة !!














المزيد.....


حلول حجرية .. في عصر الكلمة !!


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 2512 - 2008 / 12 / 31 - 06:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



ميكافيلي مؤلف كتاب "الأمير " عرف أوجاع السياسة الحديثة لأنه كان مستشارا لأمراء عصر "الرينسانس" وكثيرا ما أشار عليهم بعدم الأخذ بالاعتبار للقيم المقبولة .. واتخاذ خطوات ، حتى لو اعتبرت في المفاهيم السائدة ، سيئة ، وذلك .. في حالات الضرورة. وهو لم يعترف بأي صلاحية عليا فوق الدولة ، وهكذا كانت نصيحته للأمراء والتي اشتهرت ب "الميكافيلية " . اذ اعترف بوضوح انه حسب مقاييسه فان قيمة الموقف تقاس ليس بمضمونها المقبول على الناس ، انما بقدرتها على مساعدة الأمير بان ينجو سياسيا ( الأمير قد نستبدله بالكاتب أو الشاعر أو الناقد ، او ألزعيم السياسي ، أو كل من يتبوأ ، أو يطمع بتبوء .. مكانة أعلى من الآخرين ) . وانه أفضل للأمير ان يخافوه من أن يحترموه.. ولكن عليه ان يمتنع من أن يكون مكروها .. لأن ذلك قد يهدد قوته ، والأفضل حسب ميكافيلي ، هو ان يمتلك القوة بلا رحمة ، وبنفس الوقت أن يظهر نزيها .
بالطبع لا أعرف نظاما اليوم يتمسك بالميكافيلية بصيغتها الكلاسيكية ، رغم وجود الكثير من الميكافيليين بين المثقفين بالاساس. وتبرز ميكافيليتهم المشوهة ، في حوارهم وهم يظنون انهم يملكون ناصية القوة فية ، وان محاورهم سيرتعب خوفا من قدراتهم ، رغم انها مبتذلة على الأغلب ... ولو أعدنا طروحاتهم الى جذورها لوجدنا وراءها عقلا خاويا وتفكيرا مراهقا وادعاء بما ليس فيهم من فهم وثقافة ومعرفة ، وانهم مجرد صور باهتة على خارطة الثقافة العربية والفكر العربي والانساني كله .
وهذا يذكرني بحكاية مطابقة..
اشتكت السيدة نيكول للقضاء على رجل حقرها بعد ان استصعب حوارها .. بوصفه لها أنها دجاجة تافهة..وأدين الرجل في المحكمة .. واضطر لدفع تعويضات بسبب اهانته لها .
وبعد المحكمة سأل الرجل القاضي : " هل يعني حكمك يا سيدي اني الآن لا أقدر ان اسمي السيدة نيكول بالدجاجة التافهة ؟ " القاضي أجاب : " هذا صحيح تماما ". وسأل الرجل القاضي مرة أخرى : " وهل هذا يعني أيضا اني لا أستطيع ان أقول للدجاجة التافهة انها السيدة نيكول ؟ " أجاب القاضي : " لا ، انت تستطيع ان تسمي الدجاجة بالسيدة نيكول .. لا توجد جريمة في ذلك " . ونظر الرجل الى عيني السيدة نيكول وقال لها : " اتمنى لك يوما سعيدا يا سيدة نيكول ."
هذه القصة تعبر عن مفاهيم الفلسفة الإجتماعية والسياسية الميكافيلية .. ما لا استطيع قوله أو فعله ، هناك طريقة أخرى لقوله أو فعله دون أن أعرض نفسي للمساءلة..
لا أتوقع من البعض ان يفهم هذه الفلسفة .. فاسطوانتهم تدور على نفس السطر منذ فترة طويلة..
ولكني أستطيع ان أضيف..
ان السياسة ليست خبط عشواء .. وليست استعمالا لصياغات التقليل من شخصية المحاور الآخر .. هذا سيف ذو حدين .. وقد يكون حده الثاني أكثر ايلاما..وأكثر قدرة على القطع .. ولكن الغباء مثل الهاوية ، يقود صاحبة الى الانحدار نحو قعرها بلا توقف ..
ان قيمة الفلسفة للمثقفين ، انها تعطيهم مساحة واسعة من المعرفة ومن فهم المصداقية وشرعية التعددية في الاراء وكيفية تقسيم الأدوار الثقافية ، وعدم فقدان الجوهري في الطرح . وعبث النظرة الدونية للآخرين .
الانسان القديم كان يستعمل حجرا كبيرا يطيح به على رأس الذي يخالفه لينهي الخلاف.. تطور المجتمعات قاد الى استبدال الحجر بالصاروخ .. اي ان الحضارة جلبت وحشية علمية في القضاء على الأخرين بالجملة وليس واحدا واحدا .. وقد حان الوقت لاستبدال الصاروخ أيضا بالعقل والفكر والكلمة.. وما طرح ويطرح من نقاشات حول مواضوعي ، يتميز جزء كبير منه باستعمال الحجر .. ولكنه لم يعد ينفع .. وهذه العقلية هي التي تخدم أعداء شعبنا .. تخدم اعلامهم ، وتخدم ماكنتهم التدميرية ، وتخدم تغطيتهم على جرائمهم بمواقف لا يربطها رابط بالعقل السياسي أو المنطق البسيط . وتخدم تهافتنا الثقافي ... وتفرغ الثقافة من أهم ميزاتها .. ويبدو بعض المثقفين مثل الطاووس الفارد جناحية ، لاشيء عندهم الا الشكل الجميل ، ولكن الصوت مزعج ولا يتلائم مع جمال الشكل.
كان من عادتي ان لا أدخل بالحوار حول ما أكتب.. ولكن متطلبات المنتديات فتحت أمامي أبوابا ، لم أتوقعها .. لا أعني الحوار .. انما كشفت لي هاوية عميقة ، لم أتوقعها بهذا العمق ، بين المثقفين العرب أنفسهم .. بعضهم في قمة الفكر الانساني ، وآخرون في حضيضه.. ويكاد لا يوجد وسط ..
لا أتهم كل من خالفني بالسلبية ، بل اتهم المهرجين ومستعملي عبارات التشهير والكراهية العمياء غير المبررة ، بأنهم لا شيء .. أصفارا عقولهم بعصر الحلول الحجرية .. ويتثاقفون في عصر الكلمة!!
وربما من الأفضل ان أكف عن نقاشهم ... فما فائدة الرد على تافه لا يعبر الا عن عقده الذاتية ؟

