أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-22-














المزيد.....


الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-22-


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2502 - 2008 / 12 / 21 - 04:20
المحور: الادب والفن
    


دينهاخ عاصمة هولاندا الجميلة
مدينة هادئة وشوارعها نظيفة بشكل ملفت
بناياتها تكاد تكون معظمها بالقرميد وبلون خاص أهلها أناس طيبون ومسالمون
يسمحون للأجنبي بالإندماج معهم عكس ما هو الأمر عليه عند جيرانها
لم أر بهذه المدينة آنذاك أحياءا خاصة بالمهاجرين بل لا حظت هناك نوعا من الإندماج
أهلها يحبون الورد بشكل يثير الإعجاب والطمأنينة
حدائقها مفتوحة على الأنظار إن الخاصة منها أو العامة
كان هذا هو الجو السائد خلال تلك الفترة من أواخر الستينات وأوائل السبعينات
لكن الأمور تغيرت حاليا حسب ما تناهى إلى علمي أحيانا من الأصدقاء وأخرى من قصاصات الأخبار
لقد إنتشرت تقاليد جديدة بين المهاجرين أنفسهم والأسباب سأحتفظ بها لنفسي حتى لا يصيبني
ألم دون سبب .
العالم كله أصيب بالرعشة فالإرهاب تمكن من النفوس الضعيفة ولن أشرح أكثر
وصلنا منزل صديقي محمد . قدمني إلى زوجته الهادئة المتخلقة .
تسلمت حجرتي الخاصة بجانب حجرة أخ الزوجة
(إعتبر ياأحمد البيت بيتك ). أليست هذه الأرض طيبة بما فيه الكفاية ذلك ما قالته السيدة بنت البلد.
لكنني بطبيعتي الخجولة والحرج الذي أصاب به في مثل هذا الكرم .طلبت من صديقي أن يعجل
بمساعدتي على إيجاد الشغل في أقرب وقت ممكن كما وعدني لكنه قال ( لسنا على عجلة من
أمرنا ) فلم أجد إلا أن أذعن .
تعرفت على أشخاص هولانديين وآخرين مهاجرين
كان شتان ما بين هذا وذاك
كنا نؤم بارا صاحبه جزائري الجنسية الأصلية متزوج ببنت البلد ولهما طفل كالقمر
بالحانة يشتغل مهاجر مغربي يقول بأنه هارب من المغرب كسياسي وطلب اللجوء السياسي
وحجته إنتفاضة البيضاء
كانت السيدة الهولاندية سيدة محترمة وبأخلاق عالية لكن زوجها الجزائري كان يخونها مع عشيقته
الجزائرية . يوما إستعملني كوسيلة لإحضار العشيقة للبار ودون علم مني . لما رافقته قدمني إليها
وجئنا الثلاثة وشربنا داخل الحانة كؤوسا قدمتها لنا السيدة التي لم تكن تعلم . أخيرا أخبرني صديقي
باللعبة . كنت أؤدي دور العاشق دون أن أعلم بينما الخائن لزوجته كان يعلم .
تعرفت أيضا على دكتور هولاندي ودائما صحبة صديقي . تطوع بمحض إرادته كي يساعدني على إيجاد الشغل وحمل همي كي أحصل على العمل وأوراق البلد ولا داعي لإحصاء حسناته . كان
رجلا يحمل أفكارا مختلفة فقد أخبرني بأنه ترك وصية لأهله لكي يحرقوا جثته عندما يموت كان يفكر
في الموت كالهندوس . قال بأنه لا يريد أن يدفن . كنت أعرف أنه حر . كان رجلا طيبا ونبيلا وديمقراطيا
حتى النخاع . ولما كنت أتكلم وأطرح أفكاري كان صديقي مثلكم يقمعني ويريد إسكاتي فقال له
الرجل ( لا . إن له أفكارا حرة ومن حقه أن يطرحها على جميع الناس ) . لكن صديقي كان له رأي آخر
مثلكم . يريد أن أكون هو . وهذا سيساهم في فتح هوة بيننا فيما بعد.
جواز سفري أشرف على إنتهاء صلاحيته . اتصلنا بالقنصلية المغربية . قال المسؤول علي أن أجدد جوازي في المغرب . قلت له وما وظيفة القنصلية إذن ؟ قليل من التوتر كان كافيا لأنسحب .
الناس هناك من أبناء البلد يريدونني أن أبقى
بنو جلدتي يريدونني أن أرحل
كانت ردة فعلي شبيهة بما فعله بسترناك
عدت إلى وطني فأنا أكثر وطنية من غيري
وعلقت الجواز إلى الأبد ومنذ ذلك الحين وأنا هنا .

إنتهى الجزء الثاني من السيرة
وسأرحل عن المنتدى . ومن يريد متابعة الجزء
الثالث عليه أن يطل من حين لآخر على الريزكار.



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-20-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا/19/
- كائن بلا حواس
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا/18/
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-17-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-16-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-15-
- الجزء الثاني من البسيط والهيئة العليا-14-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليبا/13/
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-12-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-11-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-10-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيأة العليا -9-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا- 8-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا -6-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا / 7 /
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا- 3-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 4 -
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 5 -
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 2 -


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-22-