أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بشارة - العراق ومعضلة الشقيقة اللدودة إيران















المزيد.....

العراق ومعضلة الشقيقة اللدودة إيران


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 2508 - 2008 / 12 / 27 - 09:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من سينتصر في العراق إيران أم الولايات المتحدة الأمريكية؟ الآن، وبعد أن تم التوقيع على الاتفاقية الأمنية بين العراق وأمريكا، رغم المعارضة الشديدة ( على الأقل ظاهرياً وعلى المستوى العلني) من جانب إيران، وكذلك بعد انتخاب باراك أوباما رئيساً جديداً للولايات المتحدة الأمريكية، والذي أعلن إبان حملته الانتخابية استعداده لفتح حوار جدي ومباشر وصريح مع الجمهورية الإسلامية لحل مشكلة الملف النووي الشائكة، وتقديم الضمانات الضرورية لأمن إيران إلى جانب حزمة الحوافز والمغريات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية التي تعهد الاتحاد الأوروبي ودول غربية أخرى كاليابان بتقديمها إلى إيران نظير وقفها لأنشطتها النووية والتخلي عن تخصيب اليورانيوم فوق أراضيها بطريقة صناعية، يمكننا القول بفتح صفحة جديدة في التعامل الدبلوماسي مع إيران، التي تقف اليوم على أعتاب مرحلة انتخابية شديدة الأهمية لاختيار رئيس جديد للجمهورية خلفاً للمتشدد محمود أحمدي نجاد، الذي يخشى جدياً من ترشيح منافسه المعتدل زعيم التيار الإصلاحي محمد خاتمي، فهل ستتلقف إيران وتستثمر هذه الفرصة الجديدة التي توفرت لها لتعيد حساباتها واستراتيجياتها وسياساتها الخارجية؟ فالعراق يستعد هو الآخر لانتخابات مجالس المحافظات التي ستكون مؤشراً لمدى شعبية وشرعية القوى السياسية المتنافسة والمتصارعة على السلطة ولا يخفى على أحد ما لإيران من تأثير على مجريات الأمور داخل المشهد العراقي. لذا يتعين على الغرب عموماً وعلى الولايات المتحدة الأمريكية على نحو خاص أخذ هذا العامل بعين الاعتبار إلى جانب محاولاتهم وسعيهم لفهم واستيعاب وإدراك ما يحدث من تغيرات في الداخل الإيراني وتحليلها على كافة الصعد السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والأيديولوجية كي يتسنى للمجتمع الدولي، وفي طليعته الدول الغربية، إعادة ترتيب الأوراق ورسم سياسات وتوجهات دبلوماسية تتلاءم مع المتغيرات و المستجدات المشار إليها أعلاه، علماً بأن الورقة الوحيدة القوية الباقية بيد إيران هي العراق. فعلى الساحة العراقية وحدها يمكن لإيران ضرب الغرب ومصالحه والتسبب في إيذائه بما لديها من تغلغل قوي وحقيقي داخل النسيج السياسي والاجتماعية العراقي ولما تمتلكه من نفوذ على بعض القوى السياسية العراقية الفاعلة على الساحة السياسية اليوم ومن بينها التيار الصدري والمجلس الأعلى الإسلامي ومنظمة بدر، وإلى حد ما حزب الدعوة، وبعض القوى المسلحة الخارجة عن إطار اللعبة السياسية وغير الخاضعة لسلطان الدولة وتتلقى أوامرها من فيلق القدس الممول والمسلح والمدرب لها.


الدول العربية برمتها، لاسيما المجاورة لإيران أي دول الخليج والعراق، وإسرائيل بالطبع، ومعها دول الغرب، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، ترتاب من نوايا إيران وبرامجها النووية التي تدعي أنها سلمية لكنها لاتقدم أية ضمانات عن عدم تحويلها وبالسر إلى برامج نووية عسكرية. الحجة التي تتذرع بها طهران هي أن إيران باتت مطوقة عسكرياً بقوات أمريكية وقوات تابعة لحلف الناتو من كل حدب وصوب. من جهة الجنوب في الخليج وقطر والبحرين والكويت والعربية السعودية من خلال القواعد العسكرية المنتشرة في هذه الدول، ومن الغرب في أفغانستان والباكستان وتركيا، ومن الشمال في آذربيجان، مما يثير لديها قلقاً مشروعاً من النوايا العدوانية الأمريكية والإسرائيلية لأن استراتيجية هاتين الدولتين المتحالفتين هي منع أية دولة أخرى في الشرق الأوسط من امتلاك السلاح النووي عدا إسرائيل، وبالتالي فهما تسعيان لمنع إيران من تخصيب اليورانيوم وامتلاك تكنولوجيا الدورة النووية الكاملة بأي ثمن وبكل الوسائل الممكنة ومنها القوة العسكرية ولا يمكنهما تصديق تصريحات طهران حول سلمية مشروعها النووي.
يتساءل الغرب كيف أمكن للنظام الإسلامي في إيران البقاء في السلطة رغم الأزمات والحروب التي توالت على إيران طيلة ثلاث عقود سيما وأنه يفتقد لدعم القواعد الشعبية التي تعاني من البطالة وانعدام الخدمات والقيود الأخلاقية الصارمة والقاسية المفروضة على المجتمع وبشكل خاص على النساء والشباب وفرض نمط مجتمعي لا يتواءم مع أذواق ومتطلبات المجتمع العصري المطبق في دول الغرب والذي يرغب به ويتمنى العيش فيه قطاع واسع من مكونات المجتمع الإيراني اليوم للهروب من العقلية الظلامية التي يفرضها الملالي على المجتمع الإيراني.


