عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 2508 - 2008 / 12 / 27 - 06:17
المحور:
الادب والفن
كل عام ، ونحن نحتفل بذكرى اليوم الذى ولدنا فيه ،
نهتم : بأن تقف أمامنا صف من الشموع الصغيرة ، الموقدة 0
شموع ذهبية حارة ، ومفعمة بالحياة 0
وبعد لحظات عابرة ، نطفئها ؛ فيتبدد مجدها ! ،
وتتبدد الإجابة عن تساؤل :
لماذا نطفئ هذه المعالم المضيئة ،
التى كانت منذ لحظات تعبّر عن سنوات مضت من عمرنا ؟! 000
00 هل لكونها :
ترمز لسنوات عمرنا ؛
فيشفق الإنسان على نفسه ،
وهو يرسل من أعماقه موجات من الهواء الدافق ،
تأخذ بناصية الشموع ،
فتتوقف عن الاحتراق ؛
فلا يرى رمز نهايته ؟!
00 أم لأننا :
لا نريد أن نرى الأيام الماضيات :
خطاً حزيناً من شموع باردة ، وذائبة ، ومحنية ؛
فمرآها يبعث الشجن فى نفوسنا ،
ويشقينا أن نذكر نورها الأول ،
وبكل الأمل ننظر قدماً ،
وننتظر للعيد التالى ،
وشموع أخرى نوقدها ؟!00
لقد أعطينا للشموع حق التعبير عن أفراحنا ،
وحق التعبير عن سنوات عشناها ،
فلماذا لا نعطيها حق الحياة ،
حتى ولو كانت حياتها : موتها ؟!00
فموتها ، مسيرة عطاء 0
وعطاؤها ، مسيرة بذل 0
ولنعلم :
أنه كما لا يمكننا أن نطفئ ماضينا ،
الذى يمنح ذاكرتنا الحياة ،
والنور للمستقبل 0
فلن نتمكن يوماً من كبت نور شمعة اطفأناها ؛
إذ يرتحل شعاعها ملايين السنين فى الفضاء ،
حيث يمكن أن يلتقط ، ويشاهد 0
وهذا ما أثبته العلم الحديث 0
وأثبته قبل ذلك ، سفر الخلود 00
القائل :
بأن الإنسان لا يملك القدرة على أن يفنى شيئا ً !
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