أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق سلوم - الذي اختصر ملحمة الحفاة














المزيد.....

الذي اختصر ملحمة الحفاة


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 2497 - 2008 / 12 / 16 - 08:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ابن الناصرية وذي قار هذا يعلّمنا درسا في الوطنية وفي التضحية ..
وكان علّمنا من قبل رجالات المدينة الذين وهبوا انفسهم للعمل الوطني العراقي طوال عهود وعهود من التاريخ المكتوب والتاريخ الحي ..
هذا الذي ولد وسط حرب طاحنة .. وحصارات قاتلة ووطن يحترق ويتحرّق طوال الوقت ..
ابن مدينة الثورة او مدينة صادم او مدينة الصدر .. سمها ماشئت ..
ابن المدينة العراقية الزاخرة بكل تناقض خلاّق .. وجدل صاخب ..
هذا الذي اختار ان ينبني ويعيش وسط الفقراء .. هناك حيث تتفجر الروح كل يوم تحت سلطة التاريخ وجدلياته ..
وتحت سلطة الأحتلال .. وحلفائه ..
لقد كان منتظر الزيدي بأعتراف اصدقائه سليما ومعافى .. نفسيا وبدنيا .. وحذار من امراض سيلصقها به المحتل وحكومته
وهما يحاولان ايهام الرأي العام كما كل مرّة ..
وحذار من جهات ستتبناه لتخدم صراعها الأقليمي .. والسياسي والمخابراتي والديني ..
فقد كان في كامل وعيه ولياقته مثلما كان نشيطا وغيورا وشهما في العمل والحياة حيث نجى منذ عام من اختطاف كاد يودي بحياته الى الأبد ..
هذا الشاب العراقي .. يلخص كل شيء في وقفته في المؤتمر الصحفي لبوش والمالكي ..
انه يلخص الموقف الوطني والروحي لشعب باجمعه من سلطة الأحتلال الأمريكي .. وقواته الغازية ومريديه .. ومن محرر العراق الكبير السيد جورج شو .. كما يدعي !!
ونقول للبعض من السياسين والمعممين من رجال عراق الأحتلال من هؤلاء ، الذي صرّح و تنطّع بألأخلاق والبروتوكول والعيب ، وهو بريء ، منهما انه ليس وقت الحديث عن اللياقة والأخلاق مع من قتل ودمر وسبى بلاد الرافدين ..
هذا البعض ، الوطني جدا .. ممن علق على الحدث من الطارئين الذين ربطوا حياتهم ومستقبلهم بألأحتلال حاولوا ان يعطونا درسا في الأخلاق عن
– الضيف والمضيّف وعيب .. وشلون .. ويمكن يجعلوها سواني وفرشه مع عشيرة الشاب الشجاع ..
مهرولين مدافعين عن حرج الضيف في مضيف حكومة المحتل الباغي التي لو عرفت الخيار الحق لأستقالت وفوضت امر البلاد لأهلها العراقيين ..
ان بيوت هؤلاء المتنطّعين بأخلاق العيب والضيافة .. لم يفتشها الجندي الأمريكي الوحشي المحتل طوال اكثر من خمس سنوات من الدهم والتفتيش والقتل والأنتهاك لبيوت العراقيين .. ولم تستبح قوات حكومة الأحتلال منازلهم الهادئة في الركن الأخضر قرب السفارة الأمريكية على دجلة الخير .. فهؤلاء يفوضون كل شيء لأنهم يعرفون سمو اخلاق المحتل الأمريكي وحلفاؤه وقسوتهم وهم مطمئنون على ان الشعب العراقي في يد امينة وحرز امين .
انهم يسكنون منازل المنطقة الخضراء المحروسة ..
ويتغاضون عما استعمله المحتل وحلفاؤه من ارذل وسائل الأهانة والتحقير والقتل ازاء كل العراقيين دون مسميات او طوائف ..
فهذه الخرقة البالية للطوائف والمحاصصات قد سقطت مع حذاء منتظر الزيدي الذي ينتمي الى بلاده و اهله وليس الى طائفه ..
او ملة او قوميه عدا انتمائه لوطنه وشرف مواطنته .
هذا هو الرهان الحقيقي على الشعب قبل ان يسقط بوش ومن معه الى الأبد في ارذل درك في التاريخ ..
وهذه هي دعاية الشعب العراقي المضادة للعبة الأنتخابات القادمة ..
فمالذي سيقوله او سيفعله السياسيون المعممون و( المفرّعون ) الذين يعدون بالديموقراطية والخير العميم .. على هذه الخاتمة الساخره التي رسموا لوحتها معا .
ان تاريخ الحذاء في السياسة معروف عراقيا وعالميا ..
في الشعارات والهوسات وفي الوثائق .. وعلى حد تعبير قناة فوكس .. انها وسيلة للتحقير والأهانه .. كلما اختار احد استعمالهما في الشرق الأوسط
وتخيلوا الحكاية كلها ..
ان ينفذ هذا الشاب من اختطاف سابق كان حتفه فيه التعذيب حيا حتى الموت من قبل مليشيات وقوى ارهاب زرعها المحتل ومجرموه ..
ويخرج من تفتيش رجال امن المركز الصحفي للمنطقة الخضراء والقوات الأمريكية المحتلة ..
ويتسلل من بين اصابع العيون والبصاصين ودهاقنة القتل الأعمى .. ليختار طريق التضحية .
شاب نشأ وترعرع وسط المحنه واهلها .. والمظلومية وحكايا التاريخ والخيال .. حكايا الحقيقة واختها .. التضليل والكشف الحي ..
ليختبر بنفسه كل هذا الدهاء المعمم والملقن طوال اكثر من خمس سنوات .. من مدرستي الأحتلال الأمريكي وشقيقه الأحتلال الأيراني ليعيد مجدا اسسه اهلوه طوال عصور الظلام في البلاد وهم يقاتلون في ذي قار ويقاومون .. التتار .. والعثمانيين .. والبريطانيين .. وكل سلطة جائرة حتى الأحتلال الأمريكي ..
ليلقن منتظرالزيدي اليوم الجميع درس الوطنية .. والعراقية ..
انها لحظة خروج جيل الحفاة ..
وقد اعاد منتظر الزيدي تصحيح و ابتكار هذا السلاح الشعبي البسيط ..
حيث سيدفن يوما كل هؤلاء المعممين .. والمدلّسين والأدعياء واللصوص .. وابناء المحتل ..
تحت ركام من هذا السلاح الشعبي الذي لاينفد .. ابدا ..






