أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - - حذاء - الدمار الشامل














المزيد.....

- حذاء - الدمار الشامل


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2498 - 2008 / 12 / 17 - 05:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التصرف غير السوي للمراسل التلفزيوني العراقي منتظر الزيدي خلال المؤتمر الصحفي المشترك بين كل من الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش ورئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في بغداد أمس الأول بعد التوقيع على الاتفاقية الأمنية ومتابعة الملايين لفردتي حذائه الطائرتين صوب المنصة ورد فعل الرئيس بوش المتماسك بقوله : " بالحرف " ماذا يعني لو رماني احدهم بحذائه" " انها احدى الطرق للتعبير عن الرأي" هو اراد لفت الانتباه اليه" " هذا تصرف اولاد الشوارع".....أعاد بنا الذاكرة الى استرجاع مشهدين حصلا في لبنان في توقيت متقارب وكنت حاضرا , في الأول بعد طرح البرنامج الوطني المرحلي الفلسطيني الذي تبنته منظمة التحرير ظهرت معارضة قوية من حانب بعض الفصائل وبدأ كل طرف بحملات اعلامية لصالح توجهه وكان من بينها اقامة الندوات في قاعة جامعة بيروت العربية في الفاكهاني وحضرت معظمها مستمعا لكل من – نايف حواتمة والراحلين جورج حبش والرئيس ياسر عرفات – وفي ندوة أبو عمار كانت القاعة محتشدة بشبان حركة – فتح – اليساريين الذين أعاقوا سير الندوة وقطعوا الطريق على المحاضر وهو زعيمهم ومن أرفع الشخصيات الفلسطينية لمدة تقارب النصف ساعة باطلاق الهتافات الثورية المناهضة له وللبرنامج ووقف ابو عمار صامتا منتظرا بفارغ الصبر الى أن هدأت القاعة قليلا وأطلق بأعلى صوته شعار : " عاشت الديمقراطية الفلسطينية " لمرات عديدة الا أن استجاب الجمهور له بل ومالوا اليه تلقائيا وبدأ الشبان بترداد شعار " بالروح بالدم نفديك ياابو عمار " مطالبينه بالتحدث اليهم , وفي المشهد الثاني بعد محاولة الاغتيال الثانية للسياسي اللبناني الراحل ريمون ادة عميد الكتلة الوطنية على طريق جونية من جانب قوات الكتائب اللبنانية وفي معرض رده على سؤال أحد الصحافيين حول مغزى اصابته برجليه في المحاولتين قال العميد المعروف بخفة الدم وسرعة البديهة وصاحب النكتة السياسية " كل واحد يضرب على مستواه " .
بالرغم من موقع الرجلين المؤثرين وكل من موقعه في السياستين اللبنانية والفلسطينية ودورهما في رسم المواقف الاقليمية والدولية عندما اندمجت القضية الفلسطينية بالوضع اللبناني وتحولت ساحته الى مركز استقطاب المعسكرين العالميين وصراعهما حول النفوذ في الشرق الأوسط الا أنهما في المشهدين لم يحظيا باهتمام ربع قدر الاهتمام الاعلامي العربي والعالمي بتلك الفعلة – البغدادية - المنكرة التي لايقدم عليها عاقل ولاعجب في ذلك حيث نعيش عصر الردة الاعلامية الاستهلاكية الهابطة وفضائيات البترودولار المنقادة اما من أنظمة متحجرة أو من التحالف الممانع بين الأصوليتين القومية الشوفينية الاستبدادية والاسلامية السياسية ففي لغتها يتحول الارهاب الى مقاومة والدمار الى النصر الالهي والتنازل عن الاسكندرون والجولان الى الصمود وقمع الشعوب وانتهاك الحريات الى مصالح الأمن القومي والتفاوض مع اسرائيل وارضاء الغرب الى مواجهة الضغوط الخارجية ومفردة – أنصاف الرجال – السوقية الى ملحمة الشجعان وعبارة - مصخرة – قائد انقلابيي غزة الى كلام منزل وحذاء الزيدي الى منزلة اللاة والعزى في عصر الجهالة والوأد والظلام وليس من المستبعد أن يحل الحذاء شعارا يزين قناتي – الجزيرة – و – المنار - مثلا أو علما للتيار الصدري أو شارة تتوج بها رؤوس الممانعين في المنطقة أو وساما على صدور قادة الارهاب .
