أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مثنى حميد مجيد - حسن العلوي وصدام ، علاقة المفكر الشقي بالرئيس البلطجي














المزيد.....


حسن العلوي وصدام ، علاقة المفكر الشقي بالرئيس البلطجي


مثنى حميد مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 2508 - 2008 / 12 / 27 - 09:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ظهر ـ المفكر ـ حسن العلوي في قناة البغدادية كمؤيد متحمس لحذاء منتظر الزيدي. وليس هذا بأمر مثير للعجب في أرض تحفل بالمواقف والمشاهد السوريالية والغرائبية ،أرض ظهر فيها دكاترة ورؤساء جامعات كانوا أشقياء لم يجتازوا الثالث المتوسط ،إذ يمكن إعتبار حسن العلوي أحد أكثر ممثلي ثقافة الحضيض في المرحلة البعثية الفاشية شعبية وقبولآ في الدوائر الثقافية العراقية الأقل تأثرآ بأدران وأمراض وجراثيم تلك الثقافة التي رسخت أركانها ونمت بأحراشها وطفيلياتها وعفنها خلال الحقبة الصدامية.السبب في ذلك هو الطفرة الكبيرة التي أحدثها حسن العلوي في حياته الخاصة والعامة بـ ـ إعترافاته ـ بجرائم البعث التي عاشها وشاهدها ، تلك الإعترافات التي كما تدل مواقفه التالية وأفكاره وتصريحاته الحالية لم تكن متكاملة أو قلبية إلى درجة نيل شهادة براءة الذمة التي تؤهل صاحبها الأهلية الحقة للحديث بإسم الإنسانية وليس بإسم معذبيها وحفاري قبورها الجماعية.

في أحاديثه التي تبثها قناة البغدادية وقنوات فضائية أخرى يطرح حسن العلوي نفسه كمفكر نموذجي نشأ وترعرع كشقي ألمعي خصب وواسع الخيال في عصابة يقودها بلطجي إسمه صدام كان هو يؤدي فيها دورالذراع الأيمن الثقافي له أو ، الشقاوة المستشار، الذي لا يمتلك غير نبله وزهده في السلطة والمباديء الأصيلة ـ الوطنية والإنسانية ـ للعصابة.لكن المفكر المتقاعد من العصابة والشقاوة ورغم كل طفحاته العاطفية التي تصل أحيانآ درجة سفح دموع الألم والتي يريد بها ترسيخ براءته ونظافة أردانه وعفته في نفس المتلقي من الأحداث الدموية وجرائم رئيس عصابته الأرعن يفشل في مرات عديدة في إخفاء العلاقة القلبية الوطيدة والهجينة التي كانت تربطهما معآ ، وهو أمر مفهوم من وجهة نظر تحليلية بحتة ، فعناصر شخصية المفكر الشقي أو الشقي المفكر متداخلة ونموذجية في تركيبتها العضوية عند حسن العلوي.إن عفوية وسرعة خاطر وإنسيابية المفكر هي ذاتها صفات يتميز بها الشقي النموذجي إضافة إلى الذكاء الشديد.ويلعب الشقي دور الوسيط النزيه واللبق بين البلطجي الملوثة يديه بدم ضحاياه والمكروه وشبه المعزول من الوسط الإجتماعي وبين هذا الوسط نفسه.يحاول دائمآ إضفاء تغطية فهلوية ما أمكنه على بعض جرائمة إلى درجة التبرير أو إزاحة بعض الصفات عنه ، في حالة صدام نفي صفة الطائفية مثلآ عنه إزاء مقابره الجماعية لأهالي الجنوب.هناك دائمآ في حوزة الشقي فهلوة لبقة ذكية مقابل أي جريمة أو خطيئة للبلطجي تساعده في هذه الإستراتيجية التركيبة النوعية المشتركة لهما في العديد من عناصرها الشكلانية والبنيوية.

ويصل الأمر درجة السخرية المطلقة حين يسقط المفكر الشقي منهجه الفهلوي على التاريخ، فالإمام علي هو ذاته حسن العلوي وصدام هو ذاته عمر ومكة هي ذاتها الحارة الشعبية.إذن فهي إشكالية تاريخية لا مناص من تكررها.وتبدو مقولة ـ لولا علي لهلك عمر ـ لازمة أساسية ومنطلقآ منهجيآ للمفكر الشقي فجرائم الفاشية الصدامية لها مدلولاتها ومبرراتها الضاربة في أعماق التاريخ وأخلاق الحارة هي ذاتها سمات تتحكم بالتاريخ في أزمنة الوثوب والنهوض أو الإنحطاط والتردي على السواء.

