أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق بشارة الدبي - الشاعر المبدع جبار عودة الخطاط والاندكاك في المخاضات الاجتماعية















المزيد.....

الشاعر المبدع جبار عودة الخطاط والاندكاك في المخاضات الاجتماعية


صادق بشارة الدبي

الحوار المتمدن-العدد: 2496 - 2008 / 12 / 15 - 00:25
المحور: الادب والفن
    



قيمةالشعر بصفته خطابا جماليا ومعرفيا تكمن في مدى إنصهاره في غمار المخاضات الاجتماعيه التي تكتنف المجتمعات البشريه على مر التأريخ , والشعر هو المقاربة الابداعية الاكثر التصاقا وملامسة للمشاعر الانسانية المتجذرة في جوانح الانسان – الشاعر , والتي يتم ترجمتها الى صور شعرية جميلة تكون نتاج ابداعي فردي مندكا في وسطه مؤثرا ومتأثرا في معطياته فالشعر الحقيقي هو ما يصدر من شغاف القلوب ليسكن في حنايا القلوب متوسدا دفئ الافئده , لكن ما يجعلنا نشعر بالاسف حقا ان نجد شعراء ولدت قصائدهم من رحم تلك المخاضات الانسانيه العسيره وقد تميزت قصائدهم برهافة الاحساس وتفرد الصورة الشعرية نجدهم بعيدين وربما مبعدين عن المشهد الشعري لاسباب كثيرة لايسع المجال للخوض فيها بيد انها أسباب مشخصه ومعروفه لاغلب الناس ! وإنها لخسارة حقا ان يتواصل هذا الابتعاد القسري لهولاء المبدعين عن ( المعترك ) الشعري في الوقت الذي نلاحظ فيه إرتفاع الاصوات النشاز بالاسفاف الذي لو قيظ له الاستمرار في نشر غسيله الشعري فأنه بلا ريب سيساهم في غرس بذور الخراب الملوّن في الذائقه الشعريه وتسطيحهاعبر تكريس الخطاب المباشر المبتذل هذه الاصوات تحظى اليوم بهالة إعلامية واسعة وهر أمر مؤسف ويبعث على القلق إزاء راهن الساحة الشعرية ( العاميه ) ومستقبلها غير ان ما يجعل الامل شاخصا امامنا هو وجود قامات شعرية أصيله تنبذ الحضور في سوح الاسفاف والتهريج مثل الشاعر كاظم غيلان والشاعر رياض النعماني والشاعر عماد المطاريحي وغيرهم وفي هذا المقام لا اعرف لماذا اتذكر دائما كلام المهرج في الملك لير ( قل للمهرجين المجانين لقد ضاعت أرزاقكم لأن اهل العقل أنفسهم قد اصبحوا من المهرجين المعتوهين 00خلطوا في تصرفاتهم وجاءوا بالشذوذ فأضحكوا الناس وسفهوا البابهم ) ! 0
وانا أعتقد ان الشاعر الفنان جبار عودة الخطاط هو واحد من أولئك الشعراء الموهوبين الذين يراد لهم الانزواء في جوف غياهب الابتعاد بحيث لاتطالهم الاضواء الكاشفه عن مواهبهم فهو شاعر حقيقي ومثقف وهو يكتب الشعر الشعبي الحديث فضلا عن الشعر الفصيح , وانه لمن دواعي الانصاف حقا ان نسلط الضوء على تجربته الشعريه لانها جديره بذلك , يقول الشاعر جبار عودة الخطاط في صدر مجموعته الشعريه ( للشمس والناس ) للتعريف بهويته /
* أبوي الكمر
وامي الشمس
إتقاسمو تفاحه حمره
ونزعو أوراك العنب
وعلكو إشموع الونس
وخلفوني وصرت شاعر
نصي ليل
ونص صبح
روحي ريحانة ضوه
والجسم داير مداير
وكف على روحي حرس
وروحي من طبع الي بيهه
إتنث على الوادم قصايد
بيضه مكتوبه بهوّه
والهوّه بجرحي جنح
والجرح عندي فرس
والشعر عندي جرح
ينزف أحلام
ومكاتيب وعرس 0
إذن فالشعر لدى جبار عوده الخطاط جرح جامح بيد ان هذا الجرح ماانفك ينزف احلاما ورسائل حب زاهيه وعرس يندلق داخل الروح فيطلق العنان لاحتفائه الشفيف بالبوح في ان ينشر إغانيه البيضاء على الناس بعد ان تتحرر من سطوة الجسم الذي ( وكف على روحي حرس ) والشاعر الخطاط ربما يكون غير معروف من قبل الكثيرين لانه لايأبه كثيرا في مسألة نشر نتاجه الشعري ولانه كما لمست ذلك قد وجد ان المشهد الشعري الراهن يعج بالكثير من المتناقضات والمحاباة والكروبات هذا المشهد يختلف كثيرا عما كان يتصوره الشاعر الخطاط لذا كتب قصيدته ( سوك الشعر ) اذ يقول فيها /
* جنت أضنه
بعين بستان السحر
بعيني بستان الشعر
بيه اوراد ومراجيح وثمر
وبيه اوراد وعصافير وقصص
جنت اضنه
بعيني بستان السحر
بيه يتشابك خرير الماي
وي خصر الشجر
من تجي الاشجار مشتاكه إ لنجمات النهر
وسط كلّه إخيوطهه من الفجر 0
وبعد ذلك يتفاجأ الشاعر بحقيقة الكثيرين ممن دخلوا في هذا البستان الاثيري فتكون الغصه ! /
* لكن الغصه الجبيره بدت
من طبيت جوه
طلع مو بستان اخضر
طلع سوك 00 شلون سوك
اتقاسموه
وفرهدوه
كلمن امكوّر
على ورج وحصص
واليريد يفوت بيه
اليريد ( يبيع ) بيه
خلي ينزع كصته من راسه
ويظل إبليّه كصه
حته ايحصّل على بسطيه
تتسمه جذب عدنه منصه
جنت اضنه بعيني بستان الشعر
بيه اوراد وعصافير
وقصص
طلع يا وسفه طلع سوك الكصص 0
