أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق حربي - حقا..ماالعلاقة بين خطبة الوداع وحفل افتتاح مدينة الألعاب في الناصرية!؟














المزيد.....

حقا..ماالعلاقة بين خطبة الوداع وحفل افتتاح مدينة الألعاب في الناصرية!؟


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 2500 - 2008 / 12 / 19 - 03:13
المحور: كتابات ساخرة
    


كلمات -228-
وقف السيد محافظ ذي قار يلقي كلمة في الافتتاح التجريبي لمدينة العاب الأطفال في الناصرية، وكانت شركة تركية أهلت المدينة بعد تعرضها للتخريب خلال الاحتلال الأمريكي سنة 2003، جاءت كلمة المحافظ بعد كلمتين لمسؤولين أطنبا في ديباجة دينية، والصلاة على محمد وآل محمد ولم ينسيا وهما في حمى الدين والديانة أن جاءا على ذكر السيد السيستاني، ثم مالبثا أن انعطفا على ذكر عيد الغدير بطريقة المزايدات، وكل ذلك جرى وهما في مناسبة افتتاح إحدى المشاريع الترفيهية، التي طالما انتظرها أبناء مدينة الناصرية صغارا وكبارا منذ سقوط النظام عام 2003.
وبدت ثلاثة أرباع كلمات المسؤولين لاعلاقة لها بافتتاح المدينة، (أية خرافة تعيشها الناصرية في ظل المسؤولين الدينيين!؟) بل كانت خطبا ومواعظ دينية ودعايات انتخابية، في نسق تغريبي عن زمان ومكان وأجواء الاحتفالية، التي خصصت لها قناة الفرات الطائفية وقتا مناسبا لدواعي انتخابية معروفة!
كانت كلمات المسؤولين موجهة إلى الكبار دون الأطفال وعوالمهم البريئة، حيث يؤكد علم نفس الطفل على صعوبتها وتعقيدها وافتراقها عن عوالم الكبار، ووجوب تنشئتهم وإعدادهم للمستقبل بتجرد ومسؤولية، لايجب أن يكون الدين والطائفة مهيمنين على عقولهم ونفوسهم.
بعد ذلك ووسط المئات من الحاضرين - مسؤولين وجمهورا – جاء دور السيد محافظ ذي قار لالقاء كلمته الارتجالية (مشوبة بلكنة فارسية تشديدية لاتخفى على السامع!)، بدأها بالحديث الخاشع عن خطبة الوداع وعيد الغدير الذي يصادف اليوم، كلمة مملة طويلة لالزوم لها، وكان الأطفال في أحضان أمهاتهم أخذهم الملل من كلمة لاعلاقة لها بعوالمهم الطفولية، ولا بالألوان التي نثرتها الشركة التركية في فضاء الشامية، ومشروع مدينتهم الذي ضم ألعابا حديثة، وذات مناشئ عالمية كما صرح بذلك مدير بلدية الناصرية، كان الأطفال يلعبون قرب الأمهات غير معنيين بما يخرج من أفواه المسؤولين صدقا وكذبا، رياءا ونفاقا، أما الأمهات الصابرات فقد جزعن لطول كلمة المحافظ والمسؤولين قبله، قبل أن يأتي دور الشعراء ويلقون بقصائد لاتعني الأطفال، وبعيدة عن اهتمامات الأمهات ولايفهمها الكثير من الكبار!
في الطقس المائل إلى البرودة كان الأطفال يحاولون الفرار من أحضان الأمهات إلى " دولاب الهوى والإخطبوط والفورتكس المقص وديسكفري والسيارات والمشاحيف والطيارة والسفينة"، وهذه كلها لاتقدر بثمن بالنسبة إليهم بعد سنوات طويلة من الحرمان في العهد البائد، والاهمال شبه التام في عهد الأحزاب الدينية الحاكمة، التي أصرت على جعل المرأة تجلس في الصفوف الخلفية في المحافل والاجتماعات واللقاءات، كان محافظ ذي قار - وليس لي شيء ضده شخصيا - لكني أنتقد خطابه الديني وهو أكبر مسؤول في الحكومة المحلية، كان يشدد على تفاصيل دقيقة في خطبة الوداع : التواريخ والأرقام والأماكن وهو يعيش اغترابا إضافيا وانفصاما عن عالمه بين حديد العاب أوروبية زاهية الألوان، حديثة جدا منقطعة عن الماضي ولاتتغنى به.
بدلا من القاء الخطب العصماء كان على السيد المحافظ أن يلقي كلمة قصيرة عن الطفولة المحرومة!؟، مانوع الاستعدادات الجارية لإدخال الأفراح والسرور في قلوب الأطفال في السنة القادمة!؟ مانوع الألعاب الترفيهية التي ستوفرها الحكومة المحلية ومناشئها!؟، كيف استعان المهندسون والشركة العراقية المنفذة بخبرات شركة تركية وامتيازها الايطالي!؟، كان حريا به أن يتحدث عن الاهمال الذي عانى منه أطفال الناصرية بشكل وجيز وإشاري لأنه عهد مضى وولى، تاركا فسحة الوقت المتبقية ليقوم المرشدون بشرح لماذا : " الافتتاح التجريبي سوف يشمل 10 ألعاب من بين 18 لعبة هي مجموع ألعاب المدينة"!؟ مثلا، وتعليم الأطفال على ركوب الألعاب الجديدة والتمتع بها، وكيفية ملىء البطاقة الذكية بعد استنفادها في إحدى الألعاب!؟، وجولة حول مطاعم المدينة وكافتيرياتها والاشارة إلى مصابيحها الملونة وشوارعها، لكي يشعر الأطفال بحجم الاهتمام والرعاية بهم من لدن المسؤولين المحليين.
كان الخطاب دينيا قروسطيا بحتا موجها إلى الكبار مفروضا قسرا على الأطفال في عيدهم، والمتنفس الوحيد لهم ولعوائلهم، فأفسد عليهم فرحتهم في مدينة شحت فيها الوسائل الترفيهية، وماتزال تشهد إضافة إلى أعمال العنف الناشبة بين وقت وآخر وإطلاق الصواريخ، اختطاف أطفال مقابل فدية!
إن من يهوى القاء المواعظ والخطب الدينية مكانه الجوامع والحسينيات، التي ترعاها وتمولها الأحزاب الدينية ومؤسساتها، وليس الأماكن الترفيهية والعائلية، والسيد المحافظ ينتمي إلى واحدة من أقوى الجهات السياسية الحاكمة في العهد الجديد وأكثرها نفوذا (المجلس الأعلى)، ولاأظن أن مؤسسة شهيد المحراب التي استحوذت على ميزانيات وزارات، تتردد في أن تفتح ذراعيها لرعاية واحتضان الفعاليات الدينية والمواهب الخطابية، وكل من يود الحصول على الأجر والثواب والانتخابات على الأبواب!