على مستوى الحارة ، الشقي شخص يميل إلى المسالمة في الغالب وإستخدامه للعنف مشروط مقارنة بدموية البلطجي. وهو إن أجرم كان ذكيآ في تمويه جريمته أو تلبيسها شرعية العرف الإجتماعي، هو ذكي وصاحب معشر ومجامل يحاول دائمآ إبراز أفضل ما يمتلك من قيم خلقية كتعويض لمعاشرته البلطجي المشبوهة والمشكك بها من قبل الوسط الإجتماعي. ينتقد بشكل صريح البلطجي ورعونته وتهتكه لتمييز نفسه عنه لكنه لا يتورع عند الضرورة عن الإشادة بمواقف شهمة له تتسم بالكرم والرجولة لتبرير تلك المعاشرة.لكن الشقي المختلف فعلآ عن البلطجي في أمور هامة في مقدمتها تجنبه إستخدام العنف يفشل دائمآ طوال حياته وحتى شيخوخته في الخروج من شرنقة التصنيف السوسيولوجي كرديف أكثر إيجابية وأقل شرانية للبلطجي.

إن التهور والركوب على موجة الضجيج الغوغائي هي الشبكة المثلى التي تصطاد الشقي فيقع في إغرائها حتى لو أعلن توبته أمام الهيئة الإجتماعية .ومن هنا نتفهم إنتزاع المفكر حسن العلوي لحية الفيلسوف الغارق في صوفية التاريخ وإعلان حماسته في إنحيازه لحذاء منتظر الزيدي.منتظر الزيدي هذا يمتلك مؤهل لافت للإنتباه من وجهة نظر قيادية مثلى لعصابة الحارة.لقد ظهر في قناة البغدادية قبل أيام في فيلم عاجل تم تصويره سابقآ ليروي ولمدة نصف ساعة قصة إختلقها لإختطاف مزعوم له لم يحدث مطلقآ.إن شخصآ يمتلك مثل هذه القابلية المبتذلة على الكذب المتواصل وبلا إنقطاع لمدة نصف ساعة لا بد أن ينال التزكية والإعجاب من شقي متقاعد ومفكر متفرغ حالي يكرس شيخوخته للبحث والدراسة.إن موهبة الكذب المتواصل والمكشوف لنصف ساعة أمام الكامرة هي البطاقة ، الخطوة التأهيلية الأولى للسرسرة ، التي تمكن صاحبها أن يتقدم لنيل مرتبة الشقي في السلم التراتبي لعصابة الحارة وهي ، السرسرة ، صفة أولية لا غنى عنها وسمة عامة مشتركة للعصابة والأصل التصنيفي النوعي السوسيولوجي لتركيبة الشقي ـ البلطجي.






#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا وقفت ضد حذاء منتظر ، رسالة إلى صديق يعاتبني-
- إلغاء قانون رقم 50 وسيناريو الحرب على إيران
- نداء إنساني إلى إتحاد الكتاب العراقيين وإتحاد الفنانين التشك ...
- الأولى بك أن تهجو نفسك ياعبد الرزاق عبد الواحد
- اكسير الوعي الماركسي في فانتازيا فؤاد النمري
- رفقآ بطاووس ملك ومندادهيي ياعزيزي خدر خلات بحزاني
- أفكار من على رصيف الباب الشرقي
- المالكي ومكب نفايات التاريخ
- تعلولة مفيد الجزائري وماركسية حسين الشهرستاني
- ابن تيمية ، الحراني الأخير
- فينومينولوجيا خالتي صبريه
- التخاطر مع الموتى خير من متابعة أخبار حرامية العراق
- عن ترجمتي التخاطرية لأشعار كارين بويه
- إبادة الصابئة وإبادة أقليات دارفور- ياأسود ياأبيض!
- كارين بويه ، قصائد مترجمة
- ثلاث قصائد للشاعرة السويدية كارين بويه
- تأملات في الحياة السويدية ، مايا نيبلوم تعمل وترقص وهي في ال ...
- ترنيمة لمهد البعث
- بعث جثث جثث بعث
- نصائح مفيدة للذهاب إلى الجنة


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مثنى حميد مجيد - حسن العلوي وصدام ، علاقة المفكر الشقي بالرئيس البلطجي