أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم الصايغ - الآن تتساقط أوراق عمري ... !!!














المزيد.....

الآن تتساقط أوراق عمري ... !!!


مريم الصايغ

الحوار المتمدن-العدد: 2504 - 2008 / 12 / 23 - 08:44
المحور: الادب والفن
    


رثاء ... وتعجب ... !!!

بخطوات رجل عجوز يحتضن خشبته الضعيفة ،ويستند عليها ...
بحنان أب يحب أبنه الوحيد ويفتخر بكونه سنده في الحياة !!!

يخطو العجوز المتألم بخطوات ثكلى لا تعرف إلي أين تسير ...
تارة تمضي قدما بصعوبة بالغة ... و أخرى تتقهقر نحو المجهول المظلم الهاربة منه تلك الخطوات !!!
لذا كثيرا ما تراه مترنح الخطوات ، فيتهاوى العجوز المرهق ليفترش الأرض وليصيبه الأذى من أثر هذا التهاوي... !!!

وقد يجد من يشفق عليه وعلى كبر سني عمره فيقيمه من الأرض ...
وقد يجد من يقف ويشير له من بعيد في استهزاء متناسي كفاح عمره الطويل المرير الحافل بالأحداث والعطاء والحب والحنان. !!!

وقد يجد من يسرقه ليشتري حفنة من المواد المخدرة أو سلاح يسطو به على أبرياء أو ليغتصب فتاة عذراء طاهرة أو ليقتل طفل بريء ويتاجر في أعضاؤه .

وقد يجد من يقف يراقبه من بعيد ينتظر ما ستسفر عنه الأحداث ...
أو من يقف والخوف يعقد لسانه ويشل قدرته على الدفاع عن هذا العجوز البريء . !!!

عجوز مريض كانت سني حياته كشتاء عاصف جامح يقتلع كل من حوله،
يجمد أوصال الخونة الضعفاء ويفتك ويقتلع جذور الأعداء ويشتت قواهم بعنفوان شبابه ... سلاحه ... قلوب مليئة بالحق والحب والصدق والأمانة. !!!

لكنه الآن خريف في صيف الكون تتهاوى أوراق حياته بسرعة برق يخطف أبصار الصغار...
وقد يصيب طفل بخوف شديد فيرتمي في أحضان أمه الحنون .

وقد يجعل فتاة بريئة تفرح فرحة شديدة تجعلها تنتظر هذا البرق من جديد... أوقد تحزن لاختفاء البرق وتتعلم أن الفرحة لحظات عابرة تمضي وتتبقى فقط مرارة وقائع الحياة !!!

آهِِِ يا صديقي ...هل أصبحت الآن رجل عجوز؟؟؟
آهِِ يا وطني المسكين هل اجتاحتك الشيخوخة وتنتظر نهاية رحلتك بعد كل تلك الأعوام المليئة بالعطاء؟؟؟
وكيف لا والفقر والفساد والجوع والأمية والبطالة والسرقة والاستبداد والعنف والإرهاب يجتاح بلدانك .

ومواطنيك يشتهون كسرة الخبز اليابس الفاسدة التي تميت حتى المواشي .
ومن أجل فرصة للعيش الكريم يموتون غرقا ويجلدون بل يتعفنون في سجون الطاغية .
آه ...يا وطني كيف أنتشر الفقر والبطالة والجريمة واجتاح الظلم والفساد وعدم تكافؤ الفرص وسادت مفاهيم الفهلوة والنصب وتراجعت العدالة والتفوق والنجاح في هذه الألفية .

أي عصر هذا الذي نحياه يا إلهي ... !!!
أنه العصر الذي هربنا منه دوما عصر تعالت فيه الشعارات و لم نعد نرى فيه سوى الانفعالات والخطية .

لذا لا تصرخ يا وطني قائلا انصفيني يا جامعة يا عربية ... !!!
أي جامعة تلك التي توهمنا الخلاص فيها عشرات السنوات !!!
أي جامعة تلك التي انتظرنا أن تأتينا بجديد !!!
فلم نجد منها سوى فشل في التعامل مع الأزمات ،عدم اتفاق بين الدول وخصام ونزاعات، وصياغات لفظية فضفاضة مطاطة بلا مفاهيم محددة تسعى لحل المشكلات ، و تغلغل علاقات وضغوط وغضب من أصحاب السيادة مانحين النعم ومقررين مصير الذات .

كيف تعود وتقول يا وطن ... واه ... واه عرباه ؟؟؟
وقد توهمنا إقامة مشاريع عربية تتكامل فيها الوحدة العربية ...
محكمة عدل عربية، وبرلمان دول عربية ، ومجلس أمن عربي، وآلية تصويت،
وآلية تنفيذ للقرارات التي دفنت وفسدت ولا تتناسب مع الأزمات ،فقط كل ما تحتويه كلمات !!!

آه ... يا وطني ... أنت مازلت تحلم و بالبرلمان العربي تؤمن ...!!!
أين نحن من أوهام البرلمان العربي الانتقالي لخمس سنوات واستبداله ببرلمان دائم ، لمناقشة المواضيع السياسة في المنطقة العربية وتفادي مخاطرها وتأثيراتها على الأمن القومي والهوية ، ؟؟؟
نحن معك صدقنا شائعة اهتمام البرلمان بالقضايا التنموية وحقوق الإنسان والحريات في الوطن الذي يعاني فيه كل العباد من القمع والاستعباد !!! .
لكن كالعادة حدثت أيضاََ مشادات واختلافات . !!! وأختلف العرب على الصيغ والعبارات !!!
فمتى يا إلهي سيستيقظ الضمير في هذه البلاد ؟؟؟
ومتى ستسعى لخير الشعوب وتتناسى الذات ؟؟؟
لك كل الحق يا وطني أن تصرخ إلى الله باكيا متسائلا هل تتساقط الآن أوراق عمرك ؟؟؟

هذه كانت قصة رثاء لوطني وتعجب من وطن أصابه الفساد بالوهن فتركه فريس المحن بحثا عن الثروات !!! .
الله قادر أن يتولانا برحمته من الأزمنة الصعبة القادمة .
كليوباترا عاشقة الوطن .



#مريم_الصايغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية خيط الشبكة العنكبوتية النونو !!!
- حريات أزهى عصور تكميم الأفواه !!!
- بدعة جديدة لخرق قواعد حقوق الإنسان !!!
- أغيثيهم يا حكومة عندهم إكنومك كرايسس 2-Economic Crises
- أغيثيهم يا حكومة عندهم إكنومك كرايسس Economic Crises
- مريم عاشقة الله
- مؤسسات العالم ... أنقذوا الشعلة قبل أن تذبل
- وطن العشق مستعبد
- ما طمرش فيه العربية الكوبية
- صفقة جديدة للشيكولا والكريمة أوصلت هيلاري إلى فوجي بوتوم
- العراق الأسطورة الأبية
- دفنت النعامة رأسها فأنتشر- الاتش أي في -– وانخفض- - السي دي ...
- كفاح قلب في مهب رياح العنصرية
- الفلسطينيون و فنون الصبر
- مكالمة سيمفونية العشق
- زمن لا يعرف العودة
- الحب طريق الإبداع
- ذئاب اتشحت بالوهم
- ياريتني ما خرجت من باب الدار 2
- البنات مش للبيع يا عم الحج


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم الصايغ - الآن تتساقط أوراق عمري ... !!!