والشاعر جبار الخطاط انسان عصامي لايجيد افانين التزلف التي اصبحت جواز مرور سهل للوصول الى تخوم الشهرة والاعلام والمغانم الاخرى وهو شاعر صادق ورسام شعري ماهراستطاع ان يمسك بجمرة الشعر ويرسم من خلال فرشاته الوجدانيه العميقه اجمل الصور التي تعكس موهبته الحقيقيه في صياغة متن شعري حداثوي رائع فقصائده سواء كانت المطولات او المقاصير تنبئنا اننا ازاء شاعر قد نهل من نبع الشاعريه كثيرا فجسد ذلك في واحات شعريه خلابه فلنطالع هذه الصوره ونمعن النظر فيها /
عطشان الطفل ويريد يشرب مي
بس خايف يكرّب
للنهر يغرك
طلع مي النهر يم الطفل روّاه
والنهر إرتوى
شاف الطفل يضحك 0
او هذه الصورة الجميلة الحافله بالمدلولات الشفافه /
صارت الورده فراشه
او توكي لعبت وي صديقتها الفراشه
فوك أغصان الضوه
ولما تعبت صارت الفراشه ورده
وشالت الورده إبحضنهه
وهي تسكيهه هوه 0
ويبدو ان حالة ضنك المعيشه التي طالما عانى منها الشاعر بسبب عصاميته والنأي بنفسه عن اساليب الوصولية ومسح الاكتاف قد انعكست بشكل واضح على منجزه الشعري فهو على خلاف الكثيرين من ( الشعراء) الذين فرطوا بمنزلة الشعر الشعبي وجعلوه بضاعة بخسة تحاول مغازلة نسغ الشارع الباحث عن الاثارة اللحظوية نرى الشاعر الخطاط يتخذ من محله المتواضع للخط وسيلة لاعالة اسرته الكبيرة , فهاهوذا يقف في مشهد شعري درامي ازاء جثته المسجاة في تابوت الفقر والشاعر يتفرس في سحنة الدفان المتجهمه المرعبه ملتمسا منه توسيع حفرته ( القبر ) فيزجره الدفان بشدة لان الشاعر واضرابه من الفقراء لايحق لهم المطالبة بذلك كونه انسان فقير وقبره يجب ان لايتعدى الشبر ! يقول الشاعر جبار عودة الخطاط في حواريته التي تحمل في ثناياها كل مقومات فرادتها وطرافتها /
* لاجت الدمعه
بعيني من شفت جثتي
إمسجايه ابتابوت الفقر
ومن شفت
جنّازي واكف
فوك جثتي محرب وجنّه شمر
ومن تسرفن لزم قزمه
وكام يحفرلي كبر
كتله بلكي اتداري
وتوسع الحفر
كام ردني بعين حمره
منهه يطّاير شرر
كلي اسكت انت مفلس
والكبر مالك يظل حجمه شبر
ولزم جثتي وكام يحشرهه
بالنكره حشر
وهال تربان المكابر فوك جثتي
واني اباوع منكسر
ودعت جثتي ابهضيمه
واني ادردم ثاري حته الموت
مربوط ابسعر
كل شي صار اليوم مربوط ابسعر 0
وفي تصوير جميل يكتنز الكثير من الاشارات المثيره يكتب الخطاط ومضته ( المليون ) وهي ومضه ذكيه تريد ان تصرخ بأن الغني او المسؤول مهما كان عنوان مسؤوليته ان كان على الصعيد السياسي او الديني لايستطيع ان يتنعم بأمتيازات مسؤوليته بدون الناس البسطاء الفقراء فهو يرمز للغني او المسؤول بالمليون ويرمز للناس الفقراء بالاصفار فمتى ما نفخ المليون اوداجه وتملكته غريزة الغرور والكبرياء فسولت له نفسه المتخمه بالنعم الاستغناء عن الاصفار وطردها لانها بنظره لاقيمة لها يتفاجئ المليون بفقد مليونيته فيصبح واحد 0 مجرد واحد فيهرع في ندامة الى الاصفار يتضرع اليهم ان عودوا الي فانا بدونكم لااساوي شيئا /
* نفخ المليون ريشه
وطرد من رقمه الاصفاره
وما بقه كل صفر عنده
بعد ما نفّذ قراره
وبالنتيجه صار واحد
فقط واحد
ماله قيمه
او شرب حد الثماله بيده
من كاس الندامه والخساره
وتالي اتعنه الاصفاره
وكام يتوسل ارجعو
راد يرجعله وقاره 0
وشاعرنا الخطاط رغم حالة ضنك العيش فهو إنسان شفاف تنتابه قشعريرة من الالم والحسره كلما ابصر شحاذا في الشارع وكان من اكثر المناظرايلاما على قلبه الذي اجهدنه ( الذبحه الصدريه ) ذلك الشاب الوسيم الذي بترت يداه من المرفق في حروب الطاغيه ووجد نفسه اليوم لاحول ولا قوة فما من احد يلتفت اليه في مصيبته فوقف ليستجدي الناس قرب احدى نقاط السيطره المؤديه الى مدينة الصدر وقد بدت عليه امارات الخيبه والاسى فلم يتمالك الشاعر جبار الخطاط نفسه وهو يجلس في سيارة الكيا عندما وقع بصره على ذلك الشاب الضحيه فأخرج نقاله وكتب في حافظته هذه الومضه المترعه بالاحساس العميق والشفيف /
* تشهك عيني
ويلهب جبدي
كلما اشوف إبروج الشارع
واكف شاب انبترت ايده وهو ايجدّي
تعرك كصتي بعز الجله
وبنص حوض الكيّه أطشر
ارجف
ارجف
ارجف وحدي
وما اهيّس الا وكل عمري ملتم إ بحضني ومتبدّي
ثم ان الشاعر بعد ان يصل الى منزله لا يكتفي بهذه الومضه بل يهرع الى اوراقه الاثيره ليدون عليهاعصارة المه فيكتب مخاطبا ذلك الشاب/
( كطعو ايدك
ياوسف ولد الحرام
بحرب غبره 00
طشت إبكيعانّه ابذور الظليمه
وطلعت إبستانّه اشجار السخام 0
و يخاطب ذلك الشاب المسكين الذي طوحت الحروب النزقه بيديه متسائلا /
* وبعد ما كطعو اجفوفك كلي منهو نشد عنك
منهو مر إعليك حيّاك ابسلام
وصرت وحدك آ يويلي
ضايع إتجدّي يغص بيك الزحام
ولئن ما عدّك إدين اللي تمدهن من تجدّي
كصتك مدت حزنهه
خضّرت جفين ممدوده وتناشد
( وين حكي )
راح حكك 00 كلته السعلوه
بدروب وزواغير الظلام 0

