أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فينوس فائق - حول الفساد














المزيد.....

حول الفساد


فينوس فائق

الحوار المتمدن-العدد: 2507 - 2008 / 12 / 26 - 09:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يأتي في نص ميثاق الأمم المتحدة حول الفساد: أن الفساد لم يعد مسالة محلية و إنما ظاهرة تتخطى الحدود القومية و تؤثر على جميع المجتمعات، و الإقتصادات جاعلة التعاون الدولي لمنعها و السيطرة عليها أمراً لازماً.. في حين أن منظمة الشفافية الدولية تؤمن أن الفساد يوقع ملايين الناس في العالم في فخ الفقر.. في الوقت الذي يحدد فيه البنك الدولي الفساد كأكبر حاجز فردي يواجه التنمية الإقتصادية و الإجتماعية..
الفرق بين الحديث عن الفساد و الإصلاح تماما يشبه الفرق بين الحديث هدم جسر و بناء جسر، فربما بإمكان الجميع الإجابة على سؤال: كيف يمكن هدم جسر؟ في حين ليس بإمكان الجميع تخيل أو معرفة كيف يمكن بناء جسر، خصوصاً جسر متين..
مع ذلك لطالما لا يتجاوز الحديث سواء عن الفساد أو الإصلاح، كمفهومين متعارضين، إخترقا حياتنا بقوة، لا يتجاوز الحديث عنهما البديهيات، و الوقوع في فخ العموميات، فمن غير الممكن إذا حين نقترح تعريفاً للفساد أن ننسى أننا نتحدث عن مسألة باتت تنخر في أدق تفاصيل حياتنا اليومية، و أن الفساد بات مثل الجرثومة القاتلة التي تمتد شيئاً فشيئاً في الدورة الدموية، و نفشل في إيجاد العقار المقاوم له، أو ليست هناك النية الصادقة للقضاء عليها..
هنا يمكننا أن نستنتج أن الفساد هو الخطر المحدق بالبشرية في جميع المجالات، و أن مكافحتها لا يمكن أن نقول فيه أنه بات مستحيلاً نظراً لتفشي الظاهرة في عمق كافة المجالات الحيوية، و إنما يتوجب علينا أن نقول أن مكافحته و الحد منه أصبح ضرورياً بحجم ضرورة الهواء و الماء للإنسان لكي تستمر في الحياة.. فلو أخذنا بنظر الإعتبار النتائج التي تترتب على تفشي الفساد من فروقات كبيرة بين طبقات المجتمع و إختفاء الطبقة المتوسطة و إحداث فروق طبقية إقتصادية كبيرة، نتوصل إلى حقيقة أن الفساد هو الأساس أو السبب الأهم لبروز ظاهرات مجتمعية مثل الفقر و البطالة و الإرهاب و إرتفاع نسبة الجريمة و إستخدام العنف على جميع المستويات.
فلو كان الفساد إنتاج على مستوى أشخاص، يجب أن يكون الإصلاح إرادة على مستوى المجتمع ككل، فلو كان الفساد مرض ينهش جسد المجتمع يجب أن يكون الإصلاح ثورة لإعادة هيكلة نظام الحكم على أسس و بنى فكرية أخرى تتخذ من تنظيف البيئة التي تسبب الفساد في إفساده..
و من أجل أن نمنع إمكانية تحول الفساد إلى ثقافة، يجب أن نجاهد من أجل تحويل إرادة الإصلاح إلى إرادة جماهيرية و مطلب وطني شامل.. و من أجل أن يتحقق هذا يجب أن تكون هناك فسحة جيدة من حرية التعبير، لكي نعبر من خلالها عن إرادتنا للإصلاح، فلولا فسحة حرية التعبير لن نتمكن من أن نعلن عن حركة إصلاح حقيقية.
بشكل عام فكرة الإصلاح هي من الأفكار التي تشغل دعاة التقدم و التجديد ، و أغلب مشاريع الإصلاح تأتي من عندهم. لذلك ترى أن الإنسان الذي يفكر في نفسه من خلال غيره و من خلال البيئة المحيطة به، بإمكانه التفكير الصحيح في مفهوم كمفهوم الإصلاح.
فلو كان الإصلاح لغوياً يعني إصلاح شيء فاسد، فهو إجتماعياً و سياسياً يطلق على كل محاولة تحاول بطرق سلمية و منسجمة مع روح العصر أن تصلح النظامين الإجتماعي و السياسي، و حتى الديني أيضاً من أجل الوصول إلى إصلاح نظام الحكومة ككل، من دون الإطاحة به..
السياسة الكويتية، العدد 14341، 28-09-2008
[email protected]



#فينوس_فائق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإصلاح مشروع
- أين يبدأ الإصلاح؟
- حركة إصلاحية حقيقية هي الضمان الأكبر لتغيير واقع المرأة في ا ...
- عفيفة لعيبي: لم أنقطع يوما واحدا عن العراق
- خلف الغروب بشارعين و قبلة
- شرف الفتاة في القاموسين الإجتماعي و الأخلاقي
- لقاء مع الكاتبة الهولندية المصرية الأصل ناهد سليم: حديث حولة ...
- الأغاني الخلاعية ، إرهاب أخلاقي
- مجموعة مستقبل العراق.. أين.. كيف و لماذا؟
- لا ديمقراطية فوق خراب الدكتاتورية
- مطلوب إعتراف عربي إسلامي بجرائم الأنفال و تعريفها على أنها ج ...
- مازالت المرأة العراقية مواطنة من الدرجة الثانية
- ذات صيف بتوقيت يدين
- هل إعدام صدام شأن داخلي أم شأن شيعي أم مالكي؟
- نظرية رجل يدافع عن حقوق المرأة *
- العلم و ملف الإنفصال و كذبة إٍسمها الديمقراطية
- قلبي معكم يا أهالي و ذويي ضحايا جريمة الأنفال
- لو كانت الحرب الطائفية.....!!!
- من فضائح نظام صدام ضد اطفال اكراد
- متى سينتهي فلم الإرهاب؟


المزيد.....




- الرئيس السوري أحمد الشرع في قطر لأول مرة منذ وصوله للحكم
- من يتصدر عربيا؟.. أمريكا الأولى عالميا في عدد المليارديرات ل ...
- محمد رمضان يثير الجدل بلباس -فرعوني- في حفل في الولايات المت ...
- -هل لدينا ما يكفي من الإنسانية لمواجهة أزمة السودان؟- - فاين ...
- بيسكوف: أوروبا تعلن نيتها دعم كييف في رغبتها لمواصلة الحرب
- حمل حصانا وفارسها على كتفيه.. بطل روسي يسجل أرقاما قياسية في ...
- مليارديرة تطالب شركة بتعويض ضخم عن إلغاء مشاركتها في رحلة -ت ...
- خبير نووي مصري: طهران لا تعتمد على عقل واحد ولم تتبجح كصدام ...
- البحرية المصرية تتسلم زوارق أوروبية لمواجهة الهجرة
- هل خامنئي متفائل أم متشائم بشأن مفاوضات مسقط؟


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فينوس فائق - حول الفساد