طارق قديس
الحوار المتمدن-العدد: 2498 - 2008 / 12 / 17 - 03:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لو قلَّبنا الأمر من مختلف الوجوه، فلا يمكننا أن نرى في تفجيرات مومباي هدفاً واحداً يتصف بالنبل، فالتفجيرات كانت أهدافها تنحصر في نقطتين وهما :
أولاً : إشعال نار الفتنة بين الجارتين الهند وباكستان.
ثانياً : إرسال رسالة لكل من ظن أن الجماعات المتشددة قد اضمحلت أو شارفت على الزوال، بأنها مازالت تعمل في مختلف الجيوب، ولا تزال تتمتع بقوة ضاربة هنا وهناك.
ولعله أبعد ما يكون أن تكون المخابرات الباكستانية أو أي من الجماعات السرية أو الأفراد الموالين لها في الهند وراء هذه السلسلة من التفجيرات، فباكستان ليس لها أي مصلحة بأن تتوجه نيران الهند نحو أراضيها، عدا أن تحوِّل بتلك العمليات النوعية أنظار الولايات المتحدة الأمريكية إلى منطقة شبه القارة الهندية، للمساعدة في فض التوتر الهندي الباكستاني، ومكافحة الجماعات المسلحة في منطقة القبائل، وضبط الحدود المشتركة على الطرفين.
فباكستان لو أرادنا أن نقولها باختصار هي في غنى عن جبهة خارجية تفتحها فيما هي تحاول بكل طاقتها أن تحتوي الجماعات المسلحة والمتشددة داخل أراضيها.
والقول أن الولايات المتحدة الأمريكية هي وراء تلك العمليات هو قول أبعد ما يكون عن الواقع، بل هو قول يندرج في باب (التضليل)، حيث أننا لو قمنا بتشتيت الانتباه عمن قام بالعمليات من الجماعات المسلحة سواء كانت جماعة كشميرية مسلحة أو غيرها، فإننا سوف بذلك لتقديم خدمة مجانية للجناة، وسوف يكون المستفيد الوحيد من ذلك كله هم زمرة الأفراد أو الجماعات المسلحة نفسها.
لذا فإنه - ونظراً للمُصاب الجلل الذي ألمَّ بالهند - فإنه من الأفضل ألا تُقاد التحقيقات إلى زوايا ونواحٍ لا علاقة لها بالموضوع، وذلك حتى يكون بمقدور الجهات المختصة التركيز على المستفيد الفعلي من تعميق الشرخ في العلاقات المتوترة أصلاً بين الهند وباكستان منذ زمن بعيد.
#طارق_قديس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