ليس مهما أن يكون ذلك الزيدي مأجورا لجهة سياسية عراقية صدرية كانت أم بعثية أو ارهابية أو أجنبية ايرانية أو سورية أو منقادا بالرغم من ارادته بل الأهم هو بؤس المشهد الذي يعكس التردي الخلقي والبعد عن أصول التخاطب البشري والحوار الانساني في اطر القيم الديمقراطية وحقوق الانسان وما يرمز اليه الكائن عندما يصر أن يكون حافيا بالعودة الى الوراء قرونا الى عصور الانسان البدائي أو التعبير عن الغريزة العنصرية الكامنة في النفوس ضد الآخرالأجنبي فاذا كان الفعل موقف سياسي ضد الاتفاقية الأمنية فهناك طرفا المعادلة على المنصة لماذا يعفى المالكي ويستهدف بوش أوليس أولياء الأمور الأقربون أولى بالتخاطب ؟
لقد قدم رامي الحذاء ومن حيث لايدري دليلا آخر على أن العراق شهد تحولا ديموقراطيا حقيقيا بعد زوال الدكتاتورية التي كانت تجز الحناجر من أجل كلمة حق وتقطع الألسنة التي كانت تتطاول ولو همسا ليس على مقام الدكتاتور فحسب بل حتى موظفي بلديات النظام المقبور – مع كل الاحترام لهم – وعلى كون رئيس الدولة الأعظم في العالم أكثر مدنية وتواضعا وعدلا من معظم حكام الشرق الأوسط رغم اختلافنا مع الكثير من جوانب سياسة بلاده من قضايانا .
ان احدى التحديات الفكرية – الثقافية التي تواجه مجتمعاتنا وحركاتنا الوطنية وبعض الفئات اليسارية الراديكالية خصوصا هي الانزلاق التدريجي نحو شخصنة السياسة والانتقال من فضاء الصراع السياسي الخلاق والمبدع مع آيديولوجيا العدو الطبقي والفكري ونهج الخصم الثقافي بالطرق العلمية والحوار الواعي المنهجي الى التحرك حسب الغرائز والدوافع الذاتية المزاجية والعداوة غير القابلة للتغيير والمواقف المسبقة والحقد الأعمى تجاه المختلف المقابل كائنا بشريا أو حزبا أو دولة أو قوما أو دينا أو مذهبا وما همروجة البغدادي الأخيرة الا صورة فردية عن ثقل التحدي واشكالية وسائل التعبير ومأزق العمل الوطني في المرحلة الراهنة ليس في العراق وحده بل في مختلف بلدان الشرق الأوسط .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية جنرال
- ظاهرة الحوار المتمدن
- غزوة بومباي
- عندما يستغرب نائب الرئيس
- - ضد العنف .. فلتتحدث المرأة بنفسها -
- - نحو حل ديمقراطي لقضيةالمسيحيين العراقيين -
- هذه هي ثقافتهم
- حدود - التغيير - في عهد أوباما
- القرار العراقي الوطني المستقل هو الحل
- - البيانوني - لايعبر عن مواقفنا في جبهة الخلاص
- أبعاد الفتنة الأصولية في الموصل
- حوار الشركاء في - بغداد - ماله وما عليه
- سوريا لم تعد آمنة في ظل نظام الاستبداد
- دروس من - جنوب افريقيا -
- حشود الشمال - وقاعدة - طرطوس -
- حقيقة الصراع حول فدرالية كردستان
- قضايا الخلاف في المعارضة السورية وسبل الحل
- نظام الأسد ولعبة السباق مع الزمن
- ماذا يعني - الأشغال الشاقة المؤبدة - لخدام
- وجهة نظر حول بعض المهام العاجلة


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - - حذاء - الدمار الشامل