أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبي زيد السروجي - متى سيحاكمنا اطفال العراق؟














المزيد.....


متى سيحاكمنا اطفال العراق؟


أبي زيد السروجي

الحوار المتمدن-العدد: 2497 - 2008 / 12 / 16 - 10:31
المحور: الادب والفن
    


هذا المَسَاءْ
نَمْ يا صغيري دُونَ أغنيَةٍ..
فقد سَرَقوا الغناءْ
سرقوا ترانيمَ المِهادْ
وَ لأنّكمْ تبقونَ أحياءً على صوتِ الأمومةِ يا صغيري ..دونَ زادْ
جاؤوا لتفتيشِ الحناجرِ عن ينابيعِ الأمومةِ ..عن "قنابلَ للدّمارِ"..
تُوَشوِشُ الأمهادَ حُلْماً بالجهادْ

هذا المساءْ
نَمْ يا صغيري دونَ دِفءٍ..بالعراءْ
فملاءةُ السّلطانِ لا تكفي سوى -بالكادِ- للكرسيِّ و العرشِ الوثيرِ..و سترِ عوراتِ الفسادْ !
نَمْ فوقَ زِندِ الموتِ..و التحَفِ السّهادْ
نم فوقَ زِندِ الموتِ..ماتَ على سواعِدِنا الزّنادْ

هذا المساءْ
نمْ يا صغيري دونَ تعويذٍ..و تمتمةِ الدّعاءْ
من بعدِ كَفَّيها أَمِنْ كَفٍّ لأجلِكَ سوفَ تصعدُ للسّماءْ
و أكفُّنا مشدودةُ الأغلالِ..مُذعنِةُ القيادْ
وَ حرُوفُنا معقودةُ الشفتينِ..
خرساءُ المدادْ

هذا المساءْْ
نَمْ يا صغيري جائعاً..ظمآنَ..لا لبنٌ وَ ماءْ
ضاعتْ بلادُ الرافدينِ الخالدينِ..
يَدُرُّ ضرعاها لأبناءِ السّفادْ
وَ تساقطت شجناً جذوعُ النخلِ بصريّاً..
بقاياً من رمادْ
لهمُ غَدَتْ قوتاً وَ زادْ
ضاعت بلادُ الرافدينِ..و كم أضعنا من بلادْ

هذا المساءْ
نَمْ يا صغيري نازفاً..عَبِقَ الدّماءْ
دعْ طُهرَ هذا الجرحِ يحفرُ بَعدُ سطراً آخراً..
ما بينَ صفحاتِ السّوادْ
وَ كتابَ تاريخٍ ستقرؤهُ العروبةُ في غدٍ..
ضاداً بـِ ضادْ

(د.نون 17/3/2003 )


اخترت هذه القصيدة الجميلة لتكون توطئة لهذا الموضوع، فلو ارسلنا الف رسالة اعتذار لاطفال العراق فلن تنصفهم، لذا ساتحدث عن سيناريو محاكمتنا من قبل اطفال العراق، كل دولة عربية او غير عربية اسهمت في خراب العراق وسفك دماء اهله ستمثل امام محكمة اطفال العراق، هؤلاء الاطفال الابرياء فقدوا اما اب او ام او اخ او اخت، وعندما يكبرون سيكون لنا معهم موعد مختلف، انه المحاكمة ايها الكرام، هل تعتقدون ان الاموال التي سنقدمها لهؤلاء الاطفال ستمسح العار الذي لطخ سمعتنا، لن تسهم هذه الاموال بمسح هذا العار.

في الوقت الذي كان من المفروض علينا الوقوف في وجه صدام حسين عندما نكل بشعبه، كنا نقدم له الهدايا ويفخ الكير شاعرنا المنافق ويقول "غلطان من سماك صدام غلطان*** ليه ماسموكـ صقر العروبه"، في وقت يقتل الالف من اباء الاطفال العراقيين على الحدود العراقية، وبعد مدة قصيرة يقتلون مرة اخرى في حرب الخليج الثانية.

سوف ياتي اليوم الذي يحاكمنا اطفال العراق، على الاموال التي دفعناها للنظام السابق، و على دعمنا للغزو الامريكي على العراق، وعلى صمتنا المخجل، وعلى الصواريخ والطائرات التي اقلعت من ارضنا ودكت ارض العراق، كل هذا العار سيلحق بنا عندما يحاكمنا اطفال العراق، وفي الوقت الذي كان من المفترض علينا ان نمد العراق بالغذاء و الدواء بسبب الاحتلال الامريكي، امددنا العراق بالموت، بافواج من الشباب الذين ذهبو ليقتلوا، القتل هو الغاية عند هؤلاء الشباب، قامو بقتل فرحة الاطفال، قامو بقتل الاباء والامهات، قامو بقتل السعادة والضحكة.

لا اعتقد باننا مؤهلين للمثول امام من سيحاكمنا، لان ايدينا مازالت ملطخة بالدماء، وما اكثر الاطفال الذين سيحاكموننا، اطفال العراق واطفال افغانستان و... ، ارحمنا يا الله.



#أبي_زيد_السروجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في السعودية: الجمل الاجرب اولاً ثم المواطن ثانياً
- هوس بناء المساجد وصل للقطب الشمالي
- اسطورة الامن والامان بالسعودية
- استقلال القضاء السعودي، هل هو مطلب شعبي الان
- الامير يتشدق بالفضيلة
- علام تبنى العقائد؟ هل تؤخذ العقائد من أحاديث الآحاد؟ (2)
- علام تبنى العقائد؟ هل تؤخذ العقائد من أحاديث الآحاد؟ (1)
- هل السعودية جادة في سعيها لحوار الاديان
- نقد التراث وتفكيك المقدس
- ابو هريرة وابن عباس وجهان لعملة واحدة
- قصة التدين الزائف
- المجتمع والدولة في الخليج والجزيرة العربية
- شهود الشيطان!!


المزيد.....




- الثقافة السورية توافق على تعيين لجنة تسيير أعمال نقابة الفنا ...
- طيران الاحتلال الاسرائيلي يقصف دوار السينما في مدينة جنين با ...
- الاحتلال يقصف محيط دوار السينما في جنين
- فيلم وثائقي جديد يثير هوية المُلتقط الفعلي لصورة -فتاة الناب ...
- افتتاح فعاليات مهرجان السنة الصينية الجديدة في موسكو ـ فيديو ...
- ماكرون يعلن عن عملية تجديد تستغرق عدة سنوات لتحديث متحف اللو ...
- محمد الأثري.. فارس اللغة
- الممثلان التركيان خالد أرغنتش ورضا كوجا أوغلو يواجهان تهمة - ...
- فنانو وكتاب سوريا يتوافدون على وطنهم.. الناطور ورضوان معا في ...
- ” إنقاذ غازي ” عرض مسلسل عثمان الحلقة 178 كاملة ومترجمة بالع ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبي زيد السروجي - متى سيحاكمنا اطفال العراق؟