أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهد نصر - المتحولون دينياً .. داخل عيادة الطبيب النفسى














المزيد.....


المتحولون دينياً .. داخل عيادة الطبيب النفسى


ناهد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 2497 - 2008 / 12 / 16 - 08:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عادة ما يوصم المتحولون دينياً فى مصر بالانتهازية أو بأنهم وقعوا ضحايا مؤامرة ذات أبعاد أكبر بكثير من إسلام أحدهم أو تنصر آخر، غير أن وصمهم بالجنون وعدم الاتزان النفسى تبقى الأبرز فى قائمة الاتهامات. فهل المتحولون دينياً لهم سمات نفسية خاصة بالفعل؟، ولماذا يرتد بعضهم إلى عقيدته الأصلية؟، ومتى ولماذا يلجأون إلى الطبيب النفسى؟، هذا ما نحاول الوقوف عليه فى التقرير التالى ..

أبرز سمات المتحول دينياً فى مصر وفقاً للدكتور نبيل القط الاختصاصى النفسى أنه جرئ وفضولى، وغير متزن عاطفياً، ويرى د.القط أن الشخصية المصرية بطبعها محبة للاستقرار، والنظرة الاجتماعية للشخص المختلف فى مجتمعنا عادة ما تقابل بالرفض الشديد, وبالتالى فإن من يتحدى النمط السائد لا يخلو من جرأة ومخاطرة، غير أن القط يشير من واقع خبرته إلى أن تغيير الدين أحياناً يعبر عن مرض نفسى، فيقول, قابلتنى بعض الحالات لأشخاص يعلنون فجأة أنهم رأوا فى المنام أشخاصاً ورموزاً دينية تدعوهم لتغيير دينهم أو لتبنى موقف أكثر تشدداً فى دينهم الأصلى، وأغلب هذه الحالات لا تستمر فى اتجاه معين لفترة طويلة، وهؤلاء يمكن وصفهم بالمرضى النفسيين, غير أن القط يؤكد على أنه ليس كل المتحولين مرضى ينبغى أن نفرق بين شخص مصاب بخلل عقلى وبين شخص تربى فى أسرة أحد أفرادها ينتمى لدين آخر, أو كان قريباً فى طفولته من جماعة دينية مختلفة عن جماعته فيحدث له اضطراب فى الهوية الدينية، ويبذل جهداً فى الوصول إلى صيغة مناسبة فى علاقته بالدين.

الفيلسوف الأمريكى، ويليام جيمس واحد من أوائل الباحثين فى التركيبة النفسية للمتحولين دينياً, يصنف جيمس البشر فى علاقتهم بالدين فى كتابه الأشهر "أنواع الخبرات الدينية" فى نوعين أحدهما يتمتع "بعقل صحى" وهم مؤمنون بالفطرة، والدين بالنسبة لهم يوحدهم بالجنة، والله هو مصدر الرحمة والاتساق فى الكون, أما النوع الثانى فأرواحهم قلقة، والسبيل الوحيد نحو شفائها هو المرور عبر تجربة روحية عظيمة ومؤثرة أو "تحول دينى" لتصل إلى الاكتمال، وهؤلاء تتاح لهم الفرصة لرؤية الحياة من منظوريها, والمتحول دينياً طبقاً لجيمس يمر بثلاث مراحل: "الأزمة" أو عدم الشعور بالرضا، ثم "الانفراج" والتوصل لحل دينى مقنع، فمرحلة "التغيير" وفيها يبدأ الشخص فى تغيير نمطه السلوكى والفكرى وصولاً إلى الاستقرار.


هل ينطبق تحليل جيمس على المتحولين دينياً فى مصر؟ الدكتور إيهاب الخراط، اختصاصى الطب النفسى يرى أن جيمس كان موضوعياً فى تحليله, إلا أن بعض النقاد لخصوا نظريته فى أنها تعنى الإصابة بالخلل النفسى, هذه الرؤية ترسخت لدى الكثير من الأطباء النفسيين, لأن أخلاقيات المجتمع المحافظ عادة ما تنعكس على أداء الأطباء النفسيين.

يؤكد الخراط أن أغلب المتحولين دينياً فى مصر يصابون بعدم اتزان نفسى بعد مرورهم بالتجربة, عندما يتحول الإنسان من دين إلى آخر, فإنه يتحدى المجتمع ويعانى من رفضه ونفوره, ونتيجة لذلك يواجه ضغوطاً اجتماعية ونفسية رهيبة, غير أن الخراط لا ينفى أن هؤلاء الأشخاص يتسمون بصفات خاصة تتراوح بين الشجاعة والتطرف والبطولة, وقد تصل إلى الجنون "الطبيب النفسى لا يعنيه تحديد الدين الأصح، وعليه أن يركز فقط على مساعدة الشخص على التأقلم مع ظروفه التى يختارها بوعى وحرية بحياد تام.

