محمود حافظ
الحوار المتمدن-العدد: 2499 - 2008 / 12 / 18 - 07:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو أن المثقفون العرب قد نمت عندهم ما يسمى بعقدة النقص الحضارى وخاصة الذين سارعوا بإدانة الصحفى الشاب منتظر الزيدى وهو يقذف من قام بإحتلال أرضه وقتل ما يقرب من مليون ومائتى ألف عراقى هذا خلاف من هجروا من وطنهم خوفا من القتل أو إكراها ناهيك عن سياسة الفوضى الخلاقة البوشية وما فعلته بالعراق الواحد .
وهنا تحديدا لنا وقفة ، هل كل هذا الفعل الأمريكى بيد بوش المهووس يعتبر تصرفا حضاريا ؟
وهل ردة الفعل من شاب غاضب غيور على وطنه وعلى حضارة هذا الوطن المسلوبة وعلى ثروات هذا الوطن المسروقة هل ردة الفعل هذه تعتبر جريمة أخلاقية وغير حضارية ؟
لقد أصبحت ردة الفعل هذه وطبقا لنظرية المؤامرة مخططا لها ومقصودة وهناك من عمل على تدبيرها ويجب البحث عنهم ومعرفتهم حتى يأخذ السيد بوش اللص حقه منهم هل هذا كلام يعقل أيها السادة الأفاضل ؟
ربما يكون مقصودا أيضا وطبقا لنظرية المؤامرة ردة الفعل العربية والعالمية وأيضا الأمريكية فإن الجماهير التى تظاهرت وأعلنت تأييدها لهذا الشاب فى العراق وفى كل البلاد العربية من مشرقها إلى مغربها هى جماهير حركتها ثورة شاب لايملك إلا حذائة فقذفه فى وجه من إحتل بلاده وسرق قوت شعبه ربم هذه هى النظرة الواقعية والتى يجب أن نتعامل بها مع هذا الحد ث بقرائته الصحيحة فالحدث لايعدو عن كونه مفجر للصراع العربى الإمبريالى الصهيونى هو حث على ما يجب أن يكون من موقف لشعب واقع تحت الإحتلال وأى إحتلال إنه أبشع إحتلال وأكثر وحشية هذا الإحتلال الذى دمر البنية التحتية للوطن ودمر ثقافته الموروثة من العصر العباسى ودمر النفس العراقية الأبية وفرق بين الأهل والأنكت من ذلك أنه يسوق لنا الديموقراطية والتى لولاها لكان سحل هذا الشاب وسحلت معه أسرته وأقاربه وأصدقائه وكأن من يسوق هذا ينسى أو يتناسى هذه الملايين التى قتلت وهذه الملايين التى هجرت قسرا وهذه الملايين التى لاتجد قوت يومها وتعيش فى رعب دائم وهذه الملايين من النساء التى ترملت وفى رقابهن أطفال يعولهن ، ألم يكن هذا أيضا بفعل الديموقراطية الأمريكية ؟
ياساده نحن فى حرب سجال مع من يسرق قوتنا ويستلب ثرواتنا وما حدث يجب وضعه فى موضعه الصحيح وهو فعل محرك للجماهير الساكنه علها تتحرك مطالبة بحقها فى الحياة والوطن .
#محمود_حافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