سنان أحمد حقّي
الحوار المتمدن-العدد: 2507 - 2008 / 12 / 26 - 09:35
المحور:
الادب والفن
بلادٌ بظفائر سوداء ..وشرائط حمراء ..وياقات بيضاء منشاة!
حنينٌ..
طريقٌ طويلْ!
وعُشبٌ وطيرٌ وماءْ..
وصوتُ نحيبٍ بعيدْ،
يقينْ..
يلوحُ على صفحةِ الماءِ مرتجفاً في أنينْ
فأُبصرُ شيئاً يُضيءُ أمامي
ويومِيءُ أن حانَ وقتُ اللقاءْ
هلُمَّ ننادي على ربواتِ الخلودْ
لتُزهرَ أو تُعشِبَ من أجلِ تلكَ القلوبِ التي راقصتها نسائمُ جذلى
هلُمَّ نلوَّحُ للطلِّ أن يستفيق
فيغدو وئيداً يُحلِّقُ فوقَ جناحِ الفراشِ الملوّن ِ أو من خلال الزجاج الملوَّنْ
هلُمَّ نُغنّي ونملأ ُ زُرقةَ ماء البحارِ ورونقَ فجرٍ بدا يستفيقْ
بلادي..
رأيتُكِ بين الغمامِ مُحلّقةً تبسمين
فأصرُخُ فيكِ وأصرُخُ في القمرِ المتلأليءِ أينَ أنا؟
ولكنَّ كلَّ الصراخِ بدا صامتاً
وكلُّ الأنينِ الذي يملأُ الفجرَ لم تسمعِ البيدُ منه نواحاً
وأصرُخُ فيكِ
بلادي..بلادي..
أفيقي فهذا الصباحُ يُلقـِّحُ أزهارَ هذا السّحرْ
وبينَ أقاحِ السّماءِ يُنيرُ القمرْ
فهل عُشبُكِ الأروعُ ما برحت تغمرُهُ قطراتُ الندى؟
وهل أنتِ مُعشبةٌ مثلما كنتُ أحلُمُ يوماً؟
أتغدو نوارسُكِ البيضُ تملأُ أفقَ السماء؟
وترجعُ عند المساء؟
بلادي
متى تسمعين ندائي؟
متى تسمعين النداء؟
متى تُبصرين؟
وفي كلَّ ليلٍ أرى لكِ صورةَ زنجيّةٍ..
توقضيني!
وأنتِ على عرشكِ الأبنوسيِّ ساهمةً تومئين!
فأسري وراءَكِ في ظلمةٍ فاحمه
وأسري
بعيداً..
ولا تسمعين ندائي
ولا أفهمُ ما تومئين إليه!
وأصحو..
كما كنتُ أصحو بمقربةٍ من نخيلٍ نديٍّ وعُشبٍ وبعضِ رحيق يضوعْ
بلادي..
أجيبي..
أفيقي..
فإنّي سأبقى أنادي
وإن لم تصيخي إلى كل هذا الصراخ
فإني بكلّ صباح
وفي كلّ أمسية ٍ،ناعسٌ عذِبٌ عطرها
سأمخرُ فيها تخوم الخيال
سابعثُ بعضَ فراشْ
وبعضَ عصافيرَ تبحثُ عن اكماتٍ إلى شطّكِ الحالمِ
ومبسمكِ النائمِ
وخديكِ إذ ملمس الخزِّ حيث الحياءِ
وقلبـِكِ إذ مخبر الحبّ
وموئلِ مدمعيَ الساجم ِ
بكلّ صباح ستأتي النسائمُ تُخبرني
عن بلادي ..
وعن كلّ حبّ جديد
وإنّي سارقبُ في مقلتـَي كلّ طفلٍ
وفي كلِّ الظفائر
شرائطَ حمراءَ عند الصباح
سأبقى..
سأرقبُ كلَّ صباح
فهل أنتِ تبقينَ مثلي ..
على العهد!
على الحبّ!
على الولهِ الهائمِ؟
بلاد الظفائرِ والشوقِ والعطرِ والطلعِ والجلنار!
بلاد ٌ من النبقِ مخضوضباتٌ يداها
عروسُ البلاد
افيقي
بلاد الثغور
بلاد البطاح
بلادي
بلاد
بلا...
#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