حسين علي الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 2508 - 2008 / 12 / 27 - 09:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ حادثة حذاء منتظر الزيدي والشعب العربي من اقصاه الى اقصاه يصبغ حذاءه كل يوم وكأنهم يقولون أن اقوى اسلحتنا هو الحذاء بعد ان قال القباني نزار ان اقوى اسلحتي هو الصمت. هنا ابدل العرب السلاح من الصمت الى الحذاء وحاول الاعلام العربي جاهدا تصوير الحادثة على انها ((انعطافة تأريخية)) وبداية النهاية لأمريكا وأن أمريكا في طريقها للتقسيم الى خمسين دولة!!!! ان امتنا العربية مبتلاة بأعلامها الضعيف الذي لا يعرف كيف يدير نفسه فنجد الحاكم العربي لدينا يحاول ان يكون عادلا مرة واحدة لكنه حين يقرأ صحف الصباح في بلاده يركبه غرور العظمة وحين يجتمع مع اركان نظامه يكيلون له المديح ويصورونه له كيف طلت صورته في القمر ليلة امس وقبلها!!! ولهذا نجد الحكام العرب يقمعون (( بقنادر)) جنودهم الاشاوس كل شكل من اشكال ممارسة الديمقراطية في بلدانهم حتى ان الشعب العربي من الخليج الى المحيط يعتبر الديمقراطية رجس من عمل الشيطان. وكل من يدعو للديمقراطية مصيره النار!! وعلى ضوء هذه الفلسفة صدرت آلاف الفتاوي بتكفير الشعب العراقي و تحليل تفخيخة وتفجيره لآنه مارس الديمقراطية التي جلبتها أمريكا للعراق. هل أخطأت أمريكا باسقاطها صدام حسين؟؟ ألم نكن نحن ندعو في السر فقط بسقوطه لاننا نخشى اعلان ذلك خوفا من ((قنادر الرفاق)) , وحين سقط صدام لم يفرح البعض لسقوطه رغم ان صدام اعدم عدد من عائلته والسبب اننا لا زلنا نكره أمريكا! رغم اننا لا نركب الا سياراتهم ولا نشتري الا حواسيبهم ولا نشاهد الا افلامهم الا اننا نكرههم لانهم اسقطوا اصنامنا التي كنا نكرهها!! يا للمفارقة في تصرفاتنا الغريبة وياللعجب من تركيبتنا المحيرة ؟؟ هل نسى ابناء شعبنا جرائم صدام وجلاوزته ؟ وهل جفت شوارعنا من دماء ضحايا التفجيرات والارهاب وهل ماتت ذاكرتنا من تذكر الاشياء ؟؟ بوش سيغادر اللبيت الابيض بعد اقل من شهر من الآن ولم تكن ((ضربة الحذاء)) سبب مغادرته بل الدستور الامريكي وليتنا في دولنا العربية نكتب دستور نسير عليه فقد عشنا في العراق عقود تحكمنا ارادة شخص طاغوت وحين كتبنا دستورنا صرنا عملاء لأمريكا؟ وحين مارسنا الديمقراطية وانتخبنا صرنا من الكافرين وانهالت علينا سياراتهم المففخة واحزمتهم الناسفة . نقول لأعلامنا العربي لا تعظموا التفاهات وحاولوا ان تكونوا صادقين مع انفسكم ومع حكامكم مرة واحدة.
#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