أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال الهنداوي - الوصاية الاعلامية ...قضية الحذاء














المزيد.....

الوصاية الاعلامية ...قضية الحذاء


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2504 - 2008 / 12 / 23 - 09:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


باديء ذي بدء . لسنا في محضر تقييم العمل الذي قام به الصحفي العراقي منتظر الزيدي او تصنيفه او ادراجه تحت أي بند او خانة, فلقد اتخمت جموع الصحفيين و الكتاب والمحللين الستراتيجيين والمدونين والعاطلين هذا الموضوع بحثاً وتنقيباً واستنباطاً حد التكلف و السماجة وتأرجحت التعليقات ضمن مدى واسع جداً من وصفه بالفعل الارتزاقي مدفوع الثمن حتى البطولة المطلقة التي استحضرت كل رموز النضال العالمي,وحتى الحذاء المسكين لم يسلم من الشتائم المقذعة ووصفه بأبشع المسميات تارةً ومن تارةً اخرى مناداة بعض(العقلاء) بجمع الهمم و الاموال وشراء الحذاء لتحويله الى مزار يمثل المجد العربي المستعاد.
ولكن الذي اثار الاستغراب والدهشة هو الاسهال الاعلامي الذي انهال علينا من جميع مصادر ومنافذ وفوهات ومخارج الإعلام العربي المقروء و المسموع و المرئي ,الارضي منه والفضائي,الرسمي وشبه الرسمي, مع انطلاق الفردة الاولى من حذاء العز والفخار, وحتى الآن لتتكلم وتتحدث و تستذكر و تستعيد وتستزيد في الحادثة، و كيف وقعت و من قام بها ومن اين اقتني هذا الحذاء وبكم واين يعمل واين يسكن. ثم تحولت الحشود بعد اعتقال المذكور، إلى التوقع و التفكير والتنبؤ، واستدعاء كامل الخبرة العربية في التعامل مع (نظرية المؤامرة)، و تجاهل الرئيس الامريكي والتحول الى طريقة الاعتقال غير الظريفة والهجوم على الحرس الخاص للسيد رئيس الوزراء , وأن حياة الصحفي في خطرجسيم وأن اصاباته بالغة، و ان حالته المعنوية و النفسية سيئة، واجترار هذا الطرح في كل وسائل الإعلام العربي بلا إستثناء, لتحول هذا الصحفي لبطل و زعيم و اسطورة ليس لها نظير في مجمل التاريخ الانساني ...ولا يدع المحامون العاطلون عن العمل هذا السيرك ينفض دون ان يكون لهم نمرة فيه,حيث توالت التصريحات النارية من هيئة الدفاع عن الرئيس النافق بالإستعداد التام والكامل للدخول في معركة (القندرة)،بحكم الاختصاص على الاقل.
ومن ثم رفعت الأوسمه و وزعت النياشين، من الدول العربية الملكية و الرئاسية، للبطل الموعود فور خروجه من السجن كنوع من التمادى المفرط في اداء أدوار باهتة وفاقعة لدرجة الابتذال في قضية اقل ما يقال عنها انها منظورة من قبل القضاء العراقي المعروف باستقلاليته وحياديته ومهنيته العالية.
وأصبحت الحملة السياسية - الاعلامية التي تستهدف الحدث تتحرك درجة درجة ولكن بثبات وانتظام ودون أي خروج على النص لاستهداف النظام السياسي العراقي وتجربته الديمقراطية واختزال العراقيين جميعا ًبموقف منتظر الزيدي ودمغ أي فرد لا يحمل الرقم الكودي له بالخيانة العظمى مضافاً اليها بعض الويل والثبور وعظائم الامور.
والاغرب ان يأتي هذا النقد من اعلام انظمة الجهاد الافتراضي و الشعارات الكارتونية، و المباديء و الأفكار الوهمية....او من وسائل الإعلام المملوكة من قبل أفراد مقربين من هذا النظام او ذاك والذي لهم دور الكلام بما لا يريد النظام التصريح به ولامتلاكهم خاصية التميز عنه بمقدار يكبر ويصغر حسب الظروف والمتغيرات الداخلية والخارجية،وليمارس هذا الاعلام وبصفاقة نوع من الوصاية على العراقيين وتوجيه نصائح او خارطة طريق للقيام بانتفاضة شعبية عارمة تستلهم قيم الحذاء وتعاليمه السامية كونه الخيار الطبيعي والامثل عن رمي اليهود في البحر الأبيض المتوسط او في البحر الاحمر,لا اذكر، و توحيد الأمة العربية، و جعل العرب قوة عظمى تنافس الاتحاد الاوربي ومجموعة الدول المستقلة ..
و نحن هنا لا نتحدث عن اختلاف الآراء ووجهات النظر وهي الحالة المطلوبة في مجتمع ديمقراطي ، ولكن المشكلة الحقيقية هي في تشويش الحقائق ولي عنق الامور ونشر المعلومات المتضخمة بالتأويلات الخاطئة والتي تصل أحيانا إلى درحة التحريض الشخصي ، ودفن الحقيقة تحت ركام من الأكاذيب والتشهير مما يشكل عبئا على معادلة الحقوق والواجبات في حرية التعبير,وانه مما لا يجوز التعامل به بين الدول الناضجة المستقلة هو مبدأ الوصاية، إذ من غير اللائق ان تدعي جهة ما حق الوصاية على جهة اخرى إلا في حال فقدان الأهلية، ولا يعقل أن يكون المجتمع العراقي بأكمله فاقداً للأهلية، ولا يجوز أن يكون الوصي يتمتع بمواصفات ادنى من الشخص الخاضع للوصاية عليه، وأن يكون سبب الحصول على حق الوصاية مجرد التمتع بامتيازات قوانين الطواريء والحقوق المكتسبة من الثورات التصحيحية واعلام تابع مضلل.







#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق الخليجي
- الاخلاق والتكنو لوجيا
- قطر ..بين التجنيس وعشق القرضاوي
- اعمار الانسان يجب ان يسبق اعمار البنى التحتية
- ما احوجنا الى ارساء ثقافة التعايش؟
- الرئيس الامريكي المثالي
- هنيئاً لكم اوباما
- قراءات خاطئة
- الماركسية الامريكية
- الرأسمالية الافتراضية
- البحث عن القطب الثاني


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال الهنداوي - الوصاية الاعلامية ...قضية الحذاء