#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذهاب المتسكع اسئلة العزلات
- ريم البنا : الشجن الذي يمنع من السفر
- مايك جاغر : الجمال الخطر مرثية .. لصورة امرأة- الفن شاهدا عل ...
- الأمريكية هولي وونغ : الرسم يكتب تاريخ حروبنا
- عرس اوباما ليلة واحدة فقط
- ادونيس 68
- المهمة لم تنجز..تجربة رئيس اخرق
- تجوال ..
- الفرصة التي تضيع الى الأبد
- عود وغابة وليل ابيض
- ياأخا الطير في طشقند:عشرة ايام قرب الجواهري
- سور الصين .. وهادي العلوي ونحن الثلاثة
- مراجل الوطنية الجديدة
- ويأتيك كل غد بما فيه
- ومثقفون يتاجرون بالعراق
- مثقفون عراقيون في طهران
- خازوق يرسم شكل المرحلة - شاشه 3
- الحرّة .. يأكلها الدود - شاشة 2
- أمة ضاحكة..شاشة 1
- الذي في يديك .. في الكلمات


المزيد.....




- -لم يكن من النوع الذي يجب أن أقلق بشأنه-.. تفاصيل جديدة عن م ...
- نجيب ساويرس يمازح وزيرة التعليم الجديدة بالإمارات: -ممكن تمس ...
- كسرت عادات وتقاليد مدينتها في مصر لترسم طريقها الخاص.. هبة ر ...
- من هو جيه دي فانس الذي اختاره ترامب نائباً له في رحلة ترشحه ...
- حرب غزة: قصف لا يهدأ على وسط القطاع وجنوبه وإصابة جنود ومستو ...
- ألمانيا تحظر مجلة -كومباكت- اليمينية المتطرفة
- مكتب نتنياهو ينفي تلقي إسرائيل رفضا من -حماس- بخصوص مواصلة ا ...
- -حماس- تنفي وجود خطط لعقد اجتماع ثنائي مع -فتح- في بكين
- -روسكومنادزور- تطالب Google برفع الحظر عن أكثر من 200 حساب ع ...
- علاج واعد يوقف الشخير نهائيا


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق سلوم - الذي اختصر ملحمة الحفاة