أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم عبد مهلهل - طالما .. العراق حيٌ ..فأنت الحي وليس فلوريدا...














المزيد.....

طالما .. العراق حيٌ ..فأنت الحي وليس فلوريدا...


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2508 - 2008 / 12 / 27 - 09:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقع قضاء الحي في الجنوب العراقي ، حفظتهُ من الأذى ظلال النخيل وبنادق المياح وعكيل وغيرهم من قبائل العرب الذين جعلوا من ضفاف نهر الغراف موطناً لأحلام بقاءهم منذ أن بنى الحجاج واسط لتتوسط ارض العراق ، وبعد ذلك لتصد هوسات الزنج والقرامطة الذين جاءوا بأناشيد الجوع ليأكلوا ثراء بغداد التي صار فيها الخليفة هاوياً للثريد اكثر من هوايته لجمع الطوابع ولوحات رسامي عصر النهضة والجواري الشركسيات والروميات وما صنع الله من إناث القوميات كلها ، فقد كان الرشيد يغضب عندما لا يرى في حاملات القوارير واحدة لا تنتمي إلى أمة على الارض ، فينادي اجلبوا لي واحدة واذهبوا مع الغمام أليها فهو ملكي كما الارض والجواري.
بنيت مدينة الحي عندما شعر سكان البطاح المتناثرة حول واسط بضرورة أن يكون لها حياً ليجمع شتات التبضع والمشورة ، وساعد في ذلك وجود مرقد الثائر الشيعي الشهيد سعيد بن جبير الذي قتل من اجل قضية الولاء لآل البيت ، وكان تفكيره يميل إلى وعي الثائر اليساري بقضيته ، ومثل موته الدراماتيكي جزءاً من تنامي المظلومية عند الشيعة ليكتموا روح الثورة في أعماقهم ولا يظهروها إلا في عشرة استعادة مصيبة عاشوراء . ويوم جاء بول بريمر ورفع بمجلسه الحاكم من خليط اختير بسرعة البرق جزءاً من ذلك الدثار الثقيل على المذهب ، قال الكثير : الآن زاحت مظلومية الحزن المتوارث من دم الحسين والعباس ع وسعيد بن جبير، ولنبدأ مشوار الحلم العلوي الذي عليه في هذه المرة أن يغادر المنبر و( جادر ) العزاء ، ويبدأ مسيرة نهوض لمدن المذهب التي عانت ما عانت منذ أن ودعت الكوفة علي ( ع ) آخر راشد لولاية النبي الكريم وحتى سقوط تمثال ساحة الفردوس.
وكغيرها من مدن المظلومية الأبدية سُعدت الحي وتنفست الصعداء وذهب بعض مثقفيها إلى مرقد سعيد بن جبير ليستعيد معه حلم النص الممنوع والقناع الذي ارتدوه طوال أزمنة الرقابة وليقلوا له : أنت الآن طليق الثورة والحلم ولك أن تكون عوناً للمجلس البلدي والحكومة لتبني ما خربه الإقصاء ، ولتزفت الطرق وتنزل القطعة الصدئة التي تقول ( إعدادية الحي للبنين ) وهي موضوعة على واجهة المدرسة منذ اكثر من عشرين عام ، وصرفت مليارات المليارات ولم يفكر واحد من أولئك الذين قالوا : جئنا لنعيد الفورة والحمية لدم سعيد ، أن يبدل هذه القطعة الصدئة التالفة ، ومثل المدرسة هذه هناك مدارس الجنوب كله لازال بعضها ينتظر المطر ليوسع ثقوب الصفوف الطينية والطابوق التالف الذي تحس معه أن المدرسة بنيت من طابوق مدن السلالات التي صمدت منذ آلاف السنين.
وبالرغم من كل هذا ترى باسقات النخيل في الحي تنشد مع مطربها الشعبي المرحوم ( حسن حياوي ) عندما كان يصدح في أبوذيته الشهيرة التي تقول : ( أكل يا عنز والدباغ يولاك )..
سيأتي يوم ليأتي دباغ الجلود ليحاسب كل عنز أكل من مال شعب الحي ، شعب سعيد بن جبير والشيخ وبلاسم ، بل شعب العراق كله من الجسر العباسي في زاخو وحتى معبر الشلامجة في البصرة.
وعليه فأن الدباغ يقول لكم أصبروا لنرى إن كان الحلم الشيعي لا يتمذهب في الرجوع التاريخي وقراءته من خلال ( نعاوي ) السبي ودموع السيدة زينب (ع ) ، فكفى متاجرة بالقيم العظيمة لزمن كان درسه كبيراً ،لكننا لم نحسن قراءته ، بل قرانا جيدا الراتب والمخصصات والسيارات المصفحة ، وتلك المصاريف العجيبة التي نطقها رئيس المجلس النيابي المستقيل محمود الهاشمي عندما قال : بأن نوم أعضاء البرلمان في فندق الرشيد يكلف الدولة سنويا 6 مليارات دينار ، بربكم ( دوشك ومخدة ) في فندق يكلف الدولة 6 مليارات ، أي خراب هذا وأي ملحمة أسطورية لجلجامشي العصر ، فالمليارات هذه التي صرفت على ( شخير ) النواب أما كان لها أن تبدل آلاف القطع التالفة في واجهات المدارس وتبني فيها مئات المراكز الصحية في مدن مازالت اهوارها تأن من وجع البعوض وماء ( السلابيح )..
وبالرغم هذا نقول ثمة حلم عندما يكون العراق حيا لا يموت ، وإذا كنا صناع أمل منذ خليقة آدم ، فنحن أيضا صناع غيظ ، وهذا الغيظ قد يكلف الكثير ، ولأننا تعبنا من تجربة الكثير لأنه في كل مرة يحرق متاحفنا وأرشيفنا الوطني نظل نكتم ..ولكن إلى متى يبقى البعير على التل ...
ربما عندما تصير الكوت دبي .. والمشخاب فلوريدا ..........!@.

