|
نساء في الغربال
سميرة عبد الزهرة حبيب
الحوار المتمدن-العدد: 2506 - 2008 / 12 / 25 - 09:55
المحور:
الادب والفن
نظرت إليه بعينيها المتثاقلتين ..وقطبت جبينها تتناقل عينيها بينه وبين حبيبته التي احضرها . (قلبك محتال )..همست العرافة...دمدمت... هو لحبيبته – لا تصدقيها.. أسقيك غربتي ورحيق عيوني..وتسكنين بدفء براعمي..وقلبي سحابة ..تسهو مع المسافات ..ترعش في الفلاة... قالت العرافة....(وتهمس فرحا يامحتال ..نساء في الغربال..قد يئسن من عرش محال..) هي- (آه..يا أنت ..أناديك كيفما أشاء فاصنع منك وشاح ..لك شبحا في كوخي ..وخيمتي قصر باختياري ..عيونك انهار تتدفق حولي ..كلماتك قيثار تعزف لي شعري ..وشعورك طفلة تتهجأ أبجديتي..وتقرأ ملاحم براءتي..وشمسك من زجاج تتكسر قرب نافذتي ...تحل لغزي وغموضي..نهر من قطر رحل خجلا مني .وحال بيننا موتي..دموعك علقت في البحر قناديل ..فنار مهجور يضيء بليل طويل..تحوك قلقك شتلات..ويوشي بي صمتي.. وقلبك المحتال يكفن قلبي بدلال.. لتسكن لتهدأ طيوري .) (نبوءة تحرك كل الشطآن...) نطقت العرافة بغير لسان ..تقرأ كفا ممدود ..فسال عرقك في أخدود كسر ظني... هي – خرافة تطارد أنفاسي ..تخطط لي أعمدتي واركاني.. العرافة – (بكاءك سيدتي أحجار..وصمتك أسرار ..وبؤسك أسفار...) وتنظر إليه – (وحبك ينبوع يناديك ..حدس يبكيك..وتنظر صورتها في ماء قبرك ..بفستانها الفضي على عرشك ..ومراياها في صندوق ..تنظرها ملفوفة عند الغروب..تختفي بعدها بلحظات..) وتنظرها العرافة – (حياتك شخابيط ..ومتناقضات منذورة أنت للشتات ..للمسافات..يقتلك البهتان وشرفتك تناديك هناك عند آخر الزمان..وقبلاتك قبور تنشر فوق السماء .) -(آه ..لك يا أنت )..يهمس في إذن العرافة .(.قد أحببت تاريخ الأبراج) .. العرافة –(إصبعه يلوح لك من ثقب مفتوح ..فلا تدخليه..ببيت العاج ..فذاك قلبك المصدوع..) (عرافتي بكت تتبع خطوطي..إلى أين ؟ تسأل كفي ..) هو –لا تلومي قلبي ..فهو حتفي..همس فيّ.. والعرافة شفتاها بيضاء.. يابستان بمكر ودهاء..وأمنياتها منسدلة كالثعبان..وأفكارها خرقات تنسج كل الساعات..تتمنى ان لا افهمها ..ولا اتبع بوصلتها .. العرافة إليها –( ودموعك علقك قناديل ..بفيض طريق ..عند الرحيل..وحياتك منسوجة أكليل وماء الغار..) العرافة - (اذهبا ياغرباء ..استأجرا قاربا وسافرا نحو الفناء..مكتوب في قاربك ..هذا قلب منذور إن يجوب كل البحار..بحثا عن فرحات..بحثا عن ألق مهدور..قد امتلكتها الأقدار..ولم تترك لنا الخيار...) تنفست الصعداء ..قتلت العرافة.. وأهديت دمها إلى السماء ..علقت لسانها بقلادتي ..يهجوني ..يمسح جفوني..وبقي سري في بالها محفور.. انتظرتك ..عند الساحل المهجور لي وحدي بنيت بيت الـــــــ آه ما سمعت نصحي ياقلبي ..كلماتها ظلت في بالي تدور.. عذرا لصوتك ..عذرا لمحاولتك ..أخاف إن فاضت اللحظات من أعماقي ..وينبوعي ينزف بالكلمات ..عيونا سملت بالآهات..وتاهت أخباري بالأنحاء... ودفنت بغير كفن وغطاء.. حفيف خطواتك يتلاشى يستغيث..وصوت العاصفة يلغي لغتي ويعلن صمتي... .حددوا قبري نحروا شقيّ داستني الإقدام العرجاء..قد أرسلت مليء المسافات..بصقوني.. برفات مجنون.. وبقيت محض فتات..
سميرة عبد الزهرة حبيب
#سميرة_عبد_الزهرة_حبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العيد شيخ كبير
-
ميلاد يأن
-
وتركت وحيدة قبري
-
مئذنة الروح
المزيد.....
-
ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
-
زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
-
مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور)
...
-
إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر
...
-
روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال
...
-
زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
-
-الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ
...
-
عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع
...
-
تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر
...
-
المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
المزيد.....
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ أحمد محمود أحمد سعيد
-
إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ
/ منى عارف
-
الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال
...
/ السيد حافظ
-
والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ
/ السيد حافظ
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال
...
/ مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
-
المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر
...
/ أحمد محمد الشريف
-
مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية
/ أكد الجبوري
المزيد.....
|