|
علم واحد بلد واحد
مسعود محمد
الحوار المتمدن-العدد: 2504 - 2008 / 12 / 23 - 09:40
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
أعلنت تركيا انها ستفتتح قناة تلفزيونية باللغة الكردية على أمل أن يشكل ذلك خطوة اضافية باتجاه انتساب تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي و باتجاه طمأنة الأكراد بأن اسلامي تركيا يتجهون نحو اعطاء المزيد من الحقوق لأكراد تركيا فعلى صدى هذه الوعود صوت أكراد تركيا لأردغان و حزبه في الانتخابات النيابية الماضية و يطمح أوردغان الى اعادة نفس السيناريو في آذار مارس القادم حيث يضمن السيد أردغان تقدمه على التيار العلماني و احتفاظ حزبه بالسلطة و لكن يبدو أن السيد أردغان يظن أن ذاكرة الشعب الكردي ضعيفه فمن عدة أشهر فقط أعلن من ديار بكر أن تركيا بلد واحد و علم واحد فمن أراد أن يعيش فيها عليه العيش في ظل العلم التركي و هو كان يترجم بذلك المادة سته و ستين من الدستور التركي و التي تنص على أن كل الذين يعيشون غلى الاراضي التركية أتراك ناكرين بذلك أي وجود لأي قومية أخرى . تشكل منطقة كردستان ربع مساحة تركيا ويشكل الكرد خمس سكانها، وتشكل مساحتهم أكبر فضاء كردي بالمقارنة مع فضاءاتهم في الدول الأخرى (العراق وإيران وسوريا) كما يشكلون أكبر أقلية عرقية بتركيا. وقد عرف وضع كردستان تركيا العسكري تطورات وتقلبات عديدة من ظهور الجمهورية في عشرينيات القرن الماضي مرورا بعهد الانقلابات في السبعينيات وانتهاء بالعهد التعددي الراهن. ظل التفاهم والأمل يطبع علاقة مصطفى كمال بالكرد حتى سنة 1923 حيث شاركوا إلى جانبه في حملاته ضد اليونان، كما وعدهم وعودا سياسية تتجسد في تطبيق بنود معاهدة سيفر التي تعد وفق شروط معينة بكردستان مستقلة وفي أقل الأحوال حكما ذاتيا. غير أن انتصارات مصطفى كمال العسكرية على اليونان والأرمن وغيرهم دفعته إلى إلغاء اتفاقية سيفر وتوقيع اتفاقية لوزان المكرسة للانتصار التركي والموقعة يوم 23 يوليو/تموز 1923 والتي ينص أحد بنودها على تراجع تركيا عن منح الكرد حكما ذاتيا. ومع نهاية 1923 بدأ التمرد الكردي المسلح، فما إن تسمى مصطفى كمال بلقبه "أتاتورك" الذي يعني "أبو الأتراك" حتى بدأ في تطبيق سياسة التتريك وما نتج عنها من إدماج الكرد أو "أتراك الجبل" كما يشيع في الأدبيات التركية. وشكل زعماء القبائل الكردية قادة الثورة ضد الجيش التركي، وقد حركت ثورتهم سياسة أتاتورك الداعية إلى إبعاد الدين الإسلامي وإعلاء شأن القومية الطورانية، ومن سنة 1925 إلى 1938 عرفت منطقة كردستان تركيا ثلاث ثورات كبيرة . • ثورة الشيخ سعيد ميراني 1925. • ثورة جبل عرارات 1930. • ثورة درسيم 1936. وقد واجهت تركيا الكمالية هذه الثورات بقمع ساحق، وسار حكام تركيا بعد ذلك على نهج أتاتورك في تعامله مع الكرد. ففي مارس/ آذار 1971 قضى التدخل العسكري التركي على المجموعات الثقافية والسياسية التي أخذت تتكاثر في الأقاليم الكردية. كان عقدا ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي أكثر فترات الصراع بين الأكراد والجيش التركي دموية، فقد قام الجيش التركي بتعقب المسلحين واتهم بتدمير آلاف القرى الكردية وتهجير العديد من الأسر إلى داخل تركيا. في سنة 1978 أسس عبد الله أوجلان حزب العمال الكردستاني. وفي سنة 1980 غادر تركيا ليعمل من المنفى وخاصة من دمشق وسهل البقاع اللبناني، الذي يخضع للسيطرة السورية. في سهل البقاع أقام أوجلان معسكرات التدريب لأعضاء حزبه، لكن هذه المعسكرات سرعان ما أغلقت بضغط من أنقرة. حاول أوجلان إقناع حكومة تركيا بفتح حوار مع الأكراد وهو على رأسهم، وتعهد بان يتم وقف إطلاق النار من حزب العمال الكردستاني إذا استجابت تركيا إلى هذا الطلب. لكن أنقرة ظلت ترفض مطالبه ومطالب حزبه. في تشرين أول 1998 تم إبعاد أوجلان من سوريا، وذلك تحت الضغوط التركية الشديدة، التي كادت أن تتحوّل إلى حرب بين البلدين، بحجة اتهام تركيا لسوريا انها تسمح لأوجلان ولحزب العمال الكردستاني بالتدرب والانطلاق من أراضيها ومن سهل البقاع اللبناني. وقد اضطر أوجلان عندها أن يتوجه إلى أوروبا، حيث حاول الحصول على حق