زولنكن 26 /12/ 2008






#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيصر والعراق وحبة التين
- الحسين ( عليه السلام ) ، وغاندي ( رحمهُ الله ) ، وكارل ماركس ...
- أشراقات مندائية
- شيء عن السريالية ، والغرام بالطريقة التقليدية...
- الفصيحُ لايشبه الصفيح .. وحنيفة لايشبه الصحيفة ....
- من أمنيات الترميذا يوشع بن سهيل
- الصابئة المندائيون وسوق الشيوخ وتشريفات القصور الرئاسية...
- ميثلوجيا العدس
- التاريخ الوطني لشركة أحذية باتا...!
- الانتحاريُ الجَميلْ ..وجَنتهُ التي عَرضُها السَمواتُ والأرضْ ...
- طلبان كابول ، وشرطي من أهل السويج ...
- فلفل أحمر .. وكحل تحت عيون نادية لطفي ...
- خذ من عينيَّ قصيدتكَ .. وأشعلْ قمراً في البابِ الشرقي...
- كم كانت أحلامنا جميلة ..!
- أعلان ضد الأفلام الأباحية ( وهَتك الجسد )..!
- سعر برميل النفط في 1 شباط 2009
- البصرة .. الأقليم والبهارات وحسين عبد اللطيف..
- طارق بن زياد ، وصديقة الملاية...
- القاصة السورية ماجدولين الرفاعي ...نصوص لها طعم الورد
- مكائد النساء تبعثر خيالات الأمكنة ..(( قرية شوبنكن الألمانية ...


المزيد.....




- مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج رجل حر في أستراليا.. بماذا أقر في ...
- الشرطة الكينية تطلق الرصاص على محتجين ضد قانون جديد للضرائب ...
- اكتشاف جديد يفسر سبب ارتفاع معدل الوفيات بين مرضى الكبد الده ...
- ما الأسلحة التي يمكن أن تزود بها كوريا الجنوبية الجيش الأوكر ...
- الإسرائيليون محبطون للغاية وغير مستعدين لحرب حقيقية
- حرب إسرائيل ولبنان يمكن أن تخرج عن السيطرة
- ?? مباشر: الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتفادي حرب مع حز ...
- مصر.. كنائس ومساجد تفتح أبوابها لطلاب الثانوية للمذاكرة بسبب ...
- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم عبد مهلهل - طالما .. العراق حيٌ ..فأنت الحي وليس فلوريدا...