حسين علي الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 2512 - 2008 / 12 / 31 - 02:58
المحور:
الادب والفن
تشطب آخر رقم في التقويم وتدرك لحظتها فقط أن عاماً كاملاً شطبته من حياتك و تمر أمام مخيلتك أحداث (366) يوماً بتفاصيلها المملة والمتشابهة لحظات فرح قليلة و مشاهد مؤلمة سعة مخيلتك وأخرى سقطت فيها دموعك كمطر كانون !
تتساءل هل كان العام جديراً أن تخزنه في ذاكرتك ؟!
تعيد من جديد قراءة تفاصيل عام تستذكر عدد مرات الفرح ومعها تحصي على أصابع يديك كل الذين سقطت دموعك لأجلهم فتجد إن أصابع يديك لا تكفي وحتى دموعك لا تكفي فتخصم أيام الفرح من أيام الحزن و تكتشف عجز ميزان العام الماضي !
آه تمنيت أن لا أرتكب مثل هذه الحماقة في مراجعة (حسابات) عام مضى لأنني في هذه اللحظة فقط أدركت إن في جعبتي أحلام مؤجلة للعام القادم وأدركت نهاية العام وأنا أشطب آخر أيامه وأنظر بحسرة لتلك الأحلام التي رُحلت لعامٍ قادم0
أنظر إلى ورقة التقويم للعام الجديد لقد اكتشفت إنه ليس مهماً ما حدث العام الماضي وليس مهماً ما لم تعمل على تحقيقه في الماضي المهم إنك لازلت قادرا على إن تحلم بوطن مشبع بالشمس ورائحة الأطفال وطن يحلم بغدٍ خالٍ من التفخيخ والأحزمة الناسفة ورائحة البارود الممزوج بالدم0
عام جديد لن نركن فيه أحلامنا لأعوامٍ أُخر وسننفض الغبار عن أحلام الأعوام السابقة ونسبق الزمان والمكان ومع كل الذين غادرونا مجبرين, سنوقد شمعة العام الجديد وإياهم ننشد لهذا الوطن الذي هو سيد كل التقاويم 0
التفاؤل يرتسم أمامي وأنا أعلق تقويم عام جديد سيحمل إلينا نحن أحفاد دجلة وأبناء النخيل الفرح والزهو وعبق الحياة وعلينا جميعاً أن نهيأ ذاكرتنا لخزن أفراح العام الجديد0
#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