بعض المتحولين دينياً سرعان ما يعودون مرة أخرى إلى دينهم الأصلى، فهل هناك تفسير نفسى لهذا الارتداد؟، وهل للطبيب النفسى دور فى ذلك؟ يجيب الخراط أن الارتداد يحدث لعدة أسباب بعضها نفسى وبعضها اجتماعى, وردت على حالات لعدد من المتحولين دينياً من الطرفين، وبعضهم عاد إلى ديانته الأصلية والبعض منهم استمر, ودورى كطبيب مساعدة الشخص فى الوصول إلى التوافق بينه وبين نفسه ومجتمعه, وفى بعض الأحيان يكتشف الشخص أن العودة هى الطريق الوحيد نحو هذا التوافق, وهو ما أكد عليه د.يحيى الرخاوى أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة قائلاً, إن على الطبيب أن يتقمص حالة المريض لا أن يحاول دفعه لدين معين، لأن الهدف هو علاج المشكلة النفسية التى يأتى بها المريض.

هل يتعامل الأطباء النفسيين فى بحياد وموضوعية مع المتحولين دينياً، د.الرخاوى لا يملك إجابه قاطعة لكنه يقول, هذا ما أتمناه، فكل طبيب يتصرف وفق تعليمه وتكوينه الشخصى والعلمى, ويؤكد على أنه فى كل الأحوال من الصعب فصل الطبيب النفسى عن واقعه الاجتماعى فصلاً تاماً، وهو ما قد يؤثر سلبياً على العلاقة بين الطبيب وبين الشخص المتحول دينياً، فإلى من يلجأ هؤلاء فى هذه الحالة.

الدكتور أحمد شوقى العقباوى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر يرى أن الحل الأمثل هو عدم الإعلان, الذين يعلنون عن تحولهم الدينى فى مجتمعنا لا يقدرون الواقع ويفتحون على أنفسهم أبواب جهنم, ويفسر العقباوى قوله, بأن هناك بعداً اجتماعياً يؤثر سلباً على المتحول دينياً, يواجه مشكلات فى الاندماج بجماعته الاجتماعية الأولى والجديدة على حد سواء.

وتجنباً للصراع ينصح العقباوى بعدم الإعلان, لكن ألا يؤدى الكتمان إلى اضطرابات نفسية من نوع آخر، يجيب العقباوى, على الفرد اختيار أخف الضررين, ويضيف أن التحول الدينى فى مصر يعبر عن مصيبة اجتماعية أكثر منها أزمة نفسية.

وجهة نظر قد تحمل وجاهة، لكنها لا تطرح حلاً نهائياً للمتحولين دينياً فى مصر، ليبقى أمامهم خياران كلاهما مر، إما الإعلان ومواجهة ضغوط المجتمع، أو الكتمان والحرمان من ممارسة اختيارهم العقائدى علناً وبحرية.



#ناهد_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر بلا قلب
- اسطنبول.. مدينة تحب أبنائها
- الوساطة الغائبة
- من أين نبدأ ؟
- حزب الله والقوى الوطنية العربية
- البيت الكبير تسكنه القطط
- من دم ولحم أزرق


المزيد.....




- بوغدانوف يبحث مع وفد من حماس المستجدات في غزة ويؤكد أهمية ال ...
- الجدل حول شراء غرينلاند لم ينته بعد.. ورئيسة وزراء الدنمارك ...
- بيل غيتس وصورة -الملياردير المثالي-
- ترامب يعلق رسومه الجمركية على المكسيك -شهرا-
- الرياض.. برنامج أمل التطوعي لدعم سوريا
- قطاع غزة.. منطقة منكوبة إنسانيا
- الشرع لـ-تلفزيون سوريا-: النظام كانت لديه معلومات عن التحضير ...
- مصراتة.. سفينة مساعدات ثانية إلى غزة
- جنوب إفريقيا تعلن عن إجراءات محتملة ردا على قرار ترامب وقف ت ...
- مصر تصدر خرائط جديدة لقناة السويس.. ما أهميتها وتفاصيلها؟


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهد نصر - المتحولون دينياً .. داخل عيادة الطبيب النفسى