|
الحب
عيون فلسطين
الحوار المتمدن-العدد: 2506 - 2008 / 12 / 25 - 09:55
المحور:
الادب والفن
المتأمل للأدب الانسانى عبر الحضارات يجد ان فكرته الرئيسية تمثلت في التعبير عن الحب بمعناه العام ..فتارة نجد الحب بمعناه الانسانى العام.. وتارة نجده يتحول إلى فعل ايجابي .. وتارة أخرى نجد الحب بين الإنسان والإنسان وبين الإنسان والمجتمع وبين الإنسان والوطن .. وتارة نجد من وهب حبه للمرأة أو السلطة أو الحرية أو للعقيدة الإسلامية .
والكاتب الفرنسي ( ستندال ) رأى ان الحب ينقسم إلى أربعة أنواع هي :
أولا _ الحب العاطفي :
وهو الحب الحقيقي الذي تلتقي فيه عواطف الطرفين المحبين وتتفاعل لتصل إلى حد التضحية من جانب كل طرف في سبيل الطرف الآخر .
ثانيا _ الحب الجسدي :
وهو لون رخيص وتعيس من الحب ويبدأ به الشباب من سن السادسة عشرة .
ثالثا _ حب الرغبة والاستحسان :
وهو الحب الذي يسود الأطراف المترفة .. وهو حب خال من كل عاطفة صادقة وبالتالي فهو خال أيضا من كل ماهو غير متوقع سلفا ولكنه كثيرا ما يتطوى على أعمال اللطافة والرقة بصورة تتفوق على الحب الحقيقي لأنه يحتاج دائما إلى أعمال الحيلة والذكاء وسرعة البديهة.
رابعا _ الحب القائم على الزهو والغرور :
وهذا الحب يرجع إلى رغبة التملك والاقتناء وإشباع الغرور والتظاهر .. وكثيرا مايخلو هذا النوع من أتفه عناصر اللذة الجسدية نفسها .
وهذه الأنواع الأربعة من الحب تتداخل وبالتالي فهي تخرج لنا ثمانية أنواع أو أكثر .. ولكن هذا التنوع لايغير شيئا من الأحكام الأساسية الخاصة بكل نوع من الأنواع الأربعة.
والحب هو بلسم الحياة .. هو كلمة واحدة من حروف قليلة ولكن لاشيء يشغل العالم كله ويستغرق تفكيره ونشاطه كهذه الكلمة .. ففي هذه الكلمة الصغيرة عالم ضخم من المعاني والمشاعر الإنسانية وغير الإنسانية .. فهناك حب الأم وحب الأب وحب الأطفال وحب الذات .. وهناك الحب الاخوى وحب الإنسان لبيته ووطنه .. والحب يشمل هذه المعاني جميعا .
ان الحب عاطفة ايجابية .. انه توسيع لآفاق الحياة .. وثروة لاغني عنها .. انه يدفعنا إلى الأمام لنحقق كل شيء كبير .. وهو يقضى على الحقد والكراهية وكل نزعة إلى التخريب والهدم .
ولكي نحب لابد ان نكره .. اى : أننا لكي نحب الجمال فلابد ان نكره القبح أولا .. ولكي نحب العدل لابد ان نكره الظلم .. ولكي نحب الإخلاص لابد ان نكره النفاق والرياء .
وإذا كان الكره ابغض مافي قواميس اللغة من ألفاظ فان الحب أسمى مافي الوجود من معان .
وذات يوم سمع ( سليمان ) عليه السلام عصفورا يقول لعصفورة : لو قبلت لنقلت لك عرش سليمان بمنقاري ؟
وهنا ابتسم ( سليمان ) عليه السلام وقال : كم يزين العشق للعاشقين كلاما .
وقد مر ( الاصمعى ) بجدار كتب عليه احد الفتيان :
أيا معشر العشاق بالله خبروا
اذا حل عشق بالفتى كيف يصنع ؟
فأجابه الاصمعى :
يدارى هواه ثم يكتم سره
ويصبر في كل الأمور ويخشع
فكتب الفتى :
وكيف يدارى والهوى قاتل الفتى
وفى كل يوم قلبه يتقطع ؟
فأجابه الاصمعى :
فان لم يجد الفتى صبرا لكتمان سره
فليس له عندي سوى الموت انفع
وفى اليوم التالي مر ( الاصمعى ) بالمكان فوجد الفتى ميتا وقد كتب هذا البيت :
سمعنا واطعنا ثم متنا فبلغوا
سلامي إلى من كان للوصل يمنع
فإليكم كلماتي :::
انى تعلمت الهوى
وعشقته منذ الصغر
وجعلته حلم العمر
وكتبت للأزهار
للدنيا
إلى كل البشر
الحب واحة عمرنا
ننسى به الآلام
في ليل السفر
ونسير فوق جراحنا
بين الحفر
الحب يا دنياي
ان نجد الرغيف .. مع الصغار
ان نغرس الأحلام
في أيدي النهار
الحب ان نجد الأمان مع المنى
إلا يضيع العمر في القضبان
ألا تمزقنا الحياة بخوفها
ان يشعر الإنسان .. بالإنسان
ان نجعل الأيام طيفا هادئا
ان نغرس الأحلام كالبستان
ألا يعاني الجوع أبنائي غدا
ألا يضيق المرء بالحرمان
الحب ان تجد الطيور الدفء
في حضن السماء
الحب ان تجد النجوم الأمن
في قلب السماء
الحب ان نحيا و نعشق ما نشاء
احبك عمرا
نقي الضمير
اذا ضلل الزيف
وجه الحياة
احبك فجرا
عنيد الضياء
اذا ما تهاوت
قلاع النجاة
وغرست حبك
في الفؤاد وكلما
مضت السنين
أراه دوما .. يزدهر
وأمام بيتك
قد وضعت حقائبي
يوما وودعت المتاعب
و السفر
و غفرت للأيام كل خطيئة
و غفرت للدنيا ..
وسامحت البشر
فأقول لمن أحبب وأخاطب قلبه :::
يا قلبه
يا من عرفت الحب يوما عنده
يا من حملت الشوق نبضا
في حنايا صدره
إني سكنتك ذات يوم
كنت بيتي .. كان قلبي بيته
ومن ذاق قلبه طعم الحب لا ينسى رحيقه
مازال في قلبي
رحيق لقائنا
من ذاق طعم الحب ..
لا ينساه
وفى الفراق لوعة وحرقة فلاشىء بعد الحبيب يملآ قلب المحب
وتسافر ..
لاشىء بعدك
يملآ القلب الحزين
لاحب بعدك .. لااشتياقا
لاحنين ..
فلقد غدوت اليوم
عبدا للسنين
تنساب ايامى
وتنزف كالدماء
وتضيع شيئا .. بعد شيء
كالضياء ..
وهناك في قلبي
بقايا من وفاء
وتسافر
وأنت كل الناس عندي ولم الوداع
وأنت عمري كله
وحصاد ايامى
وهمس مشاعري
وغذاء فكرى
وابتهال .. محبتي
وعزاء ايامى
أحبك ..أحبك ..أحبك .
بقلم / عيون فلسطين Samah13.7
#عيون_فلسطين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هذيان بعد منتصف الليل
-
السر العجيب
-
هاك دربا للعلا
-
مشوار أنثى
-
قلوب العاشقين لها عيون
-
رفقا بالعيون
-
ميناء العشاق
-
إلى أمهات الأسرى
المزيد.....
-
مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 177 مترجمة للعربية معارك نارية وال
...
-
الأزمة المالية في كردستان تؤدي إلى تراجع النشاطات الثقافية و
...
-
جمال سليمان من دمشق: المصلحة الوطنية السورية فوق كل اعتبار (
...
-
جمال سليمان يوجه رسالة بعد عودته لدمشق عن جعل سوريا بلدا عظي
...
-
إبراهيم اليازجي.. الشخصية التي مثّلت اللغة في شكلها الإبداعي
...
-
-ملحمة المطاريد- .. ثلاثية روائية عن خمسمائة عام من ريف مصر
-
تشيلي تروي قصة أكبر تجمع لفلسطينيي الشتات خارج العالم العربي
...
-
حرائق كاليفورنيا تلتهم منازل أعضاء لجنة الأوسكار وتتسبب في ت
...
-
بعد غياب 13 عاما.. وصول جمال سليمان إلى سوريا (فيديو)
-
حفل توزيع جوائز غرامي والأوسكار سيُقامان وسط حرائق لوس أنجلو
...
المزيد.....
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
المزيد.....
|