أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد الخالدي - ضرب منتظر الزيدي لبوش : قراءة و موقف من الحدث














المزيد.....

ضرب منتظر الزيدي لبوش : قراءة و موقف من الحدث


محمد الخالدي
كاتب وباحث مغربي

(Mohammed El Khaldi)


الحوار المتمدن-العدد: 2502 - 2008 / 12 / 21 - 03:08
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


إن ما قام به الصحافي العراقي منتظر الزيدي، بضربه لجورج بوش بحذائه ، سلوك شجاع و نبيل متعدد الأبعاد، فهو:

سلوك وطني: لأن المحتل الأجنبي لا يمكن أن يقابل إلا بالمواجهة و الرفض أما معانقته و حسن استقباله فخيانة في حق الوطن و الشعب و مباركة بل و مشاركة في كل الجرائم الوسخة التي قام بها الاحتلال الأمريكي و أعوانه في حق العراق و العراقيين من قتل و تخريب و اغتصاب و تفرقة طائفية و..و..و....

سلوك حضاري راق : لأنه احتج بطريقة سلمية ، رغم أن بوش و مرافقيه يستحقون أن تنصب لهم المشانق و المقاصل في شوارع بغداد التي خربوها.

سلوك نضالي و إنساني نبيل : لأنه عبر عن مهانات شعوب كثيرة ، بما في ذلك جزء مهم من الشارع الأمريكي، والفرحة ملأت قلوب الكثيرين في العالم .

سلوك يزرع الأمل و يعيد لقيم العدل و النضال و التضحية موقعها في حياتنا، فالصنم الذي عبر عن تسلط قوى الظلم و القهر و الاستغلال أهين أمام نظر العالم.

موقف جمع كل العراقيين ، متسامين على إنتمائاتهم الطائفية ، فلا احد من المتضامنين يتحدث عن طائفة الزيدي أو إصوله العرقية، المهم أنه عراقي ، فحتى بالنسبة للاسم أصبح العراقيون يطلقون على منتظر الزيدي :منتظر العراقي ، تأكيدا على أن العراق هو إنتمائهم الحقيقي الذي يعبر عن ذواتهم ، أما الطائفية فصناعة امريكية روجها عملاء الاحتلال و خدامهم ، و ما ثار الزيدي إلا ضد هدا الاحتلال بكل ما يمثله من قذارات و جرائم وحرب طائفية.

رسالة لكل مستبد ليراجع حساباته و ليعلم بأم عمر الأمجاد قصير جدا، ربما تكون خاتمتها مذلة تمسح كل لحظة مجد سبقتها.

رسالة للمظلومين ليعلموا بأن الظالمين أصنام نحن من صنع قداستها و نملك أن نخزيها.

هناك قراءات عديدة و دروس كثيرة تستفاد من هذه الواقعة ، لكن هناك من يقرأ و يستفيد و يمكن أن يكون هؤلاء المتضامنين مع الزيدي منهم ، و يمكن أن نضم إليهم حتى الإدارة الإمريكية بردها الذكي عما وقع ، و لو على مستوى الخطاب الإعلامي ، لكن هناك من لا يقرأ و لا يستفيد بحكم سيكولجيته المريضة بالمذلة و العبودية( سيكولوجية العبيد ) و هناك من لا يستطيع أن يتعلم لأنه بل إرادة و بلا قرار ، و في هذين الصنفين الأخيرين يمكن أن نضم الإعلام الصامت أو المتحامل على الزيدي، و كذلك الحكومة العراقية غير الشرعية، لأنها حكومة احتلال وإن أخف وصف قانوني أنها حكومة أمر واقع، فكيف يعقل أن يتقبل الشارع الأمريكي الحدث و يضعه في إطار التعبير عن الرأي في حين ينصب المالكي نفسه مدعيا لينتقم لسيده و ولي نعمته بوش ( لأن الصورة التي تروجها أمريكا عن نفسها تمنع بوش من إظهار الرغبة في الانتقام ) و إن كان مجرد ضرب الزيدي أمام بوش و المالكي وساخة و بلطجة و سلوك مستهجن بل و مرفوض في كل قوانين العالم ، فحتى القتلة و قطاع الطرق لا يجوز التعرض لهم بل ينبغي فقط إلقاء القيض عليهم و تقديمهم للعدالة ، و إن استعملوا العنف يسمح لرجال الأمن مواجهتهم في حدود ضرورة السيطرة عليهم من أجل اعتقالهم .أما ما حدث للزيدي فانتقام و عقاب مستلهم من قانون الغاب و شريعة المافيات.

لا يسعني في النهاية ( آملا أن تكون البداية ) إلا أن أسجل تضامني المطلق و غير المشروط ، مع الصحافي البطل منتظر الزيدي ، مرددا مع كل شريف في العالم :

أطلقوا سراح منتظر الزيدي

المجد و الخلود للحرية و الأحرار في كل مكان

المجد و الخلود للعراق الحر المقاوم

المجد و الخلود لفلسطين

المجد و الخلود لغزة المحاصرة

شكرا يا منتظر ..لأنك حطمت الصنم

عذرا يا منتظر لأنني لا أملك غير كلمات .....

عذرا يا غزة لأنني لا أملك غير كلمات...



#محمد_الخالدي (هاشتاغ)       Mohammed_El_Khaldi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معا من أجل المدرسة العمومية
- اي فريق هو الفرقة الناجية؟
- الشعر العربي
- حول الصراع الطلابي في الجامعة المغربية
- التقدمية: ما معنى أن نكون تقدميين؟
- الدولة المدنية : إطلالة تاريخية
- إلى أجلِّ الناس..
- مناجاة شهيدة
- التطرف بين الهوس و الخيانة
- زهرة من القدس
- زهرة مقدسية
- العولمة
- الصراع السني-الشيعي...إلى متى؟
- حكاية شهيدة - إلى روح الشهيدة سعيدة المنبهي-
- الشباب المغربي: بين الواقع المرير و الآمال المنزعة من أفواه ...


المزيد.....




- بعد أكثر من سبعين عامًا.. مطعم بحريني يجذب المشاهير بمأكولات ...
- بعد قرار ترامب.. رئيس هارفارد يرفض -الإملاءات- وجماعة كولومب ...
- مسؤول بحماس يكشف عن موقف الحركة من مقترح إسرائيل بنزع سلاحها ...
- دراسات: البيض خيار مثالي لأحد العناصر المهمة لصحة الدماغ
- مؤتمر دولي في لندن لمناقشة الأزمة الإنسانية في السودان ولا ...
- هل انتهى شهر العسل؟.. خلاف علني -آخر- بين كييف وواشنطن مع اق ...
- الشيباني عبر -إكس: -الرئيس الشرع يزور الدولة التي وقفت مع ال ...
- الحرس الثوري: قدراتنا الدفاعية خط أحمر ولا مجال للتفاوض عليه ...
- -بسبب ملابسه المثيرة للجدل-.. محمد رمضان يوجه رسالة لإسرائيل ...
- زيلينسكي يؤجل الانتخابات 90 يوما أخرى


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد الخالدي - ضرب منتظر الزيدي لبوش : قراءة و موقف من الحدث