اللجوء السياسي لكنه أخفق. وقد نجحت المخابرات التركية باعتقاله يوم 15 / 2 / 1999 في نيروبي، عاصمة كينيا. منذ اعتقال ومحاكمة أوجلان أخذت القضية الكردية بما فيها العمل العسكري منعطفا جديدا وإن لم يستمر، من أبرز معالمه: • الإعلان الكردي عن وقف إطلاق النارمن جانب واحد في سبتمبر/ أيلول 1999 وهو الإعلان الذي لم يصمد بعد ذلك. • حل حزب العمال الكردستاني وإنشاء حزب مؤتمر الحرية والديمقراطية الكردستاني (كاديك) في نوفمبرتشرين الثاني 2003، تفاديا لإدراجه على قوائم الجماعات الإرهابية، غير حزب العمال اسمه مرة ثانية فأصبح المؤتمر الشعبي الكردستاني . وقد أدرج الحزب ضمن قائمة المنظمات الموضوعة أوروبيا وأميركيا على لائحة التنظيمات الإرهابية. منذ يونيو/حزيران 2004 عاد الوضع العسكري في منطقة كردستان تركيا للتأزم بعد خمسة أعوام من الهدوء، فاستأنف المسلحون الكرد الهجوم على الجيش التركي، وظهر تنظيم عسكري جديد أطلق عليه اسم
صقور الحرية بكردستان، تصفه تركيا بكونه استمرارا لحزب العمال الكردستاني. وللتذكير فقط فإن تركيا بثوبها القديم والجديد لا تحب الشعوب الأخرى إننا لا ننسى تركيا في ظل حكم "تركيا الفتاة" أي تركيا الطورانية التي حاولت تتريك العرب وعممت سياسة الجهل والفساد في محيط الأمة العربية والدويلات التي وقعت تحت سيطرتها. وبعد انفصال المناطق العربية عن تركيا، وبعد تحطيم الحلم التركي الطوراني، ذلك الحلم الذي سعى إلى تتريك العرب والشعوب البلقانية وإنشاء المملكة التركية ما قبل الإسلام!! زاد الحقد التركي على الأمة العربية وصار يترجم يوميا من خلال علاقة تركيا بالعرب، والتي هي علاقات فاترة، ومن خلال عقد الاتفاقيات ضد العرب والتحالف الاستراتيجي مع الغرب ومع إسرائيل . إن الكفاح المسلح وحده لا يكفي فالأكراد بحاجة لآلية حوار تخاطب العالم الأصم و الحوار كفيل بإيجاد حل لقضية الشعب الكردي، خاصة وان الأتراك عرفوا بسالة المقاتلين الأكراد ، وعرفوا تصميمهم على التمسك بقضيتهم والنضال المستمر حتى إيجاد حل عادل لها.
#مسعود_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من شكرا الى عذرا
-
هل تصدق نبوءة كارل ماركس حول حتمية سقوط الرأسمالية ؟
-
عذرا شيخ بشير
-
يا أهالي بيروت لا تطلقو النار نحن خارجون
-
مسلسل باب الحارة الطرابلسي
-
ماذا وراء اعتراف موسكو باستقلال أبخازيا و أوسيتيا؟
-
هل بدأت حملة التنظيفات بالجملة؟
-
اغتيال منطق الوطن باغتيال حاوي
-
قضاء الله و قدره في العراق
-
قراءةنقديه في فكر جورج حاوي في الذكرى ال82 لتأسيس الحزب الشي
...
-
بديل ((الحزب الشيوعي اللبناني))؟
المزيد.....
-
في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً
...
-
مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن
...
-
مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة
...
-
ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا
...
-
كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة..
...
-
لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
-
صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا
...
-
العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط
...
-
الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير
المزيد.....
-
علاقة السيد - التابع مع الغرب
/ مازن كم الماز
-
روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي
...
/ أشرف إبراهيم زيدان
-
روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس
...
/ أشرف إبراهيم زيدان
-
انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي
/ فاروق الصيّاحي
-
بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح
/ محمد علي مقلد
-
حرب التحرير في البانيا
/ محمد شيخو
-
التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء
/ خالد الكزولي
-
عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر
/ أحمد القصير
-
الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي
/ معز الراجحي
-
البلشفية وقضايا الثورة الصينية
/ ستالين
المزيد.....
|