[email protected]



#صادق_بشارة_الدبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- انطلاق الدورة الـ77 لمهرجان -لوكارنو- السينمائي الدولي في سو ...
- البحر الأحمر السينمائي يعلن عن فتح الانتساب لدورته الرابعة 2 ...
- -أوروبا-: رؤية سينمائية تنتقد وحدة أوروبية مفترضة
- نجم شهير يتعرض لموجة غضب كبيرة بسبب انسحابه فجأة من فيلم عن ...
- تونس: الحكم بالسجن أربع سنوات على مغني الراب -كادوريم- وحرما ...
- 60 فنانا يقودون حملة ضد مهرجان موسيقي اوروبي لتعاونه مع الاح ...
- احتلال فلسطين بمنظور -الزمن الطويل-.. عدنان منصر: صمود المقا ...
- ما سبب إدمان البعض مشاهدة أفلام الرعب والإثارة؟.. ومن هم الم ...
- بعد 7 سنوات من عرض الجزء الأخير.. -فضائي- يعود بفيلم -رومولو ...
- -الملحد- يثير الجدل في مصر ومنتج الفيلم يؤكد عرضه بنهاية الش ...


المزيد.....

- في شعاب المصهرات شعر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- (مجوهرات روحية ) قصائد كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- كتاب نظرة للامام مذكرات ج1 / كاظم حسن سعيد
- البصرة: رحلة استكشاف ج1 كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- صليب باخوس العاشق / ياسر يونس
- الكل يصفق للسلطان / ياسر يونس
- ليالي شهرزاد / ياسر يونس
- ترجمة مختارات من ديوان أزهار الشر للشاعر الفرنسي بودلير / ياسر يونس
- زهور من بساتين الشِّعر الفرنسي / ياسر يونس
- رسالةإ لى امرأة / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق بشارة الدبي - الشاعر المبدع جبار عودة الخطاط والاندكاك في المخاضات الاجتماعية