غسان سالم
الحوار المتمدن-العدد: 2504 - 2008 / 12 / 23 - 05:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الآن، يدرك البعض، بشكل واضح وجلي معنى الانتخابات ودورها الحقيقي في التأسيس لمشروع دولة تمثل الجميع، وكل حسب توجهه.
نعم، أفرزت الانتخابات السابقة، حالة من التمايز الطائفي، للحصول على موقع متقدم في الدولة العراقية الجديدة، التي لم يرضَ عنها الجميع بعد.
وهذا هو الوضع في العراق، فلم ينضج بعد المشروع الوطني الذي يقوم على أساس المواطنة والمفاهيم العلمانية، التي تضع الجميع سواسية أمام أجهزة الدولة التشريعية والقضائية والتنفيذية.
وبما ان السياسة هي فن الممكن، إذن لا عيب ان تتخندق المشاريع السياسية، ومن حق الساسة ان يتعاملوا مع هذا الواقع، الذي نعتقد بأنه سيتغير مع مرور الوقت ، وسيكون هذا مع نضج وعي الجماهير للتي لا تزال تعاني من أزمات مذهبية وقومية وحتى اقتصادية واجتماعية.
وكلنا يعلم بان الدولة في السابق لم تكن للجميع، والخوف ان تكون كذلك في المستقبل، بعد ان ينجلي اثر الاحتلال وسكين الإرهاب، ونار الفرقة الطائفية.
فهناك عقول متحجرة لا تؤمن بحق الآخر في الحقوق والواجبات وعيش متساو .
فالدولة لم تنضج بعد، والمواطن متذبذب تقوده العاطفة الآنية، والعملية السياسية في طور المراهقة وعدم المسؤولية.
لكن يبقى الأمل قائما، ما دامت الانتخابات هي الفيصل بين القوى السياسية المتصارعة على السلطة، لان تكرار الانتخابات كفيل بجعل المواطن ينضج ويدرك أين تكمن مصلحته، وبعد مدة ما ستكون العملية السياسية قادرة على تجاوز مرحلة المراهقة لتدخل مرحلة جديدة مشرقة، وهذا مرهون باستمرار العملية السياسية على أساس ديمقراطي، وبقاء صناديق الاقتراع الفيصل الأول والأخير.
#غسان_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