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوش والزيدي : هل هذا هو واجب الصحافي في العراق الجديد!؟
- في مزاد كريستي العالمي : مسؤولون عراقيون متهمون ببيع آثار عر ...
- مطاليب صدام من قبره تؤجل التوقيع على الاتفاقية الأمنية!
- موسم الهجرة إلى العشائر!
- اليوم الموعود لنهاية كل الأحزاب والتيارات الدينية والطائفية ...
- جمهورية رفحاء : تغلق أبوابها بعد 17 عاماً.. بوداع آخر 77 لاج ...
- الشاي في الناصرية : سيلاني إيراني شكل تاني!
- أوباما والعراق!
- إنزال جوي في شارع الحبوبي.. ومقتل قائد القوة المهاجمة على يد ...
- فتاوى شرعية في محطة كهرباء الناصرية!
- مايزال زعماء الشيعة والأكراد يبددون ثرواتنا الوطنية!
- اليعقوبي مرجع ديني أم سياسي أم نفطي!؟
- الحل في البرلمان وليس في الفاتيكان!
- كلمات -215- لا لتأسيس مجلس الإسناد في محافظة ذي قار!
- لماذا تلجأ إيران -الاسلام- إلى تفخيخ وسائط النقل في الناصرية ...
- بعض من علل السياسة الخارجية العراقية!؟
- لماذا المزايدات على زيارة السيد مثال الآلوسي إلى إسرائيل!؟
- صحوة عراقية ضد الارهاب الجديد : وباء الكوليرا!
- مطلوب توسيع عمل كتلة (22 تموز) في البرلمان العراقي
- أمام أنظار دولة رئيس الوزراء : إنقذوا حياة الشاعر حيدر عبد ا ...


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق حربي - حقا..ماالعلاقة بين خطبة الوداع وحفل افتتاح مدينة الألعاب في الناصرية!؟