أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - امتياز المغربي - ما أسباب البرود الجنسي في فراش الزوجية؟














المزيد.....


ما أسباب البرود الجنسي في فراش الزوجية؟


امتياز المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 2506 - 2008 / 12 / 25 - 10:03
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


"ترددت كثير في تلك الخطوات التي كانت تقودها إلى بيت عشيقها، ولم تنسى أن تخلع خاتمها لكي لا تتذكر زوجها، وهي تمارس الحب مع شخص أخر لم تكن تهواه، ولكنها تسير إليه دائما بدافع الحاجة والغريزة لا الحب والأمان، وكثيرا ما عصفت بها مقاييس العادات والتقاليد التي كانت تجبرها على القبول بما يعطيها إياه زوجها في الفراش حتى ولو كان ذلك قليلا جدا أو باردا للغاية، ولكنها قررت أن تستمر في زواج مقنع، وان تمارس ما تشتهي من فنون الغرام مع شخص يعرف كثيرا بأمور النساء والفراش".

"لم تبتعد نظراته عنها فهي مسيطرة عليه لدرجة الجنون، قادته في إحدى الليالي إلى بيتها لكي تمارس معه فنون الحب في الفراش تحت عنوان أنها محرومة للغاية وبحاجة إلى شي غير الوسادة، ولم يفكر هو كثيرا فزوجته لا تأبه له في حضوره وغيابه، وكان من السهل أن ينساق وراء نظرات امرأة تشده إلى حيث فراش خالي من المشاكل وعامر بفنون الحب والقتال الغرامي".

كثيرا ما ذهبت بنا العادات والتقاليد إلى أماكن ابعد من تلك، لأنها تقمع رغباتنا وتنتقل معنا لفراشنا، وتجعل من معابد الحب في فراش الزوجية شيئا أشبه بدورة تدريبية شفوية بكيفية التعامل مع الأخر بأدب واحترام شديد وأحيانا مبالغ فيه، دون استخدام الغنج أو فنون الحب والجنس في فراش مخصص لذلك، ومتسع أيضا لكل ما سيدور عليه.

إن ثقافة العيب التي أحاط سوارها بالمرأة، عملت على تحجيم الرغبات الجنسية لها، خصوصا في فراش الزوجية، حيث الشرعية التي تحق لها، ولكنها وبناءا على ما تعلمته تبقى حبيسة الأفكار الرجعية، وتعيش في هاجس العيب من إصدار أي صوت داخل الفراش أو الإتيان بأي حركة، وذلك أيضا بسبب وصايا أمها التي فعلت ذلك من قبلها بكل التزام على مدار سنوات زوجها، وكأن الصمت والاختناق هو من نصيب الزوجة في الفراش دائما.

وعندما يختلي الزوج بزوجته على فراشها فانه قد يعاملها على أنها وعاء متلقي، وذلك حسب الثقافة الذكورية التي تربى عليها وجعلت منه ذكرا في الفراش، أي ثقافة"سي السيد"، غير أبها بزوجته التي لها حقوق شرعية عليه، ولكن بعض الذكور في مجتمعاتنا العربية يؤمنون بشدة بعدم إعطاء المرأة حقوقها الجنسية في الفراش، وذلك لأنها لا تستحق ذلك في نظرهم، وأنها مجرد جسد خالي من المشاعر والإحساس والغريزة، أو أنها قد تشعر بقيمتها وتتمرد عليه مستقبلا، فتبقى المرأة إلى أن تموت حبيسة مفاهيم ذكورية لا تعترف بوجود النساء كبشر.

وعندما تتجه المرأة للبوح بعدم وصولها مع زوجها إلى الإشباع الجنسي اللازم في الفراش، فإنها تتهم بأنها غير سوية وقد توجه لها تهم مخلة بشرفها، وذلك فقط لأنها طلبت حقها الذي أراده لها الشرع والدين، ولكن الموروث الثقافي يقدس في نظر الغالبية أكثر بكثير من موضوع الدين الذي يستخدمونه فقط في الصلوات ويبعدونه عن حياتهم اليومية.

ومتى عرفت الزوجة طريق رجل آخر، فإنها تقع في بئر من التخبط، ما بين العادات والتقاليد وبين الدين وقناعاتها، ولكن في النهاية الذي يغلب على أمرها هي الغريزة التي تجعلها تسير إلى بيت رجل آخر، وهي ترتعد من شدة الخوف، وشدة الحاجة إلى من يفهمها في الفراش.

وبالمقابل هناك النساء اللواتي يأخذن حياتهن كأنهن فقط خلقن لكي يحصلن على فرصة الزواج، ومن ثم الجلوس في البيت وإنجاب الأطفال وممارسة أعمال البيت اليومية، ولسان حالهن يقول "تزوجنا وخلصنا"، وللأسف من تمتلك تلك القناعات فإنها تكون غير قادرة على إعطاء الحب والإشباع الجنسي لزوجها، لأنها تعتقد بأنه لن يستطيع الالتفات إلى أخرى بسبب كثرة المسؤوليات والأطفال.

وهناك الكثير من الأزواج سواء الرجل أو المرأة الذين يخجلون من طلب ما يستحقون في فراشهم، وللأسف ينتظر كل واحد منها الآخر، أن يقوم بإغداق المشاعر والحب والغرام التي لن تأتي لأن احدهما يخجل من طلبها، وهنا نرى أن ثقافة العيب قد امتدت إلى فراش الزوجية حيث التحفظ من طلب وممارسة الحق الشرعي، ويبقى الصمت عنوان لفراش بائس جدا.

