أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الزهرة لازم شباري - الشاعرصدام الأسدي في خيمته الغبارية














المزيد.....

الشاعرصدام الأسدي في خيمته الغبارية


عبد الزهرة لازم شباري

الحوار المتمدن-العدد: 2511 - 2008 / 12 / 30 - 07:26
المحور: الادب والفن
    




لمثلك ينفلق البحر درا" 00 ويعطي الجذع اليابس تمرا" جنينا" وتتخضب الرافدان بحناء الفاو ورطب الجنوب ، لمثلك يا من سكبت دموع شموعك الآفلة فوق جراحاتنا لتجعل من بلسمك السرمدي بلسما" لها 00 وأنشودة للنوارس التي تقبل وجه الماء عند كل مساء وتعيد صلاة السفن الصامتة والغافية فوق بساط شط العرب 0 ومن زرود الدروع المرصوفة فيه من رهج النسيم الذى يعطر القلوب لتعيد قول الشاعر العربي في هذا المجال

نسج الريح من الموج زرد00 أي درع لقتال لو جمد

فها هي جروح خيمتك الغبارية ياأخى وهى تتأرجح أمام أنظار قرائك الذين أحبوك وأحبوا فيك الصراحة والجرأة على قول الحق وفضح الباطل الذي غطى بغباريته وضبابيته الكثيفة حتى خيام الصحراء التي من عهدها مقاومة كل حالات الطقس وتقلباته ,وأنا أتصفح تائه الفكر بين وريقات مجموعتك الثانية (خيمة من غبار) )التي أمضيتها صادقا" بإهدائك المعهود فئ كل مجموعة تهدى منك الى من تحب (وماتت الحرية فئ وطني ولم تبق الاخيمة من غبار ) وهكذا تظل تنعى أيامك التي ذهبت سدى وتتفجع على غربة الشعر وضيعة القائمين عليه من الشعراء والأدباء فئ هذا الزمن المغلق بالصمت والضبابية والضياع ثم تنتقل بندائك المملوء بالغصة والألم الى المتوهجين بالأمل المذبوح والمخدوعين ببهارج الزمن المحترق بشظاياالأرهاب والقتلة وأراك تنقل ناضريك المغرورقتين بالدموع على ضياع الوطن الى زهرتيك وفلذة فؤادك الضامى والمحترق عليهما أعيان وعلي اللذان عوضاك حقا" عن غربة نفسك وقتل القصيدة التي تختلج دائما في غصة الوطن المذبوح ببهارج هذا النسيان والشرود القاتل في هذا الزمن !! فأراك تقول (الى ولدى الصغير علي أنى أخاف عليك من زمني )فأنت وهذه الحياة ولدا هذا الزمان البكر اللذان ولدتما من رحم هذه المعاناة وهذا الألم فعبرت وحدك حافيا تتخطى الأشواك والحفر الملغومة متحديا بسلاحك السرمدي الذي هو اقوى من السلاح التقليدي بهذه القصائد المبدعة والصور البلاغية معالجا" محنة الضياع والإمراض البشرية التي تنهك بجسم الأمة وتؤدى الى تفرقتها فأنت المدافع عن واقع الأمة والمقوم لهذا الانحراف السائد فيها فتارة تقوم مقام الواعظ فيها وتارة اخرى تستخدم ألفاظك البلاغية متحديا" ومعالجا" هذا المرض الساري الذي ينهك بجسم الوطن المذبوح :

فأنت وحدك جندي تشاطرهم

كيف القتال وكيف انقادت الأمم

وانت وحدك مطلوب وما جهلوا

نجومك الزهر عمدا" بعدما أثموا

ففي قصيدتك (وشاح الثلج على كتف الوطن)الذي تسأل فيها عما يغسل هذه الإمراض والأدران التي تنوء بها هذه البشرية وعقدتك التي لازمتك وأصبحت مثل كابوس مزعج ينتابك في حلك وترحلك وتقف أمامك كشبح مخيف يقلق نومك فتقول :


(لو يسقط المطر

فيغسل البيوت والشجر

لكنه مهما يظل ساقطا" لا يغسل البشر)

عجيب أمرك أيها المبدع فكم هي درجة الشكوى والألم الذي يئن بين ضلوعك !! ويبقى الشاعر المبدع الأسدى يسأل ويجيب وبلوعة ومرارة ينتابه شيء من القلق وعدم الثقة من هذا الواقع الذي يعيشه مع هذه الشلة من الذئاب التي لأترحم

(يالحظة الجمار ياليل تدلى في رصيف

لم يرلغة الغياب

أنثر على صفحات قلبي من طرائق مقلتيك

دعني أمد تراب روحي في ربيع من يديك )

ساعدك الله أيها الشاعر وأنت تجارى حبك وعذابات روحك وهى تحمل هم هذه الدينا الصدئة ‘وتستجدى الربيع من يدي هذا الوطن الذي هو كالجمار في صفاء قلبه ‘وكا لندى في ليل لم ير الغياب ‘وتريد أن ينثر عليك وعلى صفحات قلبك الباكي عليه من طرائق هاتين المقلتين التي طالما سكبت عليها دموع المرارة واللوعة ‘ فها أنت تطلب من الجفاف مطرا" ومن الصخر أن ينبت وردا" !! وهكذا ينتقل الشاعر المبدع في حديقته الغناء مثل طائر من فنن الى فنن ومن أريكة "ا الي أخرى يتغنى بصوته العذب ،ويذ يب من تلك الجراحات الدامية التي تؤلمه وتقلق رؤاه , فيصدح باكيا"على أطلال قصيدته العصماء (احتراق السنبلة )التي يقول فيها !!

(ولثمت أثواب الردى لأخيطها

ثوبا" جديدا" ساترا"لعراقي

قلبي إليه يشد أوراق الآسي

حتى يعطر في دم" مهراق )

وينوء هنا مدمدما"يريد ان يخيط من أثواب الموت المتهرئة البالية ثوبا"جديدا"لستر العراقي . وهو في أساه هذا "يرى في دمه المهراق عطرا"يعطر فيه سماء هذا الوطن الحبيب00 ويستمر في رصف هذه الصور البلاغية والحكم التي فيها ليضعها في طبق من ذهب ويقدمها الى قارئه العزيز متحديا"كل المناورات الخبيثة التي تحاك ضد شعبه الآبي الذي يقول لا بد له أن ينتصر وتلوح الابتسامة في العيون لتمسح الدموع التي طالما"تخثرت في أحداقه !!

(وغدا"ستبتسم العيون بنظرة

ستطوق الأحداق بالأحداق)

لا أريد أن أسلب من القاريء فرصة التمتع بهذه المجموعة الجميلة وأظل مستمرا"في فحص وتحليل أبيات قصائدها البديعة ، ولكنى أنصح قرائنا الأفاضل أن يضطلعوا عليها بدراية وتمعن!

وأخيرا" لايسعني ألا أن أقدم شكري وأمنياتي القلبية في أن يوفق الشاعر لقول المزيد من هذه الصور البلاغية ومن اللة التوفيق



#عبد_الزهرة_لازم_شباري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهاب يشق تجاعيد الظلام -دراسة في شعر صدام فهد الاسدي


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الزهرة لازم شباري - الشاعرصدام الأسدي في خيمته الغبارية