اليس كذلك أيتها السيدة نيكول ..؟!

نبيل عودة – كاتب ، ناقد واعلامي – الناصرة
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انه زمن البول فوق المناضد والبرلمانات والوزراء
- حكاية البطة النافقة...
- تهافت الحوار او تهافت المثقفين ؟
- ترانسفيرية جديدة اسمها تسيفي ليفني ؟؟
- كيف صار المستشارون أكثر من حمير مملكة واتا...
- قصة : أفروديت لا تنفع طه ...
- الحوار المتمدن : بارومتر فكري وسياسي للواقع العربي
- يوميات الفلسطيني الذي لم يعد تائها
- -ملتقى ادباء ومشاهير العرب- في حوار مع نبيل عودة
- ايران نووية .. مقبرة للحلم القومي العربي !!
- مهازل فكرية في الصحافة العربية...
- الناصرة حسمت : ضد الطائفية ومن أجل مجتمع مدني حضاري
- يجب اقصاء الطائفية من أجواء الناصرة ..
- انتخابات بلدية الناصرة : المجتمع المدني هو المطروح للتصويت
- الفاشية لن تتوقف في ام الفحم فقط .. !!
- عجائب الانتخابات المحلية للعرب في اسرائيل طائفية وعائلية تحت ...
- عكا : ضوء أحمر آخر للواقع الآيل لإنفجار أشد هولا ...
- بذكرى ثورة اكتوبر ..لا بد من بداية جديدة
- مؤسساتنا غائبة أم عقلنا غائب ؟!
- رد على أطروحات يوسف فخر الدين في - أجراس العودة


المزيد.....




- صور وتفاصيل مقتل حارق نسخة القرآن سلوان موميكا بالرصاص في ال ...
- مجددا.. ترامب يتوعد دول البريكس إذا ابتعدت عن الدولار
- تحقيق CNN.. معلومات صادمة بحادث طائرة الركاب والمروحية العسك ...
- بعد -صدمة- نتنياهو.. إليكم مشاهد من خان يونس لعملية إطلاق سر ...
- نشطاء: بطل نفق الحرية زكريا الزبيدي يعانق الحرية بقرار من كت ...
- وزير خارجية أمريكا يفسر رغبة ترامب في شراء غرينلاند: -ليست م ...
- مصر.. هل ستحل الاكتشافات الجديدة وعودة الحفر بحقل ظهر أزمة ا ...
- استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين، واقتحامات لمدن ...
- تونس: احتجاز 11 روسيا بشبهة -أنشطة إرهابية- بعد العثور بحوزت ...
- سوريا: الشرع يتعهد بإصدار إعلان دستوري للمرحلة الانتقالية وع ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل عودة - حلول حجرية .. في عصر الكلمة !!