وعندما تحاول المرأة طلب حقوقها الشرعية في فراش زوجها، فإن بعض الأزواج يعتقدون أن هذه المرأة وقحة، أو أنها قد مارست الجنس مع رجل في السابق، ولكن علميا فإن الرجل يحتاج في فراش الزوجية إلى امرأة ماهرة في أمور الإشباع الجنسي، فهو يريد امرأة مؤدبه أمام كل الناس لكن يريدها أمامه عاهرة إلى درجة كبيرة.

وهناك الأزواج الذين يتعقدون أنهم بارعون في إشباع رغبات زوجاتهم، وأنهم يحسنون الأداء في الفراش، ولكنهم يتناسون الجانب الإنساني والعاطفي في الفراش الذي قد يكفي المرأة أحيانا، ويجعلها تشعر بالراحة الكاملة، ولكن الثقافة السائدة تقول أن الإشباع الجنسي هو المطلوب فقط، وهذا الخطأ بعينه.

ولن أنسى أن أشير إلى الأزواج المتقدمون في العمر، عندما يقوم كلا الزوجين أو احدهما بهجر الآخر، وذلك لان ثقافة العادات والتقاليد تأمر الزوجين الكبار في السن وأحيانا اللذان لم يتجاوزا الخمسين عاما، بالابتعاد عن بعضهما، وذلك بحجة أنهم تزوجوا فقط لإنجاب الأطفال، وألان انتهت المهمة، ويجب التوقف عن ممارسة الحب والجنس في الفراش.

وهناك أسباب أخرى من شأنها أن تعمل على جعل فراش الزوجية، ثلاجة مقفلة لا تشعرك بأي نوع من الحب والدفء والحنان والأمان، ولأن مقالي لا يتسع لذكر كل هذه الأسباب التي تتسبب في وجود فراش بارد جنسيا.

وانهي مقالي بالقول لو لم يخضع كل من الزوج والزوجة لثقافة العادات والتقاليد خلال التعامل مع بعضهما في فراش الزوجية، وترك كل واحد منهما الآخر على سجيته، لكان هناك زوجان رائعان، يعكسان سعادتهما في الفراش على كل ما يحيط بهما، ولقلة أوراق الطلاق التي تزدحم بها ملفات المحاكم، ولعاشت الأسرة في وضع نفسي متزن.

أنت أيها الزوج وأنت أيتها الزوجة، ماذا تخسران لو اشترى كل واحد منكما باقة من الورد ولو مرة واحدة في السنة وقدمها للآخر، واستغني عن فكرة بثمن الورد نشتري تموين المنزل.




#امتياز_المغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تعامل المرأة المطلقة كعاهرة في غالبية المجتمعات العربي ...
- هل أصبحت قضايا الشرف مبرر لقتل النساء؟!
- هل بشكير ليلة الدخلة شهادة شرف للمرأة؟!
- هل هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطيني في قائمة الاصلاح؟!
- ما هو تعريف الدين الإسلامي في غزة؟؟!!
- مثقفون يرقصون على اجساد النساء!!؟
- شدي بنطلونك يا بنت ومش ضروري تشدي حيلك يا بلد!!
- للأزهار رائحة الحزن إصدار جديد للشاعر المغربي إبراهيم قهوايج ...
- المخرجة الفلسطينية ايمان عون: شهد المسرح حركة كتابة نشطة مال ...
- الفنان التشكيلي محمد حرب:الاقامة الحالية أعيش داخل لوحة، إقا ...
- مؤتمر الاعلاميات العربيات السادس يوصي بتعديل القوانين العربي ...
- الفنانة التشكيلية امال قناوي: تختص أعمالي بتقديم صور لهيكل م ...
- اعضاء المجلس الوطني يرفضون-الحصحصة- ويطالبون بانتخابات ديمقر ...
- قصص نجاح حقيقية في منتدى شارك الشبابي في فلسطين
- الفنانة التشكيلية دينا حكمت غزال: ولدت لدى عائلة تهوى الفن و ...
- بسام ابوشريف يعلن عن:إنشاء تنظيم - الديمقراطي- ويحدد أهدافه ...
- لوحات لكل الناس معرض اللوحات التشكيلية الثالث في فلسطين للفن ...
- الملتقي الإعلامي يدعو إلى الحوار وعدم الانزلاق في حروب داخلي ...
- الفنانة المسرحية فاتن خوري:الاحتلال بتهدضنا والرجل بتهدض الم ...
- حكاية اسماعيل هنية وتراجيديا الافلام الهندية


المزيد.....




- -لسا بدنا حرية-.. يارا صبري بعد تصريح مثير للجدل حول وضع الم ...
- إعدام رجل اعتدى بآلة حادة على نحو 60 امرأة في إيران
- للنساء فقط.. تجهيز فني أثار الجدل ينتصر لتجارب النساء عبر ال ...
- خوارزميّات توظيف لا ترى النّساء
- للرجال فقط.. تحرش وتهديدات بالقتل تلاحق لاعبات كرة القدم بال ...
- وصول امرأة لمشفى العودة اصيبت بنيران آليات الاحتلال قرب مدخل ...
- وكالة التشغيل تحسم الجدل وتوضح الحقيقة: زيادة منحة المرأة ال ...
- هيئة تحرير الشام.. قوة أمر واقع تهدد مكتسبات النساء السياسية ...
- بيدرسون: يجب ان تكون المرأة السورية جزءا من العملية الانتقال ...
- حـدث تردد قنوات الاطفال 2025 واستقـبل أحلى الأغاني والأفلام ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - امتياز المغربي - ما أسباب البرود الجنسي في فراش الزوجية؟