الحقيقة هي أن العقوبات والمقاطعة والحصار الاقتصادي والتطويق العسكري لإيران بعد حربي أفغانستان والعراق والتهديد بالضربة العسكرية ووضعها على قائمة دول محور الشر الداعمة للإرهاب العالمي قد ساهم في تدعيم مواقع سلطة الملالي وإضعاف خصومهم الديموقراطيين والعلمانيين وتقوية صفوف المحافظين المتشددين، أي حدث تأثير معاكس لما كان يأمل به المحافظون الجدد في الإدارة الأمريكية، إلى جانب نجاح الإسلاميين الشيعة في إيران في ابتكار نظام مؤسسي قادر على تفريخ الكوادر اللازمة لإدامته حتى بعد وفاة أو اختفاء الرواد الأوائل المؤسسين له. وبالرغم من ذلك نشأت في إيران في السنوات الأخيرة نواة لمجتمع مدني متطور وواعي ينشد التغيير السلمي رغم وحشية آلة القمع الإسلاموية التي تستخدمها سلطة الحكومة الإسلامية.


بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية القادمة سيحدد الغرب الاستراتيجية الأنجع الواجب إتباعها حبال لإيران. فإذا فاز التيار المتشدد وأعاد اختيار محمود أحمدي نجاد أو أي وجه آخر من معسكره وله نفس المنهج والتوجه، حينها ستكون المواجهة حتمية بين المعسكر الغربي الذي يتوجس ويخشى من إيران نووية وبين الجمهورية الإسلامية التي تحلم بالتزود بالسلاح النووي وفرضه كأمر واقع. أما إذا فاز مرشح التيار الإصلاحي المعتدل فربما ستنجح الضغوط العالمية في إنصياع إيران وإذعانها للمناشدات الدولية وتقبلها لفكرة تعليق تخصيب اليورانيوم والموافقة على مبدأ الرقابة التفتيش الدولي من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية على منشآتها النووية مما سيفتح الطريق أمام مفاوضات وحوارات ودية قد تقود نحو عودة إيران لأحضان المجتمع الدولي وتطبيع العلاقات التجارية والاقتصادية معها والتعاون في كافة المجالات وعلى جميع المستويات ماعدا النووية العسكرية بالطبع وعند ذلك فقط سيفلت العراق من دائرة الخطر الإيراني المباشر وإلا فالكارثة تلوح في الأفق لاسمح الله.



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق وجذور المعضلة السياسية بين السنة والشيعة
- متى يستيقظ الإنسان من خرافة الكون الواحد المحدود؟
- هل نحن وحيدون في هذا الكون؟
- من الذي يقول الحقيقة، ومن الذي سيفرض الأمر الواقع في العراق؟
- الملف النووي الإيراني في الأفق
- هل سينهض العراق من كبوته مرة أخرى يوماً ما؟
- هل سيكتشف العلم الحديث سر الكون؟
- العلماء يجربون عملية تشبه الانفجار الكبير الذي أدى إلى نشأة ...
- عندما خلق الإنسان الآلهة
- العراق بلد يمشي وهو نائم
- عندما تكون الأيديولوجية الدينية مطية السياسة
- جدلية العقاب والثواب بين العلمانيين والإسلامويين
- ذكراك تبقى أبداً طيبة
- تحت أنظار لله : الدين والحريات الفردية ونظام الدولة في الإسل ...
- هل سيقبل العراقيون حقائق الأمر الواقع يوماً ما ؟
- الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي وتحدياتها
- العراق : ماذا لو انفجرت كركوك؟
- العراق يقضمه الفساد اختفاء 23 مليار دولار
- توجهات الدبلوماسية الفرنسية الجديدة
- العراق والولايات المتحدة الأمريكية بانتظار مرحلة مابعد بوش


المزيد.....




- -لماذا لا تقوم بعملك يا سيناتور؟-.. حشد أمريكي غاضب بعد ترحي ...
- مسؤولون لـCNN: خفض عدد القوات الأمريكية في سوريا إلى النصف خ ...
- موسكو: كييف تستخدم التعبئة لصالحها
- الذكرى الـ 80 لبدء معركة برلين
- الإمارات: القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تمث ...
- وزير الداخلية التركي يكشف عدد السوريين الذي عادوا إلى بلادهم ...
- -بوليتيكو-: تسريح موظفين في وزارة الدفاع الأمريكية بسبب إدار ...
- وزير خارجية مصر: جهودنا لم تتوقف لإنهاء الحرب -الظالمة- على ...
- قازان.. طائرة Tu-144 السوفيتية الشهيرة تتحول إلى متحف
- نجيب بوكيلة لن يستطيع -تهريب- من تم ترحيله خطاً للولايات الم ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بشارة - العراق ومعضلة الشقيقة اللدودة إيران