أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار ديوب - عن الخلافات وإفساد الودّ خلافاتنا صراعات مستعرة














المزيد.....

عن الخلافات وإفساد الودّ خلافاتنا صراعات مستعرة


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 2493 - 2008 / 12 / 12 - 10:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتكرّر فكرة أنّ الخلاف لا يفسد للودّ قضية، على ألسنةِ كثير من المثقفين والسياسيين، وعادةً ما تخفي باطناً يفسد ظاهر القول، وتستبطن أن الخلاف يتراكم وتشتد تعقيداته كلما حدث وبانت علائمه، مما يفسد الود والوئام ويحقق القطيعة والصراع. والباطن هذا، صريح في دلالاته الماثلة في انقطاع العلاقات السياسية والاجتماعية وشن الثرثارات الخلفية بمبررات وبغيرها، وأحياناً عبر النص المكتوب، وهو ما يخفي قدراً كبيراً من التوحش وعدم قبول الآخر المختلف وتهيئة الأجواء للفتك به، وقد يكون ذلك من جراء تضخم في الذات، يصل أحياناً حدود اختصار الكون والعلم والفلسفة فيها. وقد يظهر الكون ذاته، بعدا صغيرا في تلك الذات، فهذه حالة شائعة عند كل ممثلي تيارات الفكر في سورية ويبدو كذلك في العالم العربي!.
لا شك أن ظاهراً خلاصيّاً يراد من هذه المقولة، يتحدّد ظاهرياً مرةً أخرى باحترام الآخر، وبحقه في تبني آراء مختلفة ومتناقضة كذلك، والتضحية في الذات مقابل أن يقول الآخر رأيه. إلا أنّ القصة في سورية وفي عالمنا العربي لا تتعدّى كونها جملة صوتية، مصدرها الدماغ ومُصدرها اللسان، وهي لا تخترق منظومات الفكر الشمولي «التي تظلّل بردائها تيارات الفكر الليبرالية واليسارية والإسلامية دون استثناء»، هو الإقصائي، المخصيّ بامتياز عن تمثل المقولة ذاتها، وبالتالي كَثرت الافتراقات والمماحكات بين المثقفين في لبنان بدلاً من الالتقاءات والتواصلات والتشابكات، وتكاد سورية تئنّ من كثرة التذرّر والقطيعة والمهاترات بين المثقفين والسياسيين!
ففي سورية لا تزال فكرة الآخر شبه معدومة، هذا إذا ما تفاءلنا، حيث يوصّف دائماً بكونه: كافراً، خاطئاً، مشوشاً، عميلاً (للنظام أو للخارج)، ركيكاً، قاصراً معرفياً، وتربيته الديموقراطية ناقصة الخ.
الحقيقة المرّة أن تلك التيارات صُيّرت تيارات أيديولوجية لمدى زمني يقارب العقود الخمسة الأخيرة وكل ما جرى من حراكٍ سياسي في سورية في السنوات السابقة ممثلاً بالتجمعات والإعلانات وغير ذلك له صفة مميزة هي عقلية مالك الحقيقة المطلقة، سواء بتجاهل وجود بعضها للآخر أو بانعدام اتخاذ أي موقف منه أو بإجراء تحالف معه.
فجاجة وسرعة شيطنة الآخر في سورية، تستدعي منا السؤال هل يوجد في العالم مكان يسمح بالخلاف والودّ في آن واحد، وهل الخلاف لدينا نحن العرب والشعوب التي في وضعيتنا التاريخية المتـــخلّفة، يفسد الود فقط. وفي المقابل، في الغرب، فالخلاف لا يفسد الود. والسؤال الضروري، هل يعود الأمر للمناخ الليبرالي كحــاضنة للتـــربية الديمـــقراطية وللنظام الديمــــوقراطي ولانتماء الأفراد كمواطنين للدولة لا للعائلة ولا للقبيلة ولا للطائفية ولا للمذهب.
إلّا أنّ هذا الموضوع له وجه آخر، فقد يكون الخلاف ضرورياً ويتحوّل إلى تناقض وصراع فعلي وهذا يعود إلى اختلافات سياسية واجتماعية واقتصادية وهي حالة صحية بدلاً من التكاذب والنفاق والتمويه. الحالة الأخيرة تنمي ذاتها بوضوحها وليس بطمس المشكلات. أي أنّ التمايز في الاختلاف ضرورة من اجل تطوير الذات (الحزبية،الثقافية،الطبقية). ولكن هذا يجب إدارته بطريقه ديمقراطية وليس بطريقة نفي الآخر. فالصراع والتناقض لا يمكن حذفه من الوجود البشري، وربما لأنّه يكوّن أصل هذا الوجود ما دامت حاجات قسم من البشر ناقصة ويسعون من أجل إتمامها.
في الغرب يسود احترام الآخر وأفراده ينتظمون في علاقات تمثل الحقوق والواجبات التي تصونها الدولة، بغض النظر عن موقع الأفراد إن كانوا رأسماليين أو عمالا أو سياسيين يمينيين أو يساريين، وهو ما أتاح جزئياً القول: إن الخلاف إن كان بين أشخاص يودون بعضهم ويحترمون الذات الإنسانية ويعلون من شأن الفرد والحرية أياً كان صاحب الفكر، فانه لن يُفسد الود.
كاتب سوري.



#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحديث في الجنس خط أحمر.. والنتيجة مراهقون مشتتون جنسياً!
- زواج المختلفين مذهبياً.. مصائر مخيفة تصل حد القتل!
- الندب على الرأسمالية و اشتراكية الأمس لم يعد يكفي
- عرسٌ في غزّة!
- التحرش يلاحق النساء..هل تحول الرجل إلى كائن جنسي
- الازمة الأمريكية العالمية والازمة الاشتراكية
- الهيمنة الأمريكيّة والحرب على الإرهاب
- شوارعنا تعكس بدائية سلوكنا.. النظافة العامة ثقافة غائبة ولا ...
- أسعار باهظة وخدمة سيئة.. روضات الأطفال زرائب أم سجون؟
- جامعاتنا في قفص الاتهام.. لا تخرج مثقفين وليست أكثر من ممر ل ...
- ماذا يسأل السوريون بعضهم عن مدينتهم الأصلية!
- سمير القنطار وزياد الرحباني في سورية
- كركوك كرة نار،فهل أشعلوا النفط
- من نكبة فلسطين إلى نكبة العرب
- النضالات الواقعية المفتقدة
- دولة ديمقراطية علمانية واحدة لا دولة إسرائيلية مهيمنة
- قراءة في كراس طريق الانتفاضة
- الدولة الطائفية ليست بديلاً عن الدولة الواحدة الديمقراطية ال ...
- عن الطائفية والعلمانية في لبنان
- سمير قنطار مقاوماً


المزيد.....




- بعد رفضها الامتثال للأوامر... ترامب يجمّد منحًا بأكثر من 2.2 ...
- أوكرانيا تعلن القبض عن أسرى صينيين جُنّدوا للقتال في صفوف ال ...
- خبير نووي مصري: طهران لا تعتمد على عقل واحد ولديها أوراق لمو ...
- الرئيس اللبناني يجري زيارة رسمية إلى قطر
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف
- الرئيس اللبناني: 2025 سيكون عام حصر السلاح بيد الدولة ولن نس ...
- ابنة شقيقة مارين لوبان تدعو وزير الخارجية الفرنسي لتقديم است ...
- نتنياهو يوضح لماكرون سبب معارضته إقامة دولة فلسطين
- في حدث مليوني مثير للجدل.. إطلاق أول سباق عالمي للحيوانات ال ...
- بيان وزارة الدفاع الروسية عن سير العمليات في كورسك


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار ديوب - عن الخلافات وإفساد الودّ خلافاتنا صراعات مستعرة