أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد ابوشاويش - العالمي لحقوق الانسان: انتهاكات اسرائيلية صارخة














المزيد.....

العالمي لحقوق الانسان: انتهاكات اسرائيلية صارخة


زياد ابوشاويش

الحوار المتمدن-العدد: 2493 - 2008 / 12 / 12 - 07:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يصادف اليوم الأربعاء العاشر من كانون أول (ديسمبر) الذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي جسد خلاصة التطور الإنساني والرفعة الوجدانية للبشر على سطح المعمورة ومستخلصاً العبر والدروس من تاريخ طويل وحافل بالمظالم الجارحة للضمير الانساني وخاصة بعيد الحرب العالمية الثانية وما رافقها من ويلات ونتائج كارثية لا زال بعضها يقض مضاجع كل الباحثين عن العدل والمساواة والكرامة الانسانية.
لقد جاء هذا الإعلان ليشكل الأساس القانوني الدولي لكل التشريعات المتعلقة بهذا الجانب والمرجعية الفقهية لكل الاتفاقات الدولية التي زادت عن ثمانين اتفاقية موثقة في الأمم المتحدة وحيث وقعت عليها كل بلدان العالم بواقع اتفاقية واحدة أو أكثر لكل بلد وباتت ملزمة لها في هذا المجال الحساس والضروري لتقدم البشرية والحفاظ على السلم الدولي كما السلم الاجتماعي وغيره.
وبقراءة متفحصة لهذا الاعلان سنجد كل ما يمكن استخدامه للحفاظ على حق الإنسان وكرامته وإلزام السلطات بكل أشكالها وأنواعها احترام هذا الحق ورعايته دون تمييز، وأجد هناك فائدة من إيراد نص المادة الثانية من هذا الاعلان حيث تقول : " لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع آخر، دون أية تفرقة بين الرجال والنساء. وفضلا عما تقدم فلن يكون هناك أي تمييز أساسه الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي لبلد أو البقعة التي ينتمي إليها الفرد سواء كان هذا البلد أو تلك البقعة مستقلا أو تحت الوصاية أو غير متمتع بالحكم الذاتي أو كانت سيادته خاضعة لأي قيد من القيود ".
وربطاً بعنوان مقالنا حول انتهاكات إسرائيل الصارخة لحقوق الشعب الفلسطيني والعربي الواقع تحت سيطرتها المباشرة كدولة احتلال سواء في فلسطين أو الجولان أو لبنان وانسجاماً مع نص المادة الثانية وتظهيراً لمعناها لابد من إيراد المادة الثالثة نصاً حتى يكتمل المعنى المراد إيصاله في هذا السياق حيث تنص هذه المادة على : " لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه ". فهل يحصل المواطن العربي في ظل الاحتلال والسيطرة الإسرائيلية على هذه الحقوق؟. إن نظرة سريعة على الممارسات الإسرائيلية سواء في فلسطين أو الجولان أو لبنان أو حتى داخل الخط الأخضر تظهر بجلاء كماً هائلاً من الانتهاكات النوعية لهذه الحقوق بالذات ناهيك عن مخالفة هذه الممارسات لكل المواد الأخرى الواردة في هذا الإعلان بعد ستين عاماً على إقراره وثيقة ملزمة للدول والجماعات والأفراد على المستوى الكوني وهو كما نرى عمر النكبة الفلسطينية التي كانت قد بدأت للتو في بلادنا. إسرائيل تقول ليس لكل فرد الحق في الحياة وهو ما يناقض الحق الأساسي الأول من حقوق الإنسان بدليل أنها تقتل بدون تردد الإنسان العربي لمجرد أنه عربي وهناك عشرات المذابح والجرائم الجماعية والفردية التي ارتكبتها إسرائيل بحق المواطن العربي سواء كان فلسطينياً أو لبنانياً أو سورياً بدون أي مبرر أو مراعاة لأبسط حقوق الإنسان ثم تقوم كعادتها في التلفيق والكذب بادعاء وقوع تقديرات خاطئة أو معطيات أمنية مزيفة لتبرير الجرائم والتنصل من تبعاتها الأخلاقية والقانونية حيث لا يعفيها ذلك من العقوبة لولا الحماية غير المشروعة التي توفرها الولايات المتحدة الأمريكية لها، ونحن هنا لا نتحدث عن شهداء المقاومة من العسكريين أو حتى المتعاونين معها بل نتحدث عن مواطنين ليس لهم أي صلة بالمجهود الحربي، وعن نساء وأطفال وشيوخ، إلى آخر قائمة ضحيا انتهاك حقوق الإنسان على يد السلطات الإسرائيلية وبقرارات حكومية معلنة.
أما الحق في الحرية وهو أوضح الحقوق وأكثرها طلباً من جانب كل البشر فإن وجود الاحتلال في حد ذاته يمثل النقيض الأبشع والصارخ لهذا الحق خصوصاً في ظل الدعاية الأمريكية الممجوجة حول هذا العنوان باستمرار حين يتعلق الأمر بمناهضي سياستها ومقاومي مشاريعها الاستعمارية وكذلك بمن يقاوم العدوان الصهيوني ويرفض الاحتلال ويتصدى له سياسياً أو عسكرياً. لعل كل إجراءات إسرائيل التعسفية فيما يخص إغلاق الطرقات والحصار والمداهمات والاعتقالات العشوائية والحجز الإداري وغيره من الممارسات الكابحة للحرية تمثل الخروج الأكثر فجاجة عن شرعة حقوق الإنسان في هذا الحق على سطح الكرة الأرضية، وهي نموذج بشع من مخلفات العهد الاستعماري البغيض الذي أفل وتهاوى منذ سنوات طويلة.
أما السلامة الشخصية فلا مكان لها في عقل الاحتلال أو سلوكه. إن من يغتال الناس الأبرياء ويهدد حياتهم عبر منع أسباب الحياة عنهم كالدواء والكهرباء والغذاء كما يحدث اليوم في قطاع غزة والخليل وغيرها من المدن والبلدات الفلسطينية وامتناعها عن تنظيف مخلفاتها من القنابل العنقودية والألغام الموقوتة في لبنان يعبر عن استخفاف كامل بالمواثيق الدولية والمعاهدات الملزمة في هذا الشأن وعلى رأسها ضمان السلامة الشخصية للواقعين تحت الاحتلال كما هو وارد في نص المادة الثالثة من مواد حقوق الإنسان وعشرات الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان في زمن الحرب وفي ظل الاحتلال.
في الذكرى الستين لليوم العالمي لحقوق الإنسان وبعد أن بلغت البشرية سن الرشد ونمو الضمير الجمعي للجنس البشري ونضوجه، وفهم العالم خطورة انتهاك حقوق الإنسان وعقابيله الخطيرة على المجتمعات كما الدول وعلى الاقتصاد كما السياسة والسلم الدوليين فإن بقاء الصمت الدولي أو بالأحرى بعض الدول النافذة عن ممارسات إسرائيل وانتهاكاتها لحقوق الإنسان يشكل وصمة عار في جبين الإنسانية وانتكاسة كبيرة وفاضحة لكل ما مثلته وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من قيم كبرى، وعلى هذه الدول مراجعة مواقفها الآن.






#زياد_ابوشاويش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -الأكل العاطفي-.. كيف يتحول الطعام إلى وسيلة لمواجهة المشاعر ...
- -هرم- غارق في اليابان.. لغز عمره 10 آلاف عام يحير العلماء
- موتورولا تطلق هاتفا بقدرات مميزة لشبكات 5G
- اكتشاف علاقة خفية بين السمع وصحة القلب
- في انتصار لترامب.. محكمة أمريكية تلغي عقبة قانونية أمام فصل ...
- -عمالقة- وادي السيليكون زوكربيرغ وماسك وبيزوس تبرعوا لترامب. ...
- -خوفا من كارثة-.. مصادر تكشف لـCNN سبب تعليق ترامب لرسومه ال ...
- تعليق ترامب للرسوم الجمركية ينعش الأسواق مؤقتا.. وبكين تحذر ...
- إسرائيل تعلن الاستيلاء على مساحات واسعة في غزة وتفاقم عزلة ا ...
- الحوثي: 14 غارة أميركية على صنعاء منذ صباح الأربعاء


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد ابوشاويش - العالمي لحقوق الانسان: انتهاكات اسرائيلية